بينما كان شباب منطقة (أم نقا) بالكويت، يحتفلون بـ(ليلة رأس السنة) على طريقتهم الخاصة عبر (التقحِيص) وهو التفحيط، خرج عليهم عدد من (الدُعاة) لنُصحهم، و محاولة ثنيهم عن هذا الطريق الذي يقود (للهلاك)، وهم رافعو (الأكفان) وساردو القصص المؤلمة لنهاية من يتهور (بقيادة المركبة) أو يتعاطى المخدرات!.
الصُحف الكويتية خرجت في اليوم التالي تحمل عناوين مثل (ليلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، قائلة إن فريق الدعاة هؤلاء هم (سعوديون) مشاركون في برنامج دعوي اسمه (وسع صدرك)، يستهدف نصح الشباب (باللين والابتسامة)، وبرنامج آخر سيتم إطلاقه في المجمعات اسمه (روضة المُحبين) ..الخ!.
نحن نفتخر (بدعاتنا وشبابنا)، ونسعد كثيراً عندما نجدهم يقودون العمل الإرشادي والدعوي في دول الخليج أو المشاركة فيه بمحاضرات ودروس وبرامج دعوية، وفق الضوابط والأنظمة المعمُول بها ، ولكن السؤال المهم كيف نحافظ ونضمن استمرار هذا النشاط الدعوي؟ ونحميه من الانزلاق في أخطاء أو اجتهادات، ربما قادته (للمنع والتوقف)؟.
صحيفة الرأي الكويتية نقلت عن المسؤول عن (الدعاة) أنه حصل على (إذن شفهي) لا رسمي للقيام (بنُصح الشباب المفحطين وهدايتهم)!.
وهنا أسأل: هل يُمكن لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أن تضطلع (بدور جديد) يتجاوز مُجرد التنسيق لترشيح (دعاة معينين) لتلك الدول الشقيقة عند طلبهم؟!.
نحن لا نُطالب الوزارة بأن تتحول (لمُراقب) لما يتم عند الآخرين وفي ساحاتهم، ولكن من حقي أن أتخيل أن وزارة الشؤون الإسلامية على علم بكل نشاط (لداعية سعودي) في الخليج، إذا ما أوجدت طريقة وآلية لذلك!.
أكرر اعتزازنا (بدُعاتنا المُعتدلين) الذين ينشرون الوسطية والسماحة في كل مكان، حتى لا يُفهم أنني ضد هذا النشاط المُبارك، ولكن ذلك لا يعني (ترك الحبل على الغارب) للمشاركة في نشاط، ربما أحرج (مشايخنا) وأحرجنا!.
أما قصة الخطاب الدعوي (المُبتسم)، بالصوت الخافت اللين، والهندام الأنيق، والتعامل السمح لدُعاتنا في الخارج فتلك (حكاية أخرى) تستحق أن تُروى لاحقاً، لنقارن بينها وبين (خطابهم الداخلي) لشبابنا!!.
وعلى دروب الخير نلتقي.