مهما كتبنا عن لغتنا العربية لن نوفيها حقها ونحن في جزيرة العرب هي لغتنا ونحن أساس اللغة العربية لأنها لغتنا الأصلية منذ آبائنا الأولين وحتى جدنا الأول اسمه يعرب الذي اشتقت منه كلمة اللغة العربية التي يتحدث بها وهي لغة عريقة وقديمة ومن اللغات المعترف بها عالميا ويكفيها فخرا أنها اللغة التي أنزل بها القرآن الكريم. كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهي لغة البلاغة والفصاحة والتذوق والمفردات الجميلة.
وقد أعلنت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، أن اليوم العالمي للغة العربية يمثل فرصة للاحتفال بإسهام هذه اللغة في التراث المشترك للإنسانية، مشيرة إلى أن التاريخ خير شاهد على الدور الذي اضطلعت به اللغة العربية منذ القِدم في تداول المعارف بين الثقافات المختلفة، وعلى مر العصور من الفلسفة إلى الطب، ومن الفلك إلى الرياضيات.
واحتفلت الأمم المتحدة الجمعة 20 ديسمبر 2013، باليوم العالمي للغة العربية في ذكرى اعتماد الجمعية العامة، وأصدرت قرارا أدرجت بمقتضاه العربية ضمن اللغات الرسمية للمنظمة الدولية.
وأوضحت مديرة المنظمة الأممية أن اللغة العربية
«تكتنز» ثقافة إسلامية وتحمل أصوات الشعراء والفلاسفة والعلماء الذين سخّروا عمق هذه اللغة وجمالياتها لخدمة الإنسانية، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن اللغة العربية تحمل هويات وقيم ما يقارب من 422 مليون مواطن في العالم العربي، ونحو 1.5 مليار مسلم يستخدمونها في صلواتهم اليومية فهي محرك لتعزيز القيم المشتركة، أما لدينا نحن العرب فاللغة العربية الآن حالها يرثى له ويغني عن سؤالها كما يقال، فهي تفرعت إلى أكثر من لغة، فأنت الآن عندما تذهب إلى أي دولة عربية سوف تجد الاختلاف في اللغة العربية التي يتحدثون بها عن الدولة التي أتت منها، فأنت الذي تتحدث اللغة العربية سوف تحتاج إلى وقت طويل حتى تعرف ما يقوله شعب ذلك القطر العربي وحتى الأجانب عندما يتعلمون العربية وهم يتعلمونها فصحى وعلى أصولها في المعاهد والجامعات، عندما يحضرون لزيارة أي قطر عربي يجدون ما تعلموه في الشرق وما يقوله السكان في الغرب وحتى لو تحدثوا بالفصحى سوف لن يفهمهم أغلبية السكان اللهم إلا أولئك الذين حصلوا على قصد وافر من التعليم، لذلك فاللغة العربية أصبحت غريبة حتى في وطنها جزيرة العرب، فعلى الر غم من أن السكان هم أقرب الشعوب العربية التي تتحدث بالعربية إلا أننا نري الآن أن هناك غزوا ثقافيا جديدا يهددنا في عقر دارنا ونحن مستسلمون له من دون أي مقاومة تذكر وهو غزو يهدد أعز ما نملك وهي لغتنا العربية لغة القرآن ولغة السنة النبوية، عندما كانت معظم الدول العربية تحت الاحتلال الأجنبي حاول المحتل أن يفرض لغته على المواطنين لكنه عندما فشل في ذلك أدخل بعض المصطلحات التي تساير اللغة العربية، وفعلا الآن نجدها في معظم الدول العربية. أما الآن فانتهى عهد الاحتلال المباشر وفتحت الحدود للعمل والهجرة واختلطت الشعوب مع بعضها ونحن في جزيرة العرب كان لنا نصيب الأسد من مساوئ العولمة، وهي باختصار أن العالم كقرية واحدة في الاقتصاد والتجارة والعمل، لذلك هجم علينا العمال الوافدون من جنوب شرق آسيا بكمية لا تعد ولا تحصى، وفرضوا علينا نحن أهل البلد أن نتحدث بالطريقة التي يفهمونها هم، فعندما نستقدم أي عامل من باكستان أو الهند وأفغانستان وإندونيسيا وبنغلاديش والفلبين وغيرها فإننا نريد منهم فهم ما نقول وهم لا يقدرون على الفهم باللغة العربية لأنهم لا ينطقون بها فنقوم بتقطيع اللغة العربية لهم إرباًَ إرباً حتى يفهموا ما نقول ولا يهمنا شيء إلا فهمهم، أماللغة العربية وما أصابها من تقطيع وتكسير وتحويل وتبديل فلا يهم. يقولون من عاشر قوما أربعين يوما صار منهم لكننا نحن انطبق علينا عكس ذلك تماما فهؤلاء القوم صرنا نحن مثلهم وكل لغتنا أصبحت يا صديق.. فيه.. ما فيه.. أنت يروح.. أنت ما يروح... في موجود.. ما في موجود.. بالله عليكم ما هذا ولماذا نترك لغتنا العربية لغة القرآن لهؤلاء القوم؟ لماذا لا نتحدث معهم بلغتنا فقط ونترك لهم عبء معرفة ما نقول حتى يتعلموا اللغة العربية التي ننطق بها؟
إن الحاصل الآن جعل البعض منهم يزهد في معرفة اللغة العربية وتعليمها لأنه وجد قوما يتحدثون له بما يريد فهل هذا حقا؟ إذا استمررنا على هذا النهج سوف نفقد هويتنا وهي لغتنا العربية بعد عدة سنوات وإنه لمن حق لغتنا العربية علينا في جميع دولنا وأقطارنا المختلفة في إفريقيا وآسيا أن يبذلوا الجهود في خدمتها ويبتعدوا بها عن المفردات الغريبة عليها وتلك الركاكة التي نراها في المتحدثين بها، هذا ما أردت توضيحه.
والله من وراء القصد...،