ذكر الجميل وما خلف ذلك الجميل، وبين كل ذلك يصعب العيش على تعليم البشر ما يزعجك أو بمعنى ما يقلقك من ناحية استعادة نجاحك والحفاظ عليه، بعكس البعض قد يغضب ويقول الله أكبر لماذا؟! لا يقول ما شاء الله تبارك الله أخشى أن تصيبني العين وهذا غير صحيح لا بأس بالتذكير بذكر الله في رؤية الجميل والحسن لديك، لكن الخطأ أن تهتم لتلك الأمور وأن فلانا يحسدك أو أن آخر يصيبني بالعين، لا مشيئة تأتيك إلا بأمر الله ولا شيء سوف يصيبك إلا ما يكتبه الله ويقدره، لماذا الأغلب يعيش على سفاهة الوساوس لماذا لا نكون لله أقرب ونكف قليلاً عن تلك التفاهات، لشيء واحد القدر بين يدي الله وثم ما يكتب الله هو الذي سوف يأتي، نحن فعلاً نحتاج المزيد من الإيمان كي لا نبالي بما يقال أو يحدث دون معرفتنا بذلك، في بعض الأحيان نحتاج إلى إخراج ما في داخلنا، مثلاً أنا تعبت كثيراً من شخص يومياً يتحدث بي دون ذكر الله بما أُبدع فيه مهما كان المجال وكان التخصص يسبب قلقا وضيقا بالنفس وفي هذه الحالة يرغب صاحب القلق أن يخرجه من محيطه كي يطمئن، نعلم أن كل شخص مبدع أو مجتهد يوجه مثل هذا في حياته اليومية بشكل مباشر أو غير مباشر، من الأفضل في هذه الحالة إطلاق سلاح الدعاء كي يطمئن وهذا أسهل حل بالنسبة لجلب الراحة ودفع أي شر، أهم نقطة لا بد أن نعلمها، لا أحد سيغير عليك نعمة أنعمها الله عليك سوى الله، ولا أحد سيكون أقرب إليك سوى الله، ولن يخذلك بل سوف يكرمك ومهما حسدك الغير، اعلم أن بحسدهم سوف يزيدك من النعيم مهما وصل بك اجتهادك أو إبداعك أو أي أمر آخر، فلا بد أيضاً من معرفة حق الله كيف سوف يعطيك وأنت لا تعطي لا تكون أنانيا أبداً تريد أن تأخذ دون أن تعطي، أعط الله بنية ابتغاء رضاه والتقرب إليه، سهلة جداً، حافظ على ما يريد يأتيك ما تريد وأكثر مما تريد لأننا نتعامل مع رب رحيم ليس كمعاملة البشر إليك، ومسألة الحسد والعين مسألة مخيفة لكن التغلب عليها أمر سهل جداً، انفض غبار الوساس من بين يديك، دع ما يقال خلفك ولا تلتفت إليه، انظر إلى التوكل بنظرة ميمية واجعل بين عينيك أستودعك ربي، وتمتم بين شفتيك بوردك وكُن أكثر إيجابية مهما بلغ بك قلقك وهمك، وأرح عقلك وقلبك بالدعاء، ردد دائما الحمد لله، فكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «إِذَا رَأَى الأَمْرَ يُحِبُّهُ، قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصّالِحَاتُ، وَإِذَا رَأَى الأَمْرَ يَكْرَهُهُ، قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ».
تأكد أن الحسد والحقد يحرق صاحبه ولن يأتيك إلا ما يقدره الله عليك مهما وصل بهما ذلك الحسد أو الحقد، فقد ورد في الحديث الشريف (الحسد يحرق الحسنات كما تحرق النار الحطب). وأيضاً ذكر لنا نبينا صلى الله عليه وسلم (أن لا يجتمع في جوف عبد الإيمان والحسد) نسأل الله أن يحفظنا من كل سوء إنه ولي ذلك والقادر عليه.