فإن حادثة حرس الحدود التي وقعت في عرعر صباح الاثنين الماضي لجنودنا البواسل ورجال أمننا الأبطال في حرس الحدود لهو عمل إجرامي مشين، واعتداء سافر أثيم، ومنكر أثيم، من قبل فئة ضالة، وخوارج خرجوا عن حوزة الدين بفكرهم المنحرف وأفعالهم الظالمة، وتصرفهم المتطرف، الذين انتهجوا منهج التكفير والقتل والتفجير، والتخريب والتدمير.
وإن هذه العمليات الإرهابية التي لا تمت للإسلام بصلة، لا يقرها دين، ولا يقبلها عقل، وتأباها الإنسانية، والقيم الأخلاقية.
لذا فقد حرم الله سبحانه وتعالى قتل النفس المعصومة، وجعلها من أعظم الموبقات، فكيف إذا كان القتل لرجال الأمن نذروا أنفسهم للدفاع عن وطنهم وحماية أهله وخدمتهم.
يقول الله تعالى: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) (النساء:93).
ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((لا يزال المؤمن في فُسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً)).
ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق)).
ويقول صلى الله عليه وسلم وهو يطوف بالكعبة (ما أطيبك وما أطيب ريحك ما أعظمك وما أعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن عند الله أعظم حرمة منك ماله ودمه وأن تظن به إلا خيراً).
وإن بلادنا -ولله الحمد- قامت على الكتاب والسنة، واتخذت الشريعة أساساً لحكمها، وقد أنعم الله على هذه البلاد بنعمة الأمن والأمان وقيادة حكيمة رشيدة موفقة، وشرفها بخدمة الحرمين الشريفين.
وختاماً فإن القيام بمثل هذه الحادثة لا تزيد المجتمع إلا تماسكا وترابطا مع ولاة أمرنا -حفظهم الله تعالى-، ولرجال أمننا أيضاً إلا قوة وإصراراً في مواجهة كل من أراد هدم الدين وزعزعة أمن هذه البلاد المباركة.
- عميد المعهد العالي للقضاء المكلف بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية