يتواصل راعي الخيل مع خيوله (لا إراديا) ولاسيما العاشق الولهان وللنواميس طربان بشكل يومي من خلال رائحتها المتميزة التي تفوح منها.
الخيول يا سادة يا كرام لاسيما سباقات السرعة باحساسها المرهف لها المقدرة على التعرف لحالة صاحبها (النفسية) وبالذات السبوق الذكية، بل تصل معرفتها لتفكيره ايضا من خلال الرائحة التي يفرزها في حالات (الانفعال) المختلفة وخاصة (الزملة) التي تسبق البطولات المشعللة!
اعرف أحد المدربين الذين يتواصلون مع بعض جيادهم بحاستي الذوق واللمس! وتزداد تلك العلاقة (النرجسية) طبعا في اطارها التحفيزي مع مواعيد الكؤوس الذهبية.
سؤال مباغت لمن باغتتهم الزملة المتواصلة طوال الأسبوع الفائت.. هل سبق أن حاولت الاستماع لخفقات قلب حصانك المشارك في سباقي الليلة عند ساحة التسريج..
عندما يصدر رنينا بدقات عالية فهو متحفز على سنقة عشرة أما إذا كانت دقات قلبه عادية (ريح نفسك) قلبه (فضيخ) وربما ليس له من النواميس حظوة!
ظهرت دراسة حديثة مؤخرا تشير إلى أن معدل خفقان (قلب الجواد السبوّق) بمقدار ست نبضات عند ذروة انطلاق السباق ومع مقارنته بشخص (رياضي) يزيد بمعدل ثلاث مرات تلك النبضات بمعدلها المضاعف لا تجدها الا عند الحصان صاحب القلب الضخم بطاح الخيل الاطخم.
ولهذه النوعية من الجياد التي تومس راعيها في الليالي الكبيرة حوالي (40 إلى 50 لترا) من الدم؟ وهي كمية كافية لملء خزان وقود نوع (95 صافي) لفئة سيارات البورش الرياضية!
يكمل تلك المواصفات (فول ابشن) للحصان بعيد الهقاوي، وراعي الصملات.. الرئتان اللتان تشابه (الاسنفج كبير الحجم وتكون بمحاذاة (قلبه الكبير) على نغمات استخلاص الاوكسجين وخروج ثاني اكسيد الكربون تضيع ما بين زفيره وشهيقه!
أتذكر في مقالة سابقة قبل عدة سنوات،كانت عن الجواد الاسطوري (سكرتاريت) عندما شرحوا قلبه وجدوه يزن 6 كيلوجرامات مقارنة بقلب الحصان العادي الذي لا يتعدى 4ك، كما وجدوا ان نبضات قلب سكرتاريت اثناء سباقاته من 40 إلى 48 نبضة في الدقيقة، والعادي 30 إلى 42.
ما دعاني إلى الإشارة لتلك المواصفات هو يقيني بان بطلي ثاني مواجهات الموسم الكبرى مساء اليوم قد يحملون بعضا من تلك الجينات الوراثية خاصة من يملكون قلوبا كبيرة قد لا تصل لقلب الاسطورة سكرتاريت ولكنها أكبر من غيرهم في شوطي الميل ونصف الميل الطاحنة.
المؤكد وبشكل كبير ان سباقي كأس أبو فهد سلمان (صمام بلادي) مصدر الامن والأمان تحمل في طياتها (صاحب القلب الكبير صامل الهده والخطير).
على المستوى الفني ترشيحا لا تخمينا وبعيدا عن ترشيحات (أبو خمسة) وابو ستة! لبعض الربع، فإن توقعاتي ستكون في كل شوط لجوادين في موقعة الانتاج الحاسمة اولهم وفي زعامتهم (جدل).. وثانيهم وربما يفاجئهم القادم من الصفوف الخلفية (باتو) مع حضور لافت ربما يكون للنجم الكاسر بينما في موقعة المستورد الطاحنة فإني أراها لصاحب القلب الكبير وطني وللاشقراني انكوربويت بعد عديه المخيف في آخر ظهور له على مسافة الميل وربع الميل بدقيقتين وثانيتين.. وإذا ما خاب ظني فعلامات الأزرق قد تلوح مع رووردد متى شارك من خانة الجياد الاحتياطية.
زبدة الكلام ان مسافة الميل ونصف الميل لسباق الليلة لا تعترف بغير جياد الدخول العنيف ولا تسعد غير من يحمل مواصفات قنابل الـ400 وصورة مع التحية للتاريخي صيرور والكحلي سنجلات بطلي النسخة الماضية التي لازالت في ذاكرة ميدان المؤسس محفورة.
المغيرات
الخواطر تتوالى وصور الحاضر والماضي تتهاوى والحديث عن (المغيرات) لا يتوقف أو يتناسى حتى إذا اشتعلت (الملحمة) وعلت (الغمغمة) ودنا (العنان) من (العنان) كرت (الكرائم) وهانت (العظايم) وقويت الشكايم!
المسار الأخير
الموج ما يرحم غشيم السباحة!!