نشأت قضية (المؤامرة) في الوسط الرياضي السعودي منذ عقود من الزمان فأصبحت ظاهرة، فكانت ولا تزال عقدة الكسالى في الوسط، فمن لا يعمل يتجه للشماعة الشهيرة، ويقول: إنهم يتآمرون عليّ في أسلوب تجاوزه الزمن، ولكننا في الوسط الرياضي السعودي لازال (يعشعش) بيننا فينشط في ناد ويتراجع في آخر على حسب مزاج من يعتلي الهرم في المنشأة، فعندما يكون في قمة حضوره العملي تتلاشى هذه العقدة والعكس صحيح، ومن الواضح أن هذا الضيف الثقيل لن يرحل قريباً لأن أبطاله لازالوا متواجدين بيننا بأفكارهم البالية ونظرياتهم العجيبة.. أعود لأقول: إنه من السهل جداً الربط بين الأحداث وخلق دراما وأبطال للقصة، من أجل أن يصنع لنفسه الأعذار ليخلق في مخيلته (مؤامرة) قادها عدة أشخاص من أجل سقوطه.. بينما الحقيقة أنه هو من أسقط نفسه بكسله وسوء إدارته واستغلاله لإمكاناته، في أمور ليس لها علاقة بصلب عمله، فتجده بدلاّ من إعداد فريقه وعمله على ناديه يتوجه نحو ذلك الإعلامي لكسبه في صفه، من أجل أن لا ينتقده، متناسياً أن بإمكانه أن يجعل هذا الإعلامي أو ذلك المشجع في صفه بدون كل هذا اللف والدوران، وذلك بالعمل الاحترافي..! وقد شاهدنا على مدى السنوات الماضية فرقاً تترنح ولا تحقق أي نجاح بسبب نظرية المؤامرة فكانوا يتحدثون عن أمور لا يشاهدها إلا هم وحدهم، وكذلك تعايشنا مع قصص أخرى من النجاح لآخرين استطاعوا أن يغيروا من واقعهم والهروب من ثقافات قديمة واللحاق بالناجحين، بعيداً عن تلك النظرية التي تنشأ في مزارع الكسالى.. ولعلّني هنا أشير إلى أنه في الغالب لا تنشأ هذه العقدة سوى لدى من يتعامل مع هذه النظرية، فيكون عمله خارج الملعب أكثر من داخله، ويتعاطى مع الأمر على طريقة (كلن يرى الناس بعين طبعه).. والضحية أولاً وأخيراً الجمهور الرياضي الذي يحترق في مدرجاته ومنتدياته، وهو يشاهد فريقه يتراجع وصاحبهم مشغول بالمؤامرة التي نسجها في خياله وسوّقها (بتشديد الواو) لأصدقائه وحاشيته ليستمر في أوهامه.