المسؤول الناجح هو من يفرح به (كل) وليس (بعض) موظفي وزارته أو إدارته حال بقائه ويحزنوا عند فقده.
كنتُ شاهداً على بعض حالات المسؤولين السلبية والإيجابية، وخبُرت حالات بعضهم التي تثلج الصدر، من رأفة بموظف مريض وآخر عاجز وثالث مقصر، يتعامل معهم من منطلق الأبوة للصغير والأخوة للكبير، إن عاقب فيعاقب على قدر التقصير والخطأ، ولا يمكن أن يصنع من الحبة قبة.
مثل هذا المسؤول يحقق نجاحات كبيرة ، ويقضي على كل مشاكل إدارته بالحكمة ولين الجانب ، مع حزم وجد يؤيده عليه حتى المقصرين، كونهم خبروه ناصحاً أمين.
وقد قيل أن النصح والود يبني مالا تبنيه الشدة والقسوة والتسلط،
تُبْنَى المودَّةُ مِنْ جُهْدِ السّنينَ رضاً
ويَهْـدِمُ الظـنُّ ما نَبْنِيه تَعْجِيـلا
وتُشْرِقُ النَّفسُ من نُور الهُدى أَملاً
حقّاً ويمْلؤُهُا ظـنُّ الهـوى قَيـلا
يَظلُّ بالظنِّ صَدْرُ المرءِ مُضطرباً
بالقيل والقال « تَحْويراً و تأوِيلا
يَجْلو التَّبَيُّنُ ما في الصَّدرِ من رِيَبٍ
ويحفظُ الودَّ مَجْلوّاً ومأمولا
يَبْني التُّقى النُّصحَ بين الناس نَهْجَ وَفَا
ويَحْسب الظنُّ نهجَ النصح تجهيلا
يظَلُّ بِالنُّصْحِ حَبْلُ الـوُدِّ مُتَّصِلاً
بِراً وصَفْواً وإحساناً وتنْوِيلا
كمْ مَزّق الظنُّ مَنْ قَدْ كَانَ يجمعهم
صدقُ الهُدى ووفاءً كان مبذولاً
يأتي أقوام ويرحل آخرون، والبقاء لله وحده، ولا يمكن أن يرسخ بذاكرة الإنسان إلا الفعل الحسن والعمل المؤثر.
قلت في أكثر من مناسبة أننا نكثر من نقد المسؤول وكذلك الخدمات، وقليلاً ما نقول للمحسن أو للمنجز كلمة حق وأنصاف، وهذا يُعد خللٌ في ثقافتنا وقصور في إدراكنا، وإلا فإننا مأمورون ديناً ووعياً وثقافة بذلك، فكما هو معروف أن من أعظم دوافع الإنسان للعطاء والإنجاز الكلمة الطيبة.
تتلمس القيادة الراشدة بلا شك وضع الرجل المناسب في المكان، ويأتي التغيير للتطوير والتجديد، ويأتي التمديد لمزيد من النجاح لهذا القطاع أو ذاك، والمواطن يشعر بهذا الحرص من لدن القيادة ويقدره، ويدعو الله دوماً لهم بالتوفيق والتسديد.
اليوم تأتي هذه المقالة التقديرية لرجل شهد له كل من عمل معه، وكل من رصد إنجازات مصلحة الجمارك العامة خلال السنوات الثمان الماضية، والتي شهدت نقلة نوعية في جهاز الجمارك منذ أن صدر الأمر الملكي الكريم يتعيين معالي الأستاذ صالح بن منيع الخليوي مديراً عام للجمارك العامة قبل ثمان سنوات، وجاء التمديد لمعاليه أربعاً أخر قبل أيام، هذا التجديد بكل تأكيد يأتي تقدير من القيادة لإنجازات هذا الرجل الذي يشهد له كافة موظفي الجمارك بأنه الرجل الناصح الأمين، الأخ والصديق والأب لكافة العاملين معه، حقق نقلة نوعية هائلة لكافة قطاعات الجمارك سواء في جوابها الإدارية أو الفنية.
أكتب وأنا لست من منسوبي هذه المؤسسة، ولكنها أمانة الكلمة، وأمانة القلم التي تحتم عليّ ونيابة عن القراء الذين منحوني ثقتهم أن أقول للمحسن أحسنت، وللمسيء أسأت.
أربع سنوات قادمة نتطلع فيها الى المزيد من التقدم لهذا الجهاز الذي نتمنى أن يكون خلال هذه السنوات هيئة مستقلة تمنح منسوبيها المزيد من المزايا المستحقة لهؤلاء الجنود المجهولون.
تحية وتقدير لكل مخلص لهذا الوطن.
والله المستعان.