تابعت حلقة برنامج أكشن يا دوري التي بثت من مسرح جامعة الملك عبدالعزيز بجدة وكانت مخصصة لمناقشة هموم وحاضر ومستقبل المنتخب وأسباب تراجعه في السنوات الأخيرة، وخطوات انتشاله والارتقاء به في المرحلة القادمة، واستضاف فيها الزميل وليد الفراج كل من طارق كيال وعادل التويجري وحالد الشنيف وخميس الزهراني، وعلى الرغم من براعة أطروحات هذا الرباعي وآرائهم المنطقية المقنعة والمفيدة للمنتخب والكرة السعودية بوجه عام، إلا أنني فوجئت وتألمت لمستوى مداخلات الكثير من الحضور، ليس لأن مضامينها متدنية في فهم المشكلة وكيفية علاجها وإنما لكونها تتعامل بطريقة مفجعة مع نظرية المؤامرة، مستندين على معلومات مغلوطة وتصورات خيالية جعلتهم يتحدثون بتشنج واحتقان وبأفكار مرتبكة بعيدة عن الواقع فأصبحوا غير قادرين على إبداء أية آراء موضوعية مفهومة ومجدية..
المخيف والخطير في الموضوع أن هذه العينة من الآراء الجماهيرية وفي رحاب إحدى الجامعات المرموقة في المملكة هي بمثابة القياس العام والنظرة السائدة لدى عموم الجماهير الرياضية، وبالتالي نحن أمام أزمة فكر وثقافة داخل الوسط الرياضي، وفي إدراك وتحليل ما يدور، الأمر الذي يزيد قضايانا الرياضية تعقيداً وصعوبة في تفسيرها وتشخيصها ومن ثم البحث عن الحلول المناسبة لها.
أحد الحضور في القاعة قال: كيف تتطور رياضتنا والرئيس العام لرعاية الشباب حضر مباراة الاتحاد والهلال ليشجع فريق الهلال؟ فرد عليه وليد الفراج الأمير عبدالله حضر المباراة لأنه كان متواجدا أصلا في الملعب لتوقيع عقد رعاية اتحاد الكرة، آخر قال: لوبي الهلال هو من جعل كريري قائدا للمنتخب بمجرد انتقاله للهلال بعد أن كان أسامة هوساوي هو القائد قبل انتقاله للأهلي، لكن خميس الزهراني تدخل موضحا بصفته شاهداً على ما حدث فقال: بعد استلام لوبيز تدريب المنتخب طلب من تيسير الجاسم وسعود كريري وأسامة هوساوي التفاهم فيما بينهم والاتفاق على من يكون قائدا للمنتخب فوقع اختيارهم على كريري وكان وقتها لاعباً اتحادياً، ثالث قال: ناصر الشمراني لم يضم للمنتخب إلا بعد انضمامه للهلال، وللأسف لم يجد من يعلق على معلومته هذه ويقول إن الشمراني كان في المنتخب من أيام ما كان في الوحدة ثم الشباب..
أنا على يقين أن هنالك جماهير غير هلالية لديها نفس النظرة تجاه كل ما هو هلالي، ترى أنه مدعوم وتم تسخير اتحاد الكرة ولجانه والرئاسة والثقافة والإعلام وكل أجهزة وقطاعات الدولة والشركات والبنوك لخدمته وتحقيق رغباته وتلبية طلباته، وأن بطولاته ليست نقية ولا نزيهة، وأن بنود العقد مع أي مدرب للمنتخب تتضمن شرط اختيار أكبر عدد من لاعبي الهلال وأن يكون القائد هلاليا، وفي المقابل ترى هذه الجماهير أن الأندية الأخرى مظلومة ومقهورة ومسلوبة حقوقها وممنوعة من إحراز البطولات ودائما ما تضع اللجان والإعلام والحكام العراقيل في طريق تقدمها..
السؤال: لماذا أصبح الكثير من المنتمين للوسط الرياضي وتحديدا الجماهير يتعاملون مع المنافس بهذا الطريقة من سوء الظن وعدم الثقة والتشكيك والتخوين لدرجة تبسيط وتمرير هذه الأكاذيب والاتهامات المؤذية باتجاه الآخرين لمجرد الانتقاص من المتفوقين ومصادرة حقوقهم وتشويه صورتهم ومنجزاتهم، في محاولة للهروب من واقعهم وعدم الاعتراف بتقصيرهم وأخطائهم؟!
الإجابة تكمن فيما يتم تداوله في معظم البرامج والمطبوعات الرياضية، فما تردده الجماهير وسمعنا جزءا منه في هذه الحلقة هو صدى ونتاج تعبئة وتأليب إعلاميين يعانون سلطة وسطوة ثقافة التباكي المتأصلهم في طريقة تفكيرهم فلا يجيدون طرح آرائهم ولفت الأنظار لهم إلا بمزاولة أسلوب إقصاء الآخر المنافس المتفوق، وفي نفس الوقت ادعاء المظلومية لفرقهم المتدهورة، بمعنى أن المتلقي تحول إلى ضحية جعل عقله وفكره في متناول إعلاميين لا يراعون في أطروحاتهم أي وازع ديني أو واجب أخلاقي وإنساني ومهني، المهم عندهم تحقيق الشهرة المبتذلة بأي أسلوب كان..
من الآخر
* عن منتخبنا، لا مشكلة في المدرب الظاهرة كوزمين، ولا في النجوم الكثر وإنما في طريقة تفكير بعض الإعلاميين والمحللين الذين لا يرتاح لهم بال إلا بجلد الأخضر ونجومه ومدربه وإدارته..
* من هو المدرب المجنون الذي يدمر نفسه ومستقبله فيطرح الثقة بلاعبين هلاليين غير مؤهلين لتمثيل المنتخب؟ وما مصلحته بل ما الفائدة التي يجنيها نادي الهلال من إرهاق أكبر عدد من نجومه؟
* إدارة النصر قدمت لإدارة المنتخب تقريرا يؤكد حاجة إبراهيم غالب للراحة لمدة أربعة أسابيع في الوقت الذي شارك فيه بفاعلية مع زملائه في أول تدريب للمنتخب في أستراليا.. حاجة تحير..!
* يخطئ من يظن أن علاج مشكلة الهلال هو في استقالة الإدارة وتغيير المدرب ريجي، شخصيا أرى استمرار المدرب مع التعاقد مع مهاجمين متميزين أحدهما أجنبي والآخر سعودي، أما الإدارة فينقصها وجود اسم خبير يتمتع بشخصية قوية ويكون هو المشرف الإداري العام والمسئول الأول عن فريق كرة القدم..
* أسوأ إعلامي هو من يستند في آرائه ويسوق قناعته بالأكاذيب ..!
* قال تعالى:(ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)..