كيف لهم أن يقنعوننا بشيء ما بهذة السهولة؟
منذ مدة ليست بطويلة، دعوت لإحدى كبيرات السن بطيلة العمر فابتسمت وقالت: لا تدعي لي بذلك
فمازحتها: أنت في عمر الزهور لماذا لا تريدين أن أدعو لك بطيلة العمر؟
قالت: حتى وإن كنت فعلاً في عمر الزهور لن أتمنى ذلك
تعجبت منها: لماذا؟
أجابتني بعدما صمتت قليلاً: الدنيا مخيفة ولم تعد كما كانت
ـ كيف ذلك؟
أنتم تعرفون كيف، ولكنكم لا تدركونه، انظري كيف انقلبت الأحوال وتغير كل شيء وأصبح الناس كل فترة يمسكون بمعصية ما ويقلبوها ويحرفوها وقد يغيروا تسميتها حتى تصبح برأيهم حلالاً، انظري إلى الطرقات وقت الصلاة، لا يتغير الحال عن غيره من الأوقات، وكأن ليس هناك واجباً عليهم التوقف وأدائه في وقته، انظري إلى الثياب وإلى أي مدى سبلت، ألا يعلموا بأن الله لن يكلمهم يوم القيامة؟ أما النساء فهذا موضوع آخر طويل بحد ذاته، قد لا يعجبك قولي ولكنني بت أفكر كثيراً بقوله صلى الله عليه وسلم « أكثر ساكنات جهنم هن النساء « والمخيف أن لا أحد يجرؤ على تبرئة نفسه
ـ بالطبع لا أحد يجرؤ وأنا لا أبرئ نفسي أيضاً
ـ ألا يضايقك حال النساء الآن؟
ـ لا أرى في الأمر شيئاً، وضحي أكثر
ـ ياصغيرتي انظري كيف باتت عورة المرأة تنافس عورة الرجل، ونصف الجسد وأكثر اعتادت العين على رؤيته حتى بتنا نشك في حرمة التعري، ألا تعلمون بأن النار ستحرق ماظهر منكم، لا أدري لماذا لا أحد يستوعب ذلك إلا من رحم الله
ـ ربما فعلاً لا نستوعب ذلك
ـ إذاً احضري كبريتاً واحرقي طرف أصبعك ربما تستوعبين، أو ضعي في أذنك قطرتين من الماء الساخن .. حبيبتي الجنة ليست بالأمر الهين حتى نتخلى عنها بهذة البساطة.
ـ أجد بعض كلامك مقنعاً وبعضه لا .. من سنن الحياة أن يتغير الحال من جيل لآخر وقد أخبرنا عليه الصلاة والسلام بأنه سيأتي زمن القابض فيه على دينه كالقابض على جمره.
ـ نعم وبات الكثير لا يتحمل القبض على تلك الجمرة وعذرهم « احترقت الأيادي «
ـ صدقتي، والمشكلة أننا نتعذر لأنفسنا ولا نعترف بالذنب والخطأ وكأننا فعلاً قد عمينا عن الحقيقة، ويخيفونني الأطفال أيضاً، هذا يرد على أمه بصوت عال، وآخر ممسكاً بجهازه على مدار الساعة، وأصبحت التربية لا تقتصر على الوالدين فقط، الحياة تربي والصحبة تربي والأجهزة تربي والخادمة أيضاً تربي!
تنفست بعمق ثم قالت: الله المستعان الله المستعان
ـ لا أفهم مالذي يخيفك، فأنتِ ملتزمة ولا تقصرين تجاه دينك
ـ أخشى من مقلب القلوب أن يقلب حالي، فمجرد كلمة قد تهوي بي إلى قعر جهنم، يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك.