في الشدائد تظهر معادن الرجال، وكذلك الإعلاميون. وفي وسطنا الرياضي تنكشف عورة الإعلام وسوء غالبية المنتسبين لتلك المهنة الكبيرة العظيمة؛ إذ تبرز أساسات هشة للتعاطي مع الأحداث دون النظر لطبيعتها الزمنية أو المكانية؛ لذا يكون من الطبيعي جداً أن يكونوا أحد أهم العوامل المساهمة في الفشل والانهيار..!!
مَنْ يسمون أنفسهم إعلاميين يرمون بالقنابل النقدية المضللة، ويدخلون نفق الشخصنة والتعصب أمام استحقاق دولي للأخضر، دون النظر للمصلحة الوطنية. فجبيرة غالب هي مقياس التناطح فيما بينهم، وعدم اختيار لاعب هو المسبب لحربهم، وحضور مدرب (فزعة) قرار خاطئ وفق رؤيتهم، وكابتنية الأخضر أساس مناقشاتهم..!!
هم يتلذذون بسقوط الأخضر؛ لأنه يخلق لهم جوًّا من النميمة الإعلامية المستمرة، ويعطيهم مذاقاً جماهيرياً، يتزامن مع قبح تعابيرهم واتهاماتهم ورؤيتهم للأمور بالمقلوب..!!
هؤلاء تناموا داخل جحور الأندية، لكن فجأة أصبحوا يلعبون بساحة الأخضر دون حياء أو خجل. فالحرب بالعلن، وعلى عيني عينك، وكأن المنتخب جدار قصير؛ يسهل القفز على أركانه، والعبث الإعلامي باستقراره، دون أي احترافية صحفية، ودون معنى حقيقي لأصول النقد..!!
إنها أزمة صحافة وإعلام، لم يشهد لها الوسط السعودي مثيلاً. فالغالب يعبث، والقليل يمسك زمام مهنته برجولة ومهنية شريفة.. ومن المؤلم أن يكون المأجورون تحت ستار (إعلاميين) هم من يتصدر برامج التلفزة والاستضافات والصحف..!!
لا أقول إن المنتخب خط أحمر، ولا أطالب بالابتعاد عن انتقاده، بل أسعى للصدق المهني مع حالته، وهو منتخب الوطن السعودي الذي يقاتل من أجل عافية كروية، تعيد إلينا الأسد الآسيوي الكبير..
هل يسعون فعلاً لإسقاط الأخضر؟؟
سؤال يمكن أن يكون افتراضياً، لكن نسبة صعوده كي يكون واقعياً تزداد، والجميع ينظر لكمية الحرب المضللة للاعبيه ومدربه..!!
نعم، يريدون أي سقوط. فالصورة أمامهم عبارة عن (اسم) إذا لم يعجبهم فالويل لكل زواياها الجميلة، راسمين العنصرية الإعلامية بأقبح صورها..!!
علاج الحالة الإعلامية المنفلتة والخطيرة يبقى رهين تحرك المؤسسات الإعلامية لكبح جماح مراهقيها الصغار والكبار، والعودة الصادقة لأخلاقيات المهنة. فيكفي ما مضى؛ لأن القادم ربما يتخطى كل القيم إن لم يكن تخطاها الآن..!!
قبل الطبع:
مَنْ يسعد علانية بأذية وفشل الآخرين.. فهو إنسان صادق بمشاعره القبيحة..!!