أجرى الحوار - عوض مانع القحطاني / تصوير - فتحي كالي:
أنهت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الخطة الوطنية الثانية للمدينة معرفة (2)، والتي تتزامن مع خطة التنمية العاشرة للدولة والتي تمتد حتى عام 2019، حيث تشمل الخطة عدداً من المشروعات المعمقة لتحقيق الأمن الوطني الشامل والتنمية المستدامة والاهتمام بالأبحاث والاختراعات والمواهب المميزة التي تخدم الوطن وتشجيع أبناء المملكة المبدعين.
وقال معالي رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية د. محمد السويل في حوار شامل مع (الجزيرة) إن المملكة قد قطعت أشواطاً كبيرة في مجال المعرفة والأبحاث وبلوغها عالمياً في مراكز مرموقة مما جعلها تتحول إلى مجتمع معرفي بعد تفوقها على جميع الدول في نسبة نمو الأبحاث العلمية ذات الجودة العالية.
وأوضح السويل بأن المدينة تحرص كل الحرص على استقطاب المبدعين والمخترعين والمواهب المميزة التي تخدم الوطن، مشيراً إلى أن المدينة انفقت ما يقارب من 2 مليار و600 مليون ريال على الخطة الوطنية للعلوم والابتكار خلال 5 سنوات، وهذا يؤكد بأن المدينة تهتم بكل عمل إبداعي.. ولسنا ضد أي عمل فيه تميز ونحرص على تشجيع المواهب للاختراعات والأبحاث ذات الجودة العالية.
وأبان بأن هناك شركات قوية مع الجامعات السعودية ومراكز الأبحاث والأكاديميات أسفرت عن إنشاء (16) مركزاً مميزاً، وأن المدينة استقبلت ما يقارب من 1200 مشروع لحاضنات التقنية.
وكشف معاليه بأن هناك ثلاثة أنواع من الطائرات من دون طيار ابتكرتها المدينة، وأن المدينة سوف تواصل ابتكاراتها لهذا النوع من الطائرات ولن تتوقف عند هذا الحد، وأن هذه الطائرات أنواع في أحجامها ومداها وارتفاعه وحمولتها وسوف تستفيد منها عدد من الشركات مثل أرامكو السعودية للأغراض البحثية والمدنية.
كما أن المدينة عملت على توطين الطاقة الشمسية في إنتاج المياه ومياه البحار مع عدد من الشركات العالمية.
وبين السويل إلى أن لدى المدينة إستراتيجيات لنقل الأبحاث والاختراعات للكيانات الصناعية.
وأوضح د. السويل بأن المدينة ليست ضد أي اختراع أو موهوب، وخير دليل على ذلك إنشاء جمعية لهم وجائزة تشجيعية، كما أن هناك جائزة باسم خادم الحرمين الشريفين سوف تكرم عدداً من المميزين قريباً.. وهذا يؤكد بأن المدينة تهتم بكل عمل إبداعي وفيه ما يخدم الوطن ويخدم صاحب الاختراع، حيث تحرص المدينة على تشجيع الأبحاث ذات الجودة العالية.
نص الحوار:
* في ظل التطورات العلمية والتقنية والاهتمام الذي أصبح ملموساً لدى فئات وشرائح متعددة في المجتمع، يبرز السؤال: ما هو جديد مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية؟!
- وضعت المدينة الخطة الوطنية الثانية للعلوم والتقنية والابتكار (معرفة 2), وذلك بالتعاون مع جميع القطاعات ذات العلاقة في المملكة: الحكومية والقطاع الخاص، وسيباشر في تنفيذها مطلع عام 2015م وتمتد حتى 2019م, متزامنة بذلك مع خطة التنمية العاشرة والتي ستكون جزءاً منها ومكملة - بمشيئة الله - للخطة الأولى (معرفة 1). وجاءت هذه الخطة كمحصلة لجهد كبير تضمن إقامة 4 ورشات عمل ولقاءات مع المسؤولين في الوزارات ذات العلاقة، وبخاصة المالية والاقتصاد والتخطيط والتعليم العام والعالي.
من أبرز إنجازات (معرفة1) ما يلي:
- تفوقت المملكة على جميع الدول العربية في نسبة نمو الأبحاث العلمية ذات الجودة العالية والمنشورة في مجلات علمية رصينة بحسب النشرة الدورية لمؤشرات البحث العلمي التي تصدرها مؤسسة «تومسون رويترز».
- بلوغ المملكة المركز الأول عالمياً في نسبة نمو الأبحاث العلمية المسجلة في موقع المعرفة، متفوقة بذلك على كل من الصين وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية بحسب النشرة الدورية لمؤشرات البحث العلمي التي تصدرها مؤسسة «تومسون رويترز».
- تفوقت المملكة على جميع الدول العربية وعلى إيران وتركيا في مجال البحوث المنشورة في مجلات «نيتشر» المرموقة بحسب إحصاءات مجلة نيتشر.
- زاد عدد براءات الاختراع التي قدمتها الجامعات ومراكز الأبحاث السعودية لمراكز تسجيل البراءات العالمية بشكل سريع جداً وفاق جميع الدول العربية، وأصدرت المدينة منذ شهرين أول تقرير عن التحول إلى مجتمع المعرفة الذي شاركت في إعداده مع وزارة الاقتصاد والتخطيط وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، وهو أول تقرير شامل يرصد الإنجازات والآليات التي تعمل على تشكيل المجتمع السعودي وتأهيله للانتقال نحو مجتمع معرفي، حيث يتضمن التقرير عدداً من المؤشرات المرتبطة برصد تحول المملكة إلى مجتمع المعرفة، وتحليلاً لعشرين تقرير صادر من الوزارات والجهات الحكومية بالمملكة إلى جانب 13 تقريراً عالمياً تضمنت المملكة, كما يستعرض التقرير مجموعة من الدراسات المعمقة والتحليلات الدقيقة لمكونات المنظومة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار من حيث إظهار آلية التفاعل بين هذه المكونات ومدى تأثيرها على سير المنظومة.
* وفقاً لذلك هناك العديد من المشاريع ضمن الخطة, وأصبحنا نسمع بين فترة وأخرى عن نجاحات ومشاريع علمية وتقنية، هل استطاعت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية خلال عمرها الماضي من تحقيق أهدافها؟
- قامت المدينة بتعزيز الأنشطة المساندة للعلوم والتقنية، كخدمات المعلومات، وبراءات الاختراع، والجمعيات العلمية، والاستثمار الأمثل للمعلومات وتقنياتها بما يواكب متطلبات المجتمع المعلوماتي واقتصاد المعرفة، إضافة إلى تسخير العلوم والتقنية للمحافظة على الموارد الطبيعية وحماية البيئة وتنميتها، وإيجاد الوعي لدى أفراد المجتمع بأهمية العلوم والتقنية، ودورهما وجدواهما في تحقيق الأمن الوطني الشامل والتنمية المستدامة.
وفي إطار عمل المدينة ومهامها، فقد حققت المدينة نجاحاً في عدد كبير منها، وهناك منتجات بحثية سوف تصل إلى المستهلك أو المستفيد مباشرة، لعل من أبرزها:
- مبادرة الملك عبدالله لتحلية المياه بالطاقة الشمسية التي تعمل على إنتاج المياه المحلاة بالطاقة الشمسية، حيث طورت المدينة مع شركائها تقنيات متقدمة لتحويل الطاقة الشمسية إلى كهرباء، وكذلك في ترشيح المياه المالحة باستخدام تقنية النانو، وقد تم إنشاء خطوط للإنتاج في المدينة ومن ذلك خط لإنتاج الألواح الشمسية. وبدأ بناء محطة للتحلية بالطاقة الشمسية في مدينة الخفجي، بالتعاون مع المؤسسة العامة لتحلية المياه، تصل طاقتها إلى 60000 متر مكعب يومياً. ويجري الآن التخطيط لبناء ثلاث محطات للتحلية بالطاقة الشمسية على ساحل البحر الأحمر تعمل بالتقنيات التي طورتها المدينة.
- إطلاق 13 قمراً اصطناعياً سعودياً في الفضاء بتصميم وصناعة وتحكم سعودي. واستفادت جهات مختلفة داخل المملكة.
- تصنيع عدد من الطائرات من دون طيار بأنواع واحجام تختلف في مداها وارتفاعها وحمولتها. طلبت شركة أرامكو السعودية عدداً منها ويجري التباحث مع جهات أخرى للاستفادة منها.
- روبوتات تستخدم في إطفاء الحرائق أو كشف وتفيك المتفجرات ويجري التفاوض مع بعض الجهات داخل المملكة للاستفادة منها.
- مبادرة الملك عبدالله للمحتوى العربي التي أسهمت في رفع محتوى اللغة العربية من 0.3% عام 1429هـ إلى أكثر من 3% في عام 1433هـ. ونتج عن هذه المبادرة تطوير بعض البرمجيات ذات القيمة الاقتصادية.
- منتجات عديدة في مجال البتروكيماويات كالوقود النظيف.
- بناء الحاسب الآلي العملاق سنام والاستفادة منه في تطبيقات مختلفة في المدينة وبعض المؤسسات المحلية. وتم بناء الحاسب نتيجة تعاون المدينة مع معهد فرانكفورت للدراسات المتقدمة وجامعة جوتة ومركز هلمهولتز الدولي، وتم تصنيعه، وعند تدشينه للعمل في المدينة عام 2013م كان يحتل المرتبة 52 في العالم من حيث السرعة والمرتبة الثانية في العالم لأكثر الحاسبات الآلية كفاءة في الطاقة.
- تطوير رادارات ثابتة ومحمولة للاستفادة منها في تطبيقات محلية.
ومعظم منتجات المدينة تم ترخيصها للشركة السعودية للتنمية والاستثمار التقني (تقنية) لتسويقها على نطاق تجاري واسع داخل المملكة وخارجها.
* هل سيدخل القطاع الخاص مع المدينة في مجال التصنيع؟
- يتمثل دور المدينة كما ذكرت سابقاً بإجراء البحوث والدراسات, ووضع الآليات المساعدة على تحويل المخرجات من البحث والتطوير إلى مرحلة تشجيع الاستثمار وتحول هذه المخرجات إلى منتجات قابلة للتسويق. ومن هذه الآليات الحاضنات التقنية والتي تتمثل ببرنامج بادر لحاضنات التقنية الذي يضم حالياً 3 حاضنات، وهي حاضنة تقنية المعلومات والاتصالات حاضنة التصنيع المتقدم, وحاضنة التقنية الحيوية, إلى جانب الدعم الذي قدمه البرنامج في إنشاء عدد من الحاضنات بالجامعات السعودية, إضافة إلى ذلك أبرمت المدينة اتفاقية شراكة إستراتيجية مع الشركة السعودية للتنمية والاستثمار التقني (تقنية)، تهدف إلى استثمار مخرجات البحوث والبرامج التطبيقية الاقتصادية ذات الصفة الإستراتيجية في المدينة وتسويقها على أسس تجارية.
* مشروع الطاقة الشمسية مشروع مهم جداً، حتى الآن الاستخدامات محدودة والسؤال: أين وصلتم في هذا المشروع؟
- كما يعلم الجميع بأننا في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية نقوم بعمل الأبحاث التطبيقية والعملية لتوطين معظم المجالات التقنية ومنها تقنيات الطاقة الشمسية، حيث الاستخدامات التالية: إنتاج الكهرباء، وتحلية المياه المالحة، والتسخين والتدفئة بالطاقة الشمسية، والتبريد والتكييف بالطاقة الشمسية، والزراعة والري، وتخفيض انبعاث الغازات السامة باستخدام الطاقة الشمسية والمحافظة على البيئة، وتقنيات تخزين الطاقة، إضافة إلى استخدامات الطاقة الشمسية في تقنية السيارات والمواصلات وإنارة الشوارع والإشارات المرورية واللوحات الإرشادية.
وقامت المدينة منذ ثمانينيات القرن المنصرم في توطين تقنية الطاقة الشمسية المركزة في إنتاج الكهرباء، وذلك بمشروع القرية الشمسية بالعيينة، وتم الاستفادة من المشروع في تغذية ثلاث قرى مجاورة بالكهرباء لمدة 5 سنوات إضافة إلى استخدامها في إنارة الأنفاق والطرق، وذلك بمشروع عقبة شعار في المنطقة الجنوبية. وبعد الانتهاء من البحث تم تسليم هذا المشروع بالكامل لوزارة المواصلات لتشغيله، ولم يتم انتشار هذه التقنيات نظراً لأن دراسات الجدوى لم تفض كونها منافسة اقتصادياً، ولا تزال البحوث جارية لتخفيض تكلفتها لتصبح منافسة اقتصادياً.
كما قامت المدينة أيضاً بتوطين تقنية استخدام الطاقة الشمسية في إنتاج الهيدروجين الشمسي مع الجانب الألماني في التسعينيات ميلادية، حيث كان يعد الهيدروجين ولا يزال وقود المستقبل وله العديد من الاستخدامات في المجالات التقنية.
وعملت على توطين تقنية تحلية مياه البحر المالحة بمشروع التحلية بالتبريد في محافظة ينبع، إضافة إلى تنفيذ عدد من المشاريع البحثية التطبيقية في ضخ المياه الجوفية باستخدام الطاقة الشمسية، وفي مجالات التدفئة والتبريد باستخدام الطاقة الشمسية.
وقامت المدينة بتطوير خلايا شمسية عالية التركيز بمعامل تركيز 1600 مرة، وكان الأول على مستوى العالم وإلى الآن فقط شركة واحدة هي من استطاع الوصول لهذا الرقم، ويوجد لدى المدينة خط إنتاج وبكادر سعودي لأغراض البحث والتطوير، كما قامت المدينة أيضاً بتوطين تقنيات تخزين الطاقة الشمسية من خلال مشروع المكثفات الفائقة واستخدام تقنية النانو (المتناهية الصغر) في هذا المجال.
وعملت المدينة العديد من المشاريع البحثية في توطين إدماج تقنيات الطاقة الشمسية والتقنيات المتناهية الصغر في إنتاج الخلايا الشمسية الكهروضوئية، كما عملت على توطين تقنيات تصنيع وإنتاج الخلايا الشمسية الكهروضوئية من خلال مشروع خط تجميع وإنتاج الألواح الشمسية الكهروضوئية بقدرة 12 ميجاوات سنوياً (تشجيع القطاع الخاص بالخوض في تصنيع وإنتاج هذه التقنية محلياً وتسويقها تجارياً)، إضافة إلى مشروع الخفجي للتحلية بالطاقة الشمسية كما ذكرت سابقاً. كما أنشأت المدينة معملاً متقدماً لاختبار الألواح الشمسية التي تورد إلى المملكة لتأكد من مناسبتها للعمل في بيئة المملكة ومطابقتها للمواصفات المحلية.
* ما علاقة المدينة بالجامعات السعودية في مجال الأبحاث؟
- تعد المدينة شريكاً أساسياً للجامعات السعودية وعلاقتها بالجامعات ضرورية لنجاح عميلة البحث والتطوير في المملكة، وقد أنيط بالمدينة مسؤولية الإشراف على تنفيذ الخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار, ويقع تنفيذ الخطة على المدينة والجامعات, وتدعم المدينة كثيراً من المشاريع البحثية في الجامعات, وتربط المدينة العديد من اتفاقيات الشراكة وبرامج التعاون مع الجامعات، ويجمع المدينة بالجامعات السعودية عدة برامج منها مراكز التميز المشتركة وبرنامج مراكز الابتكار التقني اللذين أطلقتهما المدينة بالشراكة مع عدد من الجامعات والمراكز الأكاديمية السعودية والدولية, وأسفر عن إنشاء 16 مركزاً تمييزياً مشتركاً و5 مراكز للابتكار التقني بالشراكة مع عدد من الجامعات السعودية ومراكز الأبحاث العالمية.
وتعد هذه المراكز إحدى مبادرات المدينة للإسهام في بناء مجتمع قائم على المعرفة, حيث تسعى لتحقيق أهداف اقتصادية واجتماعية وطنية عن طريق دعم النظام البحثي والتعليمي في الجامعات السعودية وتعزيز التعاون بين المؤسسات البحثية والصناعية بهدف نقل المنتجات البحثية للكيانات الصناعية.
كما تقوم المدينة بدعم الأبحاث العلمية في الجامعات وتسجيل وحماية براءات الاختراع وطنيناً.
* ماذا عن عملية ضبط جودة الأبحاث وتذليل الصعوبات التي تواجه الباحثين ورسم مسارات واضحة للأولويات البحثية للقطاعين الحكومي والخاص؟
- تضمنت الخطة الخمسية الموسعة للعلوم والتقنية والابتكار خططاً إستراتيجية لـ 15 تقنية إستراتيجية تهم المملكة، ووضعت أولويات بحثية لكل من هذه التقنيات بحسب احتياجات المملكة العلمية والتنموية، وخلال الخطة الثانية التي ستباشر المدينة بتنفيذها اعتباراً من 2015م سيتم تحديث وإعادة ترتيب أولويات المجالات التقنية. أما عن آليات ضبط الجودة فقد تم الاعتماد في الخطة على جهة عالمية لتقويم المشاريع المقترحة وهي AAAS إضافة إلى تحكيم من المختصين فيما يتعلق بمشاريع القطاعات الحكومية غير الأكاديمية وكانت نسبة المشاريع المعتمدة من مجموع المقترحات هي 39%.
* لماذا لا يكون للمدينة أسبوع مثل الذي تقيمه أرامكو للتعريف بالإنجازات واطلاع السعوديين على الكفاءات؟
- المدينة حريصة على المشاركة في الفعاليات وإقامة الأسابيع التي يتم من خلالها التواصل مع المجتمع بكافة شرائحه ونشر المعرفة، لا سيما طلاب التعليم العام بكافة مراحله وطلاب الجامعات والكليات، لذلك حرصت على إيجاد فعالية سنوية للتواصل مع المجتمع أطلقت عليها (أسبوع العلوم والتقنية), وقد انطلقت هذه الفعاليات قبل أكثر من 8 سنوات وأقيمت أكثر من 12 مرة حيث تنقل المعرض لمختلف مناطق المملكة إضافة إلى العاصمة الرياض حيث أقيم في جدة والقصيم والطائف والدمام, ويجري حالياً الإعداد لأسبوع العلوم والتقنية في جازان والرياض.
وتهدف المدينة من هذا الأسبوع إلى ربط مفاهيم العلوم والتقنية بالمجتمع، وتنمية الوعي العلمي بين جميع فئاته، وترسيخ أهمية القضايا العلمية، وإدراك أبعادها في حياة الناس، ودورها في بناء وتقدم المجتمعات والشعوب.
* يلاحظ تدني عدد براءات الاختراع مقارنة بالنسبة لعدد المتقدمين؟ وهل يتم تسجيل براءة اختراع داخل المملكة أم يذهب إلى دول متقدمة؟
- المدينة معنية بتطبيق أحكام نظام براءات الاختراع والتصميمات التخطيطية للدارات المتكاملة والأصناف النباتية والنماذج الصناعية الصادرة بالمرسوم الملكي ولائحته التنفيذية على جميع طلبات براءات الاختراع التي يتم تقديمها، وقد حدد هذا النظام اشتراطات لا بد من توافرها والتقيد بها لكي يتم منح الطلب براءة اختراع، ومن ذلك على سبيل المثال ضرورة توفر شروط الجدة والخطوة الابتكارية وقابلية التطبيق الصناعي في الطلب لكي يستحق المنح، كما أن على مقدم الطلب ضرورة الالتزام بالمهل المحددة في النظام.
وبالنسبة للشق الثاني من السؤال، النظام الدولي لتسجيل البراءات في كل الدول يكون داخل النطاق المحلي لكل دولة، والهدف منه توفير الحماية الكاملة للاختراعات داخل نطاق الدولة التي قدم عليها طلب تسجيل براءة اختراع، وفي هذا الصدد أود أن أشير إلى انضمام المملكة إلى معاهدة التعاون بشأن البراءات PCT التي تديرها المنظمة العالمية للملكية الفكرية (ويبو)، وتهدف هذه المعاهدة إلى منح المخترعين الذين يرغبون في حماية اختراعاتهم في دول عدة الحق بإيداع طلب براءة اختراع واحد لدى جميع الدول الأعضاء المسجلين بالمعاهدة. وأريد أن أؤكد بأننا مع الاختراعات التي تخدم الوطن وتشجع المواهب السعودية ولن نقف حجر عثرة في أي مشروع يقدم لنا، بالعكس ندعم ونشجع ولسنا ضد المخترعين أبداً.
* كم عدد المشاريع التي تدعمها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية للموهوبين؟
- تدعم مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية كل ما يختص بالعلوم والتقنية وفقاً لبرامجها وبرامج الخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار, وقد بلغت عدد المشروعات التي تحتضنها المدينة 86 محتضناً، وقد بلغ في عام 2013 إجمالي المشاريع المتقدمة للاستفادة من خدمات برنامج بادر لحاضنات التقنية 1200 مشروع، ومن المشاريع المحتضنة التي تخرجت أو شارفت على التخرج من الحاضنة ما يلي:
- (Ace للتقنية الحيوية): أول شركات التقنية الحيوية التي تأسست في المملكة لتصنيع الكواشف المخبرية ذات المستوى العالي من الجودة والكفاءة، وقد حققت نجاحاً في صناعة أجهزة تحليل الحمض النووي (PCR)، وتسعى إلى توفير أحدث أجهزة للكواشف ومعداتها المختلفة في السوق السعودي.
- (التحكم الذكي): تصنيع جهاز مراقبة وتحكم بالأجهزة المنزلية المتعددة تشمل التكييف والتهوية وخزان المياه وأنظمة الأمان، بطريقة سهلة وغير مكلفة، وكذلك تقديم استشارات لتركيب النظام بطريقة تقلل من استهلاك الطاقة وتمكن العميل من المحافظة على بيئة صحية داخل المبنى عند درجة حرارة ومستوى تهوية محددة.
- (جوين): يعد هذا المشروع الأول من نوعه على مستوى المملكة ومنطقة الشرق الأوسط للاستفادة من مخلفات النخيل بإعادة تدويرها وتحويلها إلى منتج فحم وحطب بدلاً من أن ترمى كمخلفات وحرقها في المزارع وتؤدي على تلوث البيئة وبالتالي يسهم هذا المشروع في إيجاد سوق لمخلفات النخيل والمحافظة على الأشجار نظيفة بتشجيع ملاك المزارع على نظافتها وبيع مخلفاتها، وعلاوة على ذلك يسهم هذا المشروع في دعم جهود الدولة في المحافظة على البيئة وتنمية مواردها الطبيعية.
- (يتوق): أول جهاز تحضير القهوة العربية على مستوى المملكة ودول العالم بجودة وكفاءة عالية ومواصفات مميزة مع سهولة في الاستخدام لإعداد القهوة العربية بشكل آلي وسريع وبطعم يضاهي القهوة المصنوعة بالطرق التقليدية وإنتاج خلطات متنوعة ومميزة للقهوة العربية. وقد انتشر في الأسواق الجهاز ويباع في المحلات المتخصصة الكبرى في المملكة والعديد من دول العالم.
- (اسمي): شبكة اجتماعية للتواصل والتعارف عبر رسائل الجوال تمكنك من تسجيل اسمك وإنشاء مدونة باسمك على الجوال والبحث عن أصدقاء للتعارف والدردشة وتبادل الرسائل.
- (سيمانور): مشروع تقني لخدمة التعليم والمناهج الدراسية في المملكة عبر موقع (نور) الذي يقدم أكثر من ثلاثة آلاف درس تشكل 100 ألف صفحة ومكتبة إلكترونية ضخمة.
- (الطريق لتقنيات التجزئة): شركة تقدم حلولاً متكاملة لمحلات تجارة التجزئة بطرق مبسطة تساعد صاحب المحل على إدارة المحل ومتابعة العمليات والعملاء والحسابات والمخزون بشكل دقيق ومباشر دون الحاجة إلى خبرة لخدمة تجارة التجزئة.
- (مشكات): موقع عربي لهواة الصيد والرحلات البرية ومتابعة الأحوال الجوية إضافة إلى الاهتمام بالحياة الفطرية والمحافظة على البيئة وإبراز الأماكن السياحية المتعددة.
- (عنواني): يقدم المشروع خدمات تقنية نوعية ومميزة تتمثل في تسهيل معرفة عنوان جميع المواقع بالمملكة لخدمة الأفراد والشركات من خلال رقم الجوال بعد الدخول والتسجيل في الموقع مجاناً.
- (علوم السكري الدولية): يعمل المشروع على تطوير تقنيات ومنتجات شاملة لعلاج مرض السكري وتسهيل الحياة للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري، حيث تم التوصل إلى مواد خام طبيعية تستخلص من قشرة الربيان تساعد على إنتاج ضمادات طبية مبتكرة لمقاومة البكتيريا ومسببات تلوث الجروح لدى مرضى السكري للحيلولة دون بتر الأطراف للمرضى في المملكة.
- (مؤسسة الاختراعات الرقمية): تعمل على تطوير صناعات ألعاب تعليمية مسلية تتماشى مع مجتمعاتنا الإسلامية للفئة عمرية من 4 إلى 12 سنة.
- (مركز اسطرلاب للتدريب بمنظومة ابتكارية): يعمل على توفير خدمات الدعم المعرفي للمبتدئين في عالم الابتكار وريادة الأعمال.
- (شركة آي تيسي): تعمل على تغطية الأحداث ذات الصلة بتقنية المعلومات والاتصالات وتقديم التقارير والبرامج التي تسهم بإثراء المشاهد العربي في هذا المجال.
- (مشروع قيم): يقوم بإعطاء كل مطعم صفحته الخاصة التي تحتوي على تقييم رقمي يمثل انطباع الأعضاء عنه.
- (الوسيط العالمي للابتكارات): تقديم خدمات وتشغيل الوساطة في الابتكارات والحلول والأفكار، مثل إتاحة المجال لآلاف المدارس والشركات والهيئات والجمعيات والجامعات بإدارة مسابقاتهم بأنفسهم داخلياً وأرشفتها والرجوع إليها بكل يسر وسهولة عبر الموقع التفاعلي بأجور.
- (حجزكم): توفير خدمة الحجز الإلكتروني للسكن في مدن المملكة والمناطق النائية.
- (رقمي لأنظمة الحاسب): توفير حلول تقنية وبرامج للشركات المحلية الصغيرة والمتوسطة التي تحتاج إلى برامج إدارية.
- (بازاري): دعم ومساندة الأسر والأفراد المنتجة إضافة إلى دعم المنتجات ذات الهوية الوطنية.
- (شبكة صدى المدارس): توفير شبكة إلكترونية يلتقي من خلالها المعلمون والطلاب وأولياء الأمور حيث تمكنهم من التواصل والتفاعل والمشاركة والمتابعة والتشجيع من أي نقطة وصول بالإنترنت في أي مكان في العالم وفي أي وقت.
- (وطنيات): تقديم خدمات التدريب والنشر وتغذية المحتوى الإعلامي لوسائل الإعلام بأطيافها الرقمي والمتخصص لكل ما له علاقة بالمرأة السعودية.
- (علمتي): تقديم حلول للتجارة الإلكترونية وأمن المعلومات وتعزيز التجارة الإلكترونية في المملكة.
- (عيادات المنظومة): توفر حلولاً إدارية تساعد المنشآت على إدارة أعمالها بطرق إلكترونية حديثة.
- (الحلول المبتكرة): تطوير تقنيات مبتكرة للمباني الذكية.
- (يمي كب كيك): تطبيق يتيح للعميل تصميم وطلب الحلويات بحسب رغبة العميل بطريقة ممتعة وسهلة.
- (شركة التقنيات العصرية): تقوم بتقديم خدمات متكاملة من تطوير مواقع الويب وتصميمها، وكذلك الاستشارات الفنية والعمل على تكامل الأنظمة وترابطها مع الشبكات الاجتماعية المتعددة.
- (قناة حركات): إنتاج محتوى مرئي ذي قيمة للمشاهد العربي ومساعدة أصحاب المشاريع المرئية في تطوير مشاريعهم.
- (سعودي قيمر): موقع إلكتروني متخصص بتغطية كل جديد في مجال الترفيه الإلكتروني وألعاب الفيديو لفئة الشباب، وذلك بالأسلوب المناسب لهم وفي ظل القيم المتلائمة مع ديننا ومجتمعنا.
- (صلني): الوسيلة الأسهل والأسرع التي تجعل المكاتب والشركات العقارية تعمد عليها في نشاط التسويق العقاري والسمسرة، وتكون الوسيلة المثلى أيضاً التي تجعل الأفراد يعتمدون عليها في البحث والحصول على العقار.
- (هاش تاق العرب): توفير موقع متخصص في تحليل وقياس الهشتاقات والكلمات والصور والفيديو والتغريدات الأكثر انتشاراً وتأثيراً في العلام العربي على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر).
- (الدرع الإلكتروني): نظام إلكتروني للرقابة على إجراءات الأمن والسلامة والصحة والبيئة والجودة يمكن الجهة الرئيسة والجهات التابعة لها من التقييم والرقابة والتبليغ واتخاذ الإجراءات اللازمة.
- (تمويل): موقع لدعم المشاريع الصغيرة عن طريق التمويل التعاوني.
- (زفافي): موقع وتطبيق يخدم المقبلين على الزواج ويقوم المستخدم بتحديد الميزانية واختيار الخدمات المطلوبة (قاعة أفراح، تصوير، ألخ) ومن ثم يقوم التطبيق أو الموقع تلقائياً بعرض اقتراحات لمزودي خدمة تتناسب عروضهم مع الميزانية المحددة.
* يعد الجانب الطبي أحد الجوانب الحيوية للمواطن في المملكة, مما يجعلنا نتساءل هل لديكم دراسات فيما يخص الأمراض في المملكة.. وما هي الدراسة المهمة التي تعمل عليها المدينة؟
- التخصصات الطبية ليست من المجالات التي تبحث فيها المدينة ولكن تدعمها مثل دعم العديد من البحوث الطبية الحيوية لأمراض برزت في المجتمع مثل الزهايمر والسكري وحمى الضنك وحمى الوادي المتصدع وتسوس الأسنان وغيرها. وقد دعمت المدينة عدداً كبيراً من الأبحاث الطبية في الجامعات ومستشفى الملك فيصل التخصصي بلغ ما صرف عليها حوالي ثلث الميزانية المخصصة للخطة الوطنية الأولى (معرفة 1) التي انتهت عام 2014م.
وتتعاون المدينة مع جهات أخرى مثل التعاون القائم مع مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث وعدد من الجهات ذات العلاقة على مشروع الجينوم البشري الذي يعد واحداً من المشاريع الضخمة في مجال الأمراض الوراثية التي تنفذها ضمن خططها الإستراتيجية، وتسعى المدينة من خلاله تحقيق طفرة في مستقبل الرعاية الصحية بالمملكة، ويهدف المشروع إلى تحديد المورثات المسؤولة عن الأمراض المنتشرة بنسب عالية في المملكة لدى المواطنين، وتطوير وسائل جديدة لعلاجها، حيث سيتمكن الباحثون من خلال المشروع من تحديد التغيرات الجينية الطبيعية والتغيرات التي تسبب الأمراض ومحاولة تطوير وسائل الوقاية منها وعلاجها. ويعد المشروع الوحيد من نوعه حتى الآن في العالم العربي.
* كم تقدر قيمة ما تصرفه المدينة سنوياً على البحوث؟
- لدينا تقويم ومراجعة دورية لما يتم صرفه على البحث والتطوير ومدى أثره على جودة البحث العلمي ومخرجاته, والأثر الناجم عن ذلك وهو ما يعنينا بدرجة أهم, وقد بلغ مجموعة ما صرفته الخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار على من عام 2008م وحتى عام 2013م مليارين وستمائة وواحد وثمانين مليون ريال.
* هل تتعاون المدينة مع المراكز البحثية العالمية المشهورة وطبيعة التعاون وما هذه المركز؟
- أولت المدينة باب التعاون الدولي اهتماما كبيراً, ركزت من خلاله على التقنيات التي تهم المملكة, وتربط المدينة حالياً العديد من الشراكات والتعاون مع عدد من الجامعات والمراكز البحثية المرموقة على مستوى العالم في عدد من المجالات المختلفة، وعلى سبيل المثال لا الحصر وقعت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية اتفاقية تعاون مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وجامعة كاليفورنيا سانتا باربرا لتطوير تقنية الإضاءة المرشدة باستخدام أشباه الموصلات والليزر لنقلها للمملكة، كما أن هناك اتفاقية تعاون مع مركز أبحاث السينكروتون البريطاني للاستفادة من التجربة البريطانية في مجال المعجلات وإعطاء الفرصة لباحثين السعوديين للمشاركة في الأبحاث المتعلقة بهذا المجال والاستفادة من هذه التقنية كمصدر وأداة لتطوير الأبحاث الحالية، إضافة إلى مذكرة تفاهم مع المعهد الوطني للملكية الصناعية بالبرازيل لتطوير التعاون في المساعي المتعلقة بحقوق الملكية الصناعية وحمايتها واستخدامها وإدارتها, إلى جانب مراكز التميز المشتركة مع كل من «آي بي ام» و»انتل» و»بوينج» ومعهد ماسوتشتس وجامعة اكسفورد وجامعة الصين وجامعة بيركلي وميشيجان آن آربر، ومركز سيرن الأوروبي في جنيف ووكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) وغيرها.
وتهدف هذه الاتفاقيات إلى نقل التقنيات الجديدة للمملكة وتأهيل الكوادر البحثية من خلال التبادل المشترك معها.
* يولي المجتمع اهتماماً بالظواهر الفلكية ويكثر حديث الهواة في هذا المجال, ما هو دور المدينة في مجال الفلك؟
- تهتم مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بعلم الفلك حيث أنشأت المركز الوطني للفلك، ويقوم المركز في سبيل تحقيق أهدافه بإعداد وتنفيذ برامج ومشاريع مثل رصد الأهلة لتحديد أوائل الشهور العربية بالتعاون مع جهات شرعية وحكومية عدة، ويسعى لذلك بتطوير المراصد والأجهزة الفلكية باستمرار وتطوير التقنيات المستخدمة في رصد الهلال وإجراء الدراسات الخاصة بمعايير رؤية الأهلة.
ويهتم المركز بالدراسات والأبحاث الفلكية في جميع مجالات علم الفلك مثل دراسة الأشعة فوق البنفسجية، ودراسات الأشعة الكونية، والفلك الراديوي، التي يأمل من خلالها تحقيق نتائج مستقبلية - بإذن الله. كما يهتم المركز أيضاً برصد الظواهر والأحداث الفلكية، حيث تم عملياً رصد بعض الظواهر الفلكية مثل الكسوف والخسوف والشهب والمذنبات والنيازك، أيضاً يتم تقديم دورات وورش عمل ومحاضرات لتنمية الوعي في مجال الفلك.
ويسعى المركز لممارسة وتطوير مجال التصوير الفلكي والذي يعد أحد المجالات المهمة، ويسعى المركز بالعمل على تطوير واستحداث الأجهزة الخاصة بهذا المجال وتطوير الكفاءات العاملة في المركز للعمل عليها.
* ماذا عن دور المدينة فيما يتعلق بالزلال؟
- بداية دعني أوضح أن هناك جهات مختصة بهذا المجال في المملكة, والمدينة هي داعمة لتلك الجهات, من خلال تنفيذها العديد من المشاريع البحثية في مجال الجيوفيزياء، حيث أجرت المدينة عدداً من المشاريع البحثية بهدف دراسة قشرة الأرض وخصائص تراكيب طبقاتها الجيولوجية، فضلاً عن الاستفادة من المعلومات الجيوفيزيائية عند تنفيذ الإنشاءات وإقامة المشاريع المختلفة, والمدينة ترحب بتقديم خدماتها إلى جميع الجهات ذات العلاقة.
وكانت المدينة تتولى مهمة الرصد والتبليغ عن النشاطات الزلزالية، وقد قامت بإنشاء شبكة لرصد الزلازل, والتي انتقلت إلى هيئة المساحة الجيولوجية السعودية, حيث يتابع الباحثون في المدينة عن كثب النشاطات الزلزالية المحلية والإقليمية والعالمية من خلال ما توفره هيئة المساحة الجيولوجية السعودية من بيانات ومعلومات, كما تقوم المدينة بدعم الأبحاث المتعلقة بالزلازل للباحثين في المدينة والجامعات السعودية, وتشارك المدينة في العديد من اللجان المشكلة لدراسة النشاطات الزلزالية وتطوير أنظمة البناء المقاوم للزلازل.
* ما مصير البحوث القيمة التي نشرت وكان لها نتائج وتوصيات في المجالات الصحية والاقتصادية والزراعية وغيرها؟
- حرصت المدينة بالتعرف على الاحتياجات الوطنية للبحث العلمي والعمل على مواكبة الوتيرة المتسارعة لمتطلبات التنمية الوطنية الشاملة، واستكمالاً لما تقوم به المدينة من دعم وتوجيه للبرامج البحثية، فإنها تقوم بنشر نتائج الأبحاث المدعمة، وذلك لتتم الاستفادة من نتائجها واستثمارها بما يحقق تنمية المجتمع، ولقد حققت المدينة من خلال دعمها للبحوث مردوداً غير مباشر تمثل في بنية تحتية للبحث العلمي بما في ذلك الكفاءات العلمية وتجهيز المختبرات وبناء قواعد البيانات، أما فيما يخص بالمردود المباشر لنتائج وتوصيات البحوث المنتهية فلقد كان لها أثر في عدد من قرارات وتوصيات الجهات الحكومية في المجالات الصحية والزراعية والصناعية وغيرها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
- المجال الطبي: حيث أسهمت البحوث التي دعمتها المدينة في هذا المجال في الكشف عن الأمراض الوراثية بالمملكة وإقرار إجراء فحص ما قبل الزواج، وإقرار معايير وطنية لدراسة الحالة الصحية للأطفال والمراهقين، وإنشاء موقع علمي للنباتات الطبية المستخدمة في الطب الشعبي، والإسهام في دراسة الأمراض المستوطنة كحمى الوادي المتصدع والملاريا والليشمانيا وحمى الضنك ومرض الدرن، والإسهام في نشر الوعي بين أفراد المجتمع بعلاقة السمنة بسرطان الثدي والبروستات، وكذلك الإسهام في الحد من انتشار أمراض اللثة بين أفراد المجتمع، والإسهام في معرفة العوامل المسببة لحدوث تشوهات الأجنة في النساء السعوديات.
- المجال الزراعي: حيث أسهمت البحوث التي دعمتها المدينة في مجال الإنتاج الزراعي بشقيه الحيواني والنباتي في توطين تقنيات الري الحديثة وترشيد مياه الري، وتحديد التركيبة المحصولية المناسبة لكل منطقة بحسب ميزاتها النسبية المناخية والمائية، وتوطين تقنية التشعيع لحفظ الأغذية، ودراسة مخاطر استعمال المضادات الحيوية في إنتاج الدواجن، إضافة إلى تحسين خواص بيئة النمو الزراعية وزيادة الإنتاج المحصولي.
- المجال الهندسي: حيث أسهمت البحوث التي دعمتها المدينة بهذا المجال في اعتماد وتطبيق مواصفات الخرسانة الجاهزة، ودراسة ظاهرة التخدد وتحديد الطرق المثلى للحد منها، وكذلك وضع منهجية وطنية للتأهيل المهني للمهندسين السعوديين، وإنشاء قواعد أولية لتصميم المباني المقاومة للزلازل في المملكة، والعمل على توطين تقنية المواد متناهية الصغر في مؤسسات البحث العلمية، ودراسة الحد من التلوث البيئي الناتج عن المخلفات الصناعية الصلبة والسائلة، إضافة إلى العمل على إيجاد طرق بديلة للحصول على الماء العذب، واستخدام التقنية الحيوية لتنقية مياه الصرف الصناعي، وزيادة كفاءة الخلايا الشمسية في تحويل الطاقة الشمسية.
- مجال السلامة المرورية: حيث أسهمت البحوث التي دعمتها المدينة بهذا المجال في وضع دليل موحد لمواصفات وقواعد تشغيل إشارات المرور وتوحيد الإرشادات والعلامات المرورية على الطرق داخل المملكة وخارج المدن وتحديد الألوان والأشكال وأنواع الرسوم والخطوط المستخدمة في اللوحات الإرشادية على الطرق السريعة، وكذلك وضع دليل موحد لمحطات الكشف الفني على المركبات الصغيرة وتطبيق نظام الفحص الدوري للسيارات، وإعداد النظام الخاص باستخدام حزام الأمان وتطبيقه بالتعاون مع الإدارة العامة للمرور، وإعداد دليل السائق واعتماده من قبل وزارة الداخلية كمقرر رئيس في مدارس تعليم القيادة، إضافة إلى الإشراف على الخطة الإستراتيجية الوطنية للسلامة المرورية.
- مجال التعليم: حيث أسهمت المدينة في دراسة عدد من الجوانب المؤثرة في مسيرة التعليم بمراحله المختلفة واقتراح سبل تطويره ورفع كفاءته بما يتفق مع السياسة الوطنية العليا للتعليم، من خلال إعداد تصور لهيئة وطنية لرعاية الموهوبين في المملكة، وإعداد اختبارات تحصيلية مقننة للمراحل التعليمية في التعليم العام، وكذلك إعداد معاجم لغوية لطلاب وطالبات التعليم العام بمراحله المختلفة.
- المجال الاجتماعي: حيث أسهمت البحوث التي دعمتها المدينة في هذا المجال بمعالجة المشكلات الاجتماعية والنفسية للمراهقين في المملكة، وتقييم حاجة المملكة للعمالة الوافدة، والفضائيات وأثرها على النشء والمجتمع، ومدى استيعاب مدارس التعليم العام للمعوقين حركياً، وكذلك الجرائم الأخلاقية لدى الشباب في المجتمع السعودي، وظاهرة هروب العمالة الوافدة عن كفلائهم، والتمركز السكني للوافدين بمدينة الرياض، إضافة إلى مجالات عمل المرأة في المجتمع السعودي في القطاعين العام والخاص، وحجم الهجرة الداخلية ومحدداتها وآثارها بالمملكة، وتوطين الوظائف في قطاع التجارة، وسبل الاستفادة المثلى من الشركات العالمية المستثمرة داخل المملكة، ورعاية المسنين في المملكة من المنظور الشرعي، وظاهرة تشغيل الأطفال واستغلالهم في المملكة، وأثر العمالة المنزلية على النشء والأسرة والمجتمع.
* تهتم المدينة بإجراء أبحاث الحج والعمرة، وكذلك أبحاث إدارة الكوارث والإصدارات الموجهة للطفل.. حدثنا عن هذا الاهتمام؟
- من مهام المدينة تنسيق أوجه النشاط الوطني في مجال البحوث ذات العلاقة وتبادل الخبرات منعاً للازدواج في الجهود، ففي مجال أبحاث الحج والعمرة هناك معهد متخصص بذلك يتبع لجامعة أم القرى، وإدارة الكوارث تختص بها المديرية العامة للدفاع المدني، والإصدارات الموجهة للطفل تختص بها الجهات التربوية، والمدينة تتعاون مع هذه الجهات وتنفذ مشاريع بحثية مشتركة معها.
ومن ذلك قيام المدينة بإجراء بحوث تختص بالحج والعمرة، منها ما يتعلق بإدارة الحشود، ومنها ما يختص بالحرم المكي كتطوير وإنتاج رخام صناعي من الخامات السعودية لتكون بديلة عن الرخام الطبيعي في الحرم المكي، إضافة إلى تطوير الأنظمة الصوتية في الحرم، وكذلك تعقيم سجاجيد الحرم وتطوير المواد المستخدمة في تصنيع ثوب الكعبة ليحتفظ ببريقه طوال السنة، كما قامت المدينة بإنشاء مركز ابتكار تقني في مجال أنظمة المعلومات الجغرافية في جامعة أم القرى الذي يرتكز جل نشاطه حول الحج والحجيج.
وتقدم المدينة العديد من الأعمال التي تستفيد منها المديرية العامة للدفاع المدني منها تنفيذ ودعم دراسات خاصة بالسيول وتحديد مجاري الودية وتوفير الصور الفضائية ونماذج الارتفاع الرقمية وعمل دراسات خاصة بالتشققات الأرضية بناء على طلب من الجهات المختصة وتنفيذ مشروع لدراسة الانهيارات الصخرية وحساب كميات الصخور المتساقطة، كما تعنى بنقل وتوطين التقنيات الخاصة بمراقبة الانهيارات الصخرية، ودعم عدد من الأبحاث الخاصة بالدراسات الزلزالية والتمنطق الزلزالي التي أسهمت بشكل مباشر في إعداد معايير كود البناء السعودي.
كما قامت المدينة في جهودها التوعوية بإصدار مجلة العلوم والتقنية للفتيان بهدف تنمية الوعي بالمستجدات العلمية عند طلبة التعليم العام، وأصدرت عدداً من الكتب العلمية الموجهة للأطفال في المرحلة الابتدائية ويمكن تحميلها مجاناً من الموقع: http://publications.kacst.edu.sa/.