بقلم - كارين فايرستون:
أنا رئيس تنفيذيّ مؤسس، والكلمة المؤثّرة في هذه الجملة هي «مؤسس»، أو في حالتي أنا «شريك تأسيس».
وقد طوّرتُ فكرة شركتي بالتعاون مع شريكي ديفيد منذ عشر سنوات، وتولّيت مهام الرئيس التنفيذي منذ بضعة أعوام، علماً بأنّ إحدى أفضل النصائح التي حصلت عليها عند إطلاق شركتنا أتتني من صاحب شركة صغيرة ناجحة، قال إنّه ما من شخص سيُعنى بحلّ مشكلات شركتي أكثر منّي.
ما قدر التفاني للعمل الذي يُعتبر «طبيعيّاً» بالنسبة إلى مؤسس؟ وهل تتلاشى مستويات العمل مع الوقت، إذ تصبح الشركة أكثر نجاحاً واستقراراً؟
للإجابة عن هذا السؤال، قرّرتُ إجراء استطلاع، وسألت عدداً من أصحاب المشروعات عن مدى إقدامهم على العمل، وعن كيفيّة قياسهم لالتزامهم الشخصي بشركتهم، وعن قدرتهم على تكريس الوقت للأمور الشخصيّة خارج المكتب.
وحصلتُ على إجابة أكثر من 80 مؤسسا وشريك تأسيس شركات تعمل في مجالات الرعاية الصحّية، والتكنولوجيا، ووسائط التواصل الاجتماعي، والتجزئة والخدمات الماليّة.
وقد أفاد الرئيس التنفيذي المتعارف عليه بأنّه يعمل نحو 12 ساعة يومياً، بما يشمل العمل الذي ينجزه من المنزل. وكاد الفرق يكون غائباً بين الرجال الذين شكّلوا نحو ثلثي العيّنة المشاركة في الاستطلاع، وبين النساء.
والأمر المفاجئ هو أنّ عدد ساعات العمل اليوميّة لم تقلّ مع تقدّم عمر الشركة. وفي حين أنّ ثلثي مؤسسي الشركات التي يزيد عمرها على خمس سنوات قالوا إنّهم خفّضوا ساعات عملهم، لم يعمل أيّ منهم لأقل من 11 ساعة في اليوم.
واقتصر الأشخاص الذين كرّسوا وقتاً أقل لشركاتهم على امتداد فترة زمنيّة أطول على أصحاب المشروعات الذين سبق لهم أن أطلقوا شركات أخرى، واعتبرت الشركة الحاليّة ثالث مشروع لهم على أقلّ تقدير.
وعلّق البعض قائلين إنّهم تعلّموا تفويض مهامهم إلى الآخرين وباتوا يُظهرون التزاماً أقلّ بكلّ جانب من جوانب شركتهم.
وكذلك، طلبتُ من المسؤولين التنفيذيين وضع علامة تحدّد مستوى التزامهم بشركتهم بالمقارنة مع جوانب أخرى من حياتهم، تتراوح بين 1 و10، وبلغ المعدل 9.26.
وعندما سألتُ إن كان مستوى الالتزام هذا أثر في قدرتهم على تكريس الوقت لأمورهم الشخصيّة، أجاب ثلثا المشاركين بالإيجاب.
بيد أنّ الفارق بين الجنسين كان متجلياً للعيان في هذا المجال، إذ إنّ 86 في المائة من النساء وافقن على أنّ التزامهنّ بالعمل أثّر في قدرتهنّ على تكريس الوقت للأمور الشخصيّة، مقابل نسبة 52 في المائة فقط من الرجال، فهل يعني ذلك أنّ صاحبات المشروعات أكثر تفانياً حيال شركاتهنّ الناشئة، وأنّ النساء يشعرن بأنّه عليهنّ إثبات أمور أخرى، أم أنّه يعكس فقط توجّهاً محدداً في الاستطلاع؟ لعلّه يشير إلى الأمور الثلاثة معاً.
عندما سألت إن كان الرؤساء التنفيذيون المؤسسون يواجهون صعوبات أكبر حيال فصل حياتهم عن العمل بالمقارنة مع الرؤساء التنفيذيين اللاحقين، ردّ 73 في المائة منهم بالإيجاب، علماً بأنّ 10 رؤساء تنفيذيين على الأقل أحالوا في كلامهم إلى شركتهم معتبرين أنّها طفلهم.
ولم يندم الرؤساء المشاركون في الاستطلاع على التزامهم.
وقد أخبرتني آبي، رئيسة شركة تشبيك باعتماد تكنولوجيا السحابة قائلة: «أنا فخورة جداً بكلّ خطوة نقوم بها». وأنا أعرف هذا الشعور.
(كارين فايرستون هي رئيسة شركة «أوريوس أسيت مانجمنت» ومسؤولتها التنفيذيّة).