في زمن المتغيِّرات لا بد أن نكون قادرين على المواكبة قابلين ومتقبلين للتغيير بما يتوافق وقيمنا وما تربينا عليه دون تجاهل لمتغيّرات الحياة التي لا تجامل ولا تتحمّل الوقوف لحظة لالتقاط الأنفاس إذا إننا لو لم نسايرها ونسير معها فسوف نكون في آخر الركب نبحث عن مكان يحفظ لنا وجودنا.
من منطلق التغيّر الحاصل ولأن التطوير ديدن الأمم المتحضرة تولّدت فكرة أندية مدارس الحي برؤية تتواءم وخصوصية المجتمع السعودي بحيث تكون بيئة جاذبة لمجتمع واعد. هذه الرؤية تتسع لتصبح أكثر شمولية ولتحقق رسالة سامية هدفها نقل مجتمع الحي من مجتمع سلبي إلى مجتمع متفاعل قادر على العطاء خارج منظومة البيت وذلك لن يكون إلم يكن مجتمع الحي واعياً مدركاً لأهمية دور أفراده في دفع عجلة التغيير الإيجابي لصنع مجتمع متكامل متناغم قادر على الانسجام مع ما يستجد دون تردد ولتحقق أندية مدارس الحي أهداف رؤيتها ولتنشر رسالتها لا بد أيضاً أن يعي المجتمع أهمية وجود مثل هذه المدارس الفاعلة وليؤمن بحقيقة مهمة وهي أن الفراغ مفسدة إلم يستثمر بالنافع المفيد من خلال برامج تقدم وفق خطة ذات أهداف تربوية تستظل بوارف التربية والتعليم وتخضع لمقاييس عالية الدقة في البناء والتقييم ولسنا نبالغ إن قلنا بأن أندية الحي متنفس يمارس فيه أهل الحي مختلف المناشط التي تكسبهم مزيد خبرة وتمنحهم قدراً من السعادة، إذ يغادرون روتين يومهم إلى رحابة التجديد ومتعة الترفيه.
وإذ نعوّل على أندية مدارس الحي الشيء الكثير فإننا لا نستطيع الجزم بأنها وحدها قادرة على التأثير دون دعم ومساندة من مختلف أطياف المجتمع بمختلف توجهاتهم فهم من يثريها وهم من يشارك في تدعيم دورها من خلال الترويج لها ولبرامجها وتشجيع وتحفيز الأهالي للانضمام لها والمشاركة في إعداد برامجها وما تقدّمه لأنهم الأقدر على تحديد احتياجاتهم ولأنهم هم شركاء النجاح.
إذاً كيف يمكن لنا أن نغيّر الرسائل السلبية عن ماهية أندية مدارس الحي وكيف لنا أن نجعلها تلعب دورها الفاعل في بناء المجتمع السعودي المحافظ على قيمه وعاداته والقادر على إحداث التغيير الذي لا يتعارض وخصوصيته؟ الإعلام المنصف مطالباً بأن يلعب دوره وأن يخصص مساحات رحبة من فضائه للحديث عن منجزات المشروع وأهدافه معرِّفاً الجميع بقيمه وما يطمح إليه القائمون على مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - لتطوير التعليم ولتكون المدارس منارات للعلم النافع والترفيه الماتع الذي يضيف للإنسان ويصنع المجتمعات المتوافقة مع ذاتها ومع من حولها بحيث لا تتأثر بما يحاك لها ولا تقبل التنازل عن وحدة وطنها ولا تستسلم لأي طارئ ينبئ بالفشل أو التراجع عن مواكبة التغيير.
مدارس أندية الحي فقط تحتاج لوقفة من الجميع لتؤدي ما أنيط بها من مهام ومسؤوليات على أكمل وجه دون وجود عوائق تحول دون بلوغ الأهداف.
هي في مرحلة التوسع بعد تجاوز مرحلة الانطلاق التي تجاوزت كل صعب لتقول بأننا نسير بخطى واثقة وأساليب متطورة نحو بلوغ قمة النجاح متوافقين مع المتغيِّرات غير مكترثين بالعقبات لأن صناعة المواطن الصالح هدفنا وهي ما نسعى إليه.