جمعني لقاء بشخص (معتزل) كان يشارك في حملات الدعوة التي كانت في الثمانيات والتسعينات، تستهدف دولاً عدة منها الفلبين، ويقول إنه تخلى عن نشاطه الدعوي لما شاهده من تصرفات تخرج عن إطار الدعوة، من ذلك قوله إن الكثيرين كانوا يذهبون إلى هناك لكنهم
سرعان ما يبحثون عن النساء الجميلات فيتزوجون من البلد الذي يمارسون فيه أنشطتهم بعيداً عن زوجاتهم في بلدانهم! وهو نفسه تزوج من فلبينية محاكاة لرموز الدعوة ولأقرانه! وعاد الكثير منهم إلى أرض الوطن وقد ترك أطفالاً لا يزالون يشكلون أحد الأعباء على السفارات السعودية!
وفي أدبيات الجهاد اليوم لا يخلو الحث على الجهاد من ذكر الحور العين والتي سوف يفوز بهن الشهيد! فالخطاب الذي يوجه للشباب لدعوتهم للجهاد في العراق وسوريا وغيرهما يستخدم الغريزة في التأثير، ولم يكن يركز على الجهاد كفريضة، وأن الجنة هي الهدف. وإن الجهاد عبادة! لكن الدعوة تختصر المسافات فتداعب غرائز الشباب بنساء الجنة! ذلك كان دائماً أسلوب القاعدة المعلن! حيث كانت تعد الشباب بجائزة ما بعد الموت والذي غالباً ما يتم بشكل مذل للمسلم ومنتهكاً لحرمة النفس والجسد، حيث يفجر الشاب نفسه في أي مكان وبدون تحقيق نتيجة أو تغيير مسار حرب أو احتلال! لكنه يفرط في ما حمل من أمانة الجسد والنفس التي أؤتمن عليها! ولا يخفى أن التنظيمات المتشددة في معسكراتها تؤمن سبل الزواج من أهل البلد، وهذا حصل في أفغانستان بكثرة لكنه كان زواجاً بالتراضي ولم يكن سبياً ولا استعباداً! لكنهم يتزوجون بفتيات صغيرات مستغلين الفقر والجهل وأن الزواج بمجاهد فضيلة! لكن الوضع اختلف مع تنظيم داعش حيث أصبحت المرأة جائزة تسبى وتباع وتشترى كمكاسب يحصل عليها الشباب المنخرطون في تلك التنظيمات والتي تؤمن للشباب مثل هذه الزيجات السهلة! وداعش كانت أكثر وضوحاً وصراحة في التعبير عن هذه الغريزة ودون مداراة أو مواربة، حيث وضعت النساء في دائرة الاهتمام وسلط عليها إعلامها الرسمي والمسرب كعامل مهم للانخراط في صفوفها! لذلك فإن التنظيم يتيح الفرصة لأتباعة لممارسة (هواية) السبي من المخالفين وقتل رجالهم والاستيلاء على نسائهم! الكاتبة فضيلة الجفال أرجعت مشاركة الشباب في هذه التنظيمات إلى الكبت الجنسي، وأن ذلك هو السبب الوحيد! وهذا بحسب رأيي تفسير مبالغ فيه حيث تتعدد الأسباب التي تدعو الشباب للمشاركة من بينها سبب ديني بالتأكيد استغل بشكل خاطئ، إلا أن هذا الرأي لا يخلو من حقيقة تستهوي وتغوي الكثير من الأعضاء! للانخراط في تنظيم يتيح لأعضائه الشباب سبي النساء وبيعهن، وهذا ربما ما حقق شعبية هذه التنظيم! بالرغم من وقوف علماء الدين والإعلام والمواقف الرسمية والشعبية ضده لكنه يخترق كل هذه المصدات بمغريات منها المرأة! ولقد حرص التنظيم على الترويج لذلك، فعلى شبكة الإنترنت (فيديو) يتم فيه الحديث عن سبايا مما يمثل دعاية غير معلنة لدعوة الشباب لتسجيل العضوية!
وفي هذا الفيديو الذي يظهر فيه عشرات المقاتلين في حديث جماعي عن السبايا حيث يقول أحد المقاتلين والابتسامة تعلو وجهه «إن هذا اليوم هو يوم توزيع السبايا.. اليوم سوق الصبايا.. اليوم يوم الغنائم.. اليوم.. اليوم يوم ما ملكت أيمانكم».. ثم دارت حوارات كثيرة عمن يريد بيع سبيته.. واستمر الحوار هذا المنوال وسط فرح عامر بين المقاتلين والذين يتحدثون عن سبايا من قوميات مختلفة والمتحدثون هم شباب من الجنسيات العربية، بمعنى أن داعش استطاع عبر هذا الحافز المؤثر جذب أكثر عدد من المقاتلين الذين يبحثون عن المرأة وهم في ساحات (الجهاد)!!