القدس- بلال أبو دقة - رندة أحمد - الجزيرة:
صرح كبير المفاوضين الفلسطينيين، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، د. صائب عريقات أنه لا فرق بين الإرهاب الذي تمارسه جماعة «أبو بكر البغدادي» وبين إرهاب إسرائيل، والقضاء على الإرهاب يتطلب تجفيف الاستيطان الإسرائيلي من أرض الدولة الفلسطينية.. وأشار عريقات خلال مشاركته في إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف بمدينة أريحا إلى أن قرصنة الاحتلال الإسرائيلي واحتجازها للعائدات المالية الفلسطينية، والتهديدات العديدة، لن تُثني القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني عن مواصلة الصمود والتمسك بالحقوق الوطنية وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف مسرى رسول المحبة سيدنا محمد عليه السلام.. وتابع عريقات: «إن دين الإسلام هو دين التسامح والمحبة، وشعبنا العربي الفلسطيني متمسك وصامد بأرضه».
في غضون ذلك بعث المراقب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة -رياض منصور برسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي احتجاجاً على قرار إسرائيل تعليق تحويل المستحقات الضريبية إلى السلطة الفلسطينية رداً على قرارها الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية.
واعتبر منصور في رسالته أن إسرائيل تسرق هذه الأموال انتقاماً منها لتحرك سلمي مشروع اتخذته القيادة الفلسطينية دفاعاً عن حقوق الفلسطينيين.
وأضاف المراقب الفلسطيني أن الخطوة الإسرائيلية تشكل خرقاً لميثاق جنيف داعياً المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه ذلك.
إلى ذلك، أعلنت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي أن السلطة الفلسطينية تعترف باختصاصها النظر في الجرائم التي ارتكبت اعتباراً من 13 يونيو الماضي، أي عندما شنت «إسرائيل» حملة اعتقالات واسعة أعقبتها بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
والمحكمة الجنائية الدولية، ومقرها في لاهاي، مختصة بمحاكمة المتهمين بجرائم إبادة وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب ارتكبت منذ أول يوليو 2002. وحتى الآن انضمت 122 دولة، ليس بينها إسرائيل، إلى اتفاقية روما.
وفي السياق، وجه الرئيس الإسرائيلي «روبي ريفلين» خلال جلسات مغلقة انتقادات حادة على قرارات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو بتجميد القاضية تحويل أموال الضرائب للسلطة الفلسطينية، وقال «ريفلين» إن هذه الخطوة تلحق الضرر بإسرائيل قبل غيرها. ولفت ريفلين الذي كان يتحدث أمام 43 سفيراً إسرائيلياً في دول أوروبا سيباشرون عملهم ضمن مؤتمر سفراء إسرائيل في أوروبا «إلى أن السلطة الفلسطينية تتمكن عبر هذه الأموال من الاستمرار على قيد الحياة وأن استمرارها حية يعتبر مصلحة إسرائيلية بحتة، كما قال.
وقال الرئيس الإسرائيلي إن هذه الضرائب تعد جزءاً من قدرات الشعب الفلسطيني على الحياة وأن المصلحة الإسرائيلية تقضي بأن يعيل الشعب الفلسطيني نفسه، وأن قرار عرقلة تحويل أموال الضرائب غير مجدٍ لنا ولهم.
وجمدت حكمة الاحتلال الإسرائيلي تحويل نصف مليار شيقل «أكثر من 125 مليون دولار «من عوائد الضرائب المستحقة للسلطة الفلسطينية عن الشهر الماضي بعد توجه القيادة الفلسطينية لمجلس الأمن للمطالب بخطة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ورداً على انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية.. وكان مصدر إسرائيلي مسؤول أكد أن حكومة بنيامين نتنياهو قررت احتجاز نصف مليار شيكل من أموال الضرائب للفلسطينيين رداً على قرار انضمامهم لمحكمة الجنايات الدولية.
بدورها قالت الولايات المتحدة الأمريكية: إنها تعارض تجميد إسرائيل أكثر من 100 مليون دولار من الرسوم التي تجبى لصالح السلطة الفلسطينية.
وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية -جينيفر بساكي، أن تجميد تحويل هذه الضرائب التي تمثل نحو نصف الموازنة الفلسطينية قرار يؤجج التوترات.
وفي نبأ لاحق، نقلت صحيفة معاريف العبرية عن مصادر في إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، قولها: «إن الكونغرس الأمريكي سيتخذ قراراً حيال وقف المساعدات المالية الأمريكية للسلطة الفلسطينية، التي تقدر بنحو 440 مليون دولار سنوياً، و ذلك في أعقاب توجه السلطة الفلسطينية للمحكمة الدولية في لاهاي.