كرر الرئيس الإيراني حسن روحاني دعواته بوضع سياسة وإستراتيجية إيرانية جديدة تتيح إنهاء عزلة إيران عن المجتمع الدولي.
قول حسن روحاني ليس بالجديد، فإيران ومنذ تسلم ملالي إيران السلطة والعالم يبتعد عن إيران في ظل حكام يسعون إلى التمدد ودسّ أنوفهم في شؤون الآخرين، بل أكثر من ذلك يدبرون المؤامرات والخطط لتدمير الاستقرار وتخريب الأمن في الدول وبالذات المجاورة، حتى يُتاح لعملائهم التدخل والسيطرة على مفاصل الدولة التي زرعوا فيها، وهذا ما تحقق لهم في لبنان وسورية والعراق واليمن، وأرادوا فعل ذلك في البحرين وغيرها من دول الخليج العربية، إلا أن يقظة وسرعة التحرك لدول الخليج أفشل - حتى الآن - المحاولات الإيرانية التي لا تزال تحاول هز الاستقرار بالدول العربية، وبالذات المجاورة من خلال التدخل في الشؤون الداخلية، والزعم بأن النظام الإيراني يُدافع عن مصالح المواطنين في هذه الدول، لمجرد أنهم يعتنقون مذهباً يدين به النظام، ورغم أن هؤلاء المواطنين لم يطلبوا من ملالي إيران ذلك، ومع أن هؤلاء المواطنين هم من العرب ووطنيون يعرفون ما عليهم من واجبات وما عليهم من حقوق، إلا أن ملالي إيران يصرون على الحديث باسمهم وارتكاب الموبقات بزعمهم الدفاع عن حقوقهم التي لم تُمس أبداً.
هذا السلوك الذي بدأ عليه ملالي إيران، ليس جديداً على تاريخ البشرية فقد سبق وأن فعله كثيرٌ من القوى الاستعمارية والطامعة بخيرات العرب، فقبل الصفويين حكام إيران الحاليين، لجأ حكامٌ من ملوك أوروبا وأمرائها بتحريض من باباوات أوروبا وبطارقتها إلى أسلوب مشابه، بالادعاء بأن النصارى في الدول العربية مضطهدون، وأن الأراضي المقدسة للمسيحيين وأرض الصليب يدنسها المسلمون العرب، وحاولوا تحريض وربط المسيحيين في الدول العربية بتلك الدول الاستعمارية كعملاء لتأييد ومساندة الحملات الصليبية، وقد رفض أقباط مصر بقوة ربط مصيرهم بتلك الحملات العدائية، وهو نفس الموقف الذي وقفه نصارى الشام، مقدّمين الولاء الوطني على محاولات استغلال الانتماء الديني، وهو نفس الموقف الذي يتمسك به المواطنون من الشيعة العرب في رفض التحريض الذي يمارسه ملالي إيران ضد بلدانهم وأوطانهم العربية، ولهذا فعلى الرئيس حسن روحاني وقبل أن يفكر في فك العزلة عن نظامه، أن يتوقفوا عن تحريض المواطنين العرب على أوطانهم وحكوماتهم، والتّخلي عن تحويلهم لعملاء.