بداية نسأل الله تعالى أن يشفي قائدنا ووالدنا خادم الحرمين الشريفين وأن يلبسه ثوب الصحة والعافية.
رغم الظروف الاقتصادية الدولية وانهيار أسعار البترول لزيادة المعروض في الأسواق الدولية من منتجين خارج الدول المصدرة للبترول (أوبك) ودخول البترول الصخري في الأسواق مما أثر على الأسعار وبالتالي الإيراد المتوقع. إلا أن حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين ولتحقيق الرفاهية وبناء الإنسان السعودي واستمرار تطوير البنية التحتية التي سبق اعتمادها مثل مشروعات النقل (الجبارة) التي بدأت بالتنفيذ بالفعل. لذا صدرت الميزانية بـ860 مليار ريال وبعجز نحو 145 مليار ريال وقبل صدور ميزانية الخير صدرت مراسيم ملكية بتعيين عدد من الوزراء لعدد من الوزارات ويمكن أن يكون الهدف من التعيينات لتعزيز برنامج محاربة الجهل والفقر والمرض.
لذا كانت ميزانية التعليم تشكل نحو 25 في المئة من الميزانية ويليها الصحة بنحو 18 في المئة وهكذا.
منذ أيام أعلنت وزارة الإسكان تأهيل أكثر من 750 ألف مستحق للسكن وأنه سيتم الإعلان قريبًا عن تسليم المواطنين المنتجات السكنية وهذا تنفيذ لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين السابقة ببناء 500 ألف وحدة سكنية.
وفي موضوع متصل بالإسكان وبشكل مباشر أعلنت وزارة العدل عن استعادة مساحات شاسعة أخذت بغير وجه حق وألغت صكوكًا تبلغ مساحتها نحو ملياري متر مربع وتقدر قيمتها بتريليون و760 مليار ريال. وهذه ستكون دفعة قوية لوزارة الإسكان التي تعثرت مهمتها بسبب عدم وجود أراضٍ حكومية لتحقيق رغبة خادم الحرمين الشريفين لتنفيذ 500 ألف وحدة سكنية لتوافر الأراضي على مستوى المملكة وبمساحات شاسعة ستكون كفيلة بالقضاء على مشكلة الإسكان بحول الله تعالى.
وفي شأن له علاقة بالميزانية انهيار أسعار النفط عالميًا وتأثيره على إيرادات المملكة، يعود الفائض في سوق النفط العالمي إلى عدة عوامل منها انخفاض النمو في دول صناعية كبرى كاليابان والصين وإلى دخول النفط والغاز الصخري في الأسواق الذي تكون تكلفة استخراجه عالية أكثر من 50 دولارا للبرميل. وقد بلغت نسبة النفط الصخري في الولايات المتحدة 29 في المئة من إجمالي إنتاج النفط الخام و40 في المئة من إجمالي الغاز الطبيعي في عام 2012 في الولايات المتحدة. وسوف يستمر ضغط النفط والغاز الصخري على أسعار النفط والغاز وكلما انخفضت الأسعار فإن ذلك سوف يشجع على زيادة النمو في الدول الصناعية وبالتالي ارتفاع الطلب على النفط والغاز دوليًا وبالتالي ارتفاع الأسعار وقد يكون ذلك خلال العام 2015.
نتمنى من الإخوة المسؤولين كافة التزام الشفافية في عملهم وترك أعمالهم تتكلم عنهم وفتح الأبواب للمراجعين وعدم الاعتماد على كثرة الظهور الإعلامي والبهرجة لأن النجاح الناتج عن هذا (الترزز) ليس دليل نجاح. كما نتمنى من جميع المسؤولين الجدد ومن سبقوهم بأن يعلنوا بداية كل ميزانية برنامج عملهم للعام المالي الجديد وأن يقدموا كشف حساب كل عام وفي نهاية فترة السنوات الأربع.
لقد حان الوقت لعمل برامج ترشيد لاستخدام جميع مواردنا الاقتصادية ليس بسبب هبوط أسعار البترول وإنما لأنه حان الوقت لوقف نزيف الاستهلاك اللا واعي والإسراف في كل أمور حياتنا.
خير الكلام ما قل ودل
- خيرًا فعل سمو وزير التربية والتعليم عندما أصدر قراره لمحاولة وقف نزيف معلمات ومربيات الأجيال المعلمات في مناطق نائية وتعرضهن لحوادث مميتة وذلك بخفض جداولهن اعتبارًا من الفصل الثاني إلى ثلاثة أيام في الأسبوع فقط مع استمرار الدراسة بنظام المناوبة. إن القرار لا شك سوف يحد (بإذن الله) من الحوادث المأساوية (إلى حد ما) إلا أن نقل المعلمات في المناطق النائية والوعرة يحتاج إلى دراسة لوضع برنامج شامل لحل المشكلة جذريًا مثل تأمين وسائل نقل آمنة تخضع لإشراف الوزارة إضافة لدراسة عمل سكن ملائم قريب من المدارس النائية والواقعة بمناطق وعرة وأن يتم اختيار سائقين مؤهلين وتدريبهم.
- خلال زيارتي (لشيخ التجار) سعادة الأخ الدكتور عبدالرحمن الزامل في مكتبه الخاص أهداني كتابًا رائعًا باللغة الإنجليزية عنوانه (عيشة الأولين) (Eishat Lawwalin) (The Way We Lived) عن الحياة في الدمام القديمة والخبر والظهران والمدن المجاورة. تأليف د.م. جاسم محمد الأنصاري (طبع على نفقه الزامل). إنه كتاب تراثي رائع أتمنى أن تتبنى الهيئة العامة للسياحة والآثار إصدار كتب مشابهة باللغتين العربية والإنجليزية لكل منطقة على حدة لاطلاع أبناء الجيل الحالي على جمال الحياة لأجدادنا رغم قسوة المعيشة وكفاحهم مما أنتج مجموعة من الرواد ورجال الأعمال لعل أبناء الجيل الحالي يستفيدون من هذه التجارب.
- جزى الله إمام وخطيب مسجد سلطان بالربوة شارع عبد الله بن عقيل على خطبته قبل ثلاثة أسابيع حول التربية التي قال فيها بأننا نعيش أزمة تربية وعدم الانضباط وعدم التمسك بالنظام وبسبب ذلك يشهد مجتمعنا العديد من المظاهر السلبية.
والله الموفق؛؛؛