بعد مرور خمسة وأربعين عاماً على الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي، التي انتهت بتفكيك الاتحاد السوفيتي دون أن تطلق رصاصة واحدة.. ففي عام 1990-1991م وفي إحدى الليالي المقمرات النديات الحسان في موسكو.. كان عدد من الجنرالات الروس في إحدى شرفات الكرملين ويتبادلون الطرائف والنكت العسكرية وهم يحتسون المشروبات الروسية العتيقة ولا يُسمع إلا احتكاك الكؤوس ببعضها وسماع أصوات القهقهة الخشنة مع الناعمة.
أثناء تلك الليلة البهيجة شدَّ انتباه الجنرالات ذلك الجندي ذو الملامح «الديغولية « الذي كان يحمل معه دائماً كتاباً في يده وكان قارئاً نهماً مدمناً على احتساء رحيق الأفكار.. فأراد جنرالات موسكو أن يختبروا مدى استيعاب ذلك الجندي لما يقرأ.
فاستدعاه الجنرال «موسولف» وطرح عليه الأسئلة التالية؟
س: ما الفرق بين الجنرال والجندي؟
أجاب الجندي: الجنرال يتقدم الصفوف وقت السلم بينما الجندي هو الذي يكون في المقدمات أثناء الحرب.
سأله الجنرال الآخر من KBJ.
س: ما الفرق بين الجنرال وضابط الصف والجندي في الحرب؟
قال الجندي: ضابط الصف يحتمي بالجندي والجنرال يحتمي بمؤخرة ضابط الصف.
قهقه الجميع ونال هذا الجندي القارئ إعجاب جنرالاته بسبب بلاغة ردّه وفطنته.. ودربته.. ودرايته.. وسرعة بديهته.. واستيعابه لما يختزل من قراءة.. وعلى الفور صدر قرار الكرملين بتعيين الجندي محللاً استراتيجياً عسكرياً في الكرملين.
وإذا كان الشيء بالشيء يُذكر فلا شك أن القائد الأمير تركي بن عبدالله قد غيَّر معادلة ذلك الجندي الروسي.
ولا شك أن مبادرة أمير العاصمة في وقت سابق بقيادته الحملة الأمنية لمخالفي نظام الإقامة والمجهولين والمتمردين من الأجانب الذين عرفوا بأحداث تجمهر وشغب سابق.
كانت هذه البادرة الحكيمة الشجاعة الرائدة خطوة جريئة وخطة محكمة تستحق التقدير والشكر والثناء لهذا الأمير القائد من كل مواطن غيور على عاصمته ووطنه.
ولا شك أن المبادرة والتوقيت لهذه الحملة كانت لها رسائل عدة ذات أبعاد وطنية واجتماعية وسياسية تتمثل في الاتجاهات التالية:
1) رسالة إلى المعسكر الآخر.. الذي يقلقه ويقض مضجعه أمن واستقرار هذا الوطن.. والتحام القيادة بالشعب.
2) رسالة إلى الإعلام المغرِّض [النائحة المستأجرة!!!] الذي ينتهج نهج الإعلام الناري أكذب.. أكذب.. أكذب حتى يصدقونها الناس.. هذه النائحة المستأجرة تحاول جاهدة أن تشكك المواطن بقيادته، وأنه دائماً «كبش الفداء».
3) رسالة للجبهة الداخلية بطريقة وطنية ذكيّة جداً للتضامن مع القيادة والوقوف صفاً واحداً.. لعدم إتاحة الفرصة للاختراق الأمني والسياسي.. والفكري.
4) رسالة ذات رخم معنوي كبير لجنود الأمن لتكون حافزاً لهم للمزيد من التضحيات والفداء لهذه الراية وأنهم ليسوا وحدهم في ساحة الوغى.
5) خطوة جريئة وريادة حقة لأمير عاصمتنا الحبيبة تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز.. وقد أحرز قصب السبق في مضمار إمارات المناطق للقيادة الأمنية الميدانية.
ختاماً:
شكراً لك أيها الصقر الذي ما زلت تحلِّق في الفضاء بنظراتك الثاقبة تتهيأ للانقضاض لاصطياد أي خطر يلوح في الأفق أو على الأرض.
شكراً أخانا.. القائد الفذ.. وأمير عاصمتنا الفتية.
شكراً تركي بن عبدالله.