حسبنا الله ونعم الوكيل على (الإرهابيين) أنّى كانوا، ومن كانوا، الذين تخندقوا مع أعداء الوطن، ووجهوا حرابهم نحو وطنهم، وطعنوه في خاصرته، وغدروا بالأمس في منفذ حديدة بعرعر بعدد من أبنائه «رحمهم الله» المضحيّن بأرواحهم من أجل صيانة أمنه، وحماية حدوده، وهم في مواقع الدفاع، وكأن الوطن لدى شرذمة (الإرهابيين قاتلهم الله أنى كانوا) هو العدو والهدف، بما يجعلنا نعلم حقيقة لا شك فيها؛ أن عقولهم مغيّبة، ووعيهم مضيّع، حين ارتضوا أن يكونوا (حطباً) في خدمة قضايا خارجية، وأجندات مشبوهة، لا تخدم دين الإسلام العظيم، ولا تأتي بالنفع للوطن، فأين عقولهم حينما خطّطوا لاستهداف أمن الوطن الذي افترشوا أرضه، واحتموا بسمائه، وأكلوا من خيراته؟ وأين دينهم وإيمانهم لم يمنعهم -إن كانوا يؤمنون بالله واليوم الآخر- وهم يستهدفون أبناء الوطن الأبرياء بالقتل؟ والله تعالى يقول (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) فقتل المؤمن فيه وعيد شديد من الله، إذْ نجد أن الله أعدّ لمن يقتل مؤمنا متعمداً (1- نار جهنم 2- وغضبا 3- واللعن 4- وعذابا عظيماً) وتعليقا على هجوم الغدر على شمال الوطن، أقول يجب أن يعلم أبناء الوطن، أن أمن الوطن وحمايته، هي مهمة كل مواطن بحسب موقعه الوظيفي، وحينما تكون القضية (وطنا يمّس أمنه) فلا مساومة مع (خونة الوطن من الإرهابيين) أينما كانوا ومن كانوا، وحقيقة أنا أنظر إلى (الأسرة) -إلى جانب مؤسسات عديدة بداخل الوطن، لكن بها بدأت لكونها المحضن الأول للفرد- أن لها دوراً كبيراً في تهيئة أفرادها ليخرجوا إلى المجتمع كمواطنين صالحين، متزّنين في أفكارهم، محصنّين بتربية دينية وأخلاقية تقيهم من أن ينجروا خلف التيارات المتطرفة والمجرمة، التي تعمل في الخفاء والعلن للمساس بأمن الوطن وقادته، إضافة إلى دور (المسجد) الذي لا يمكن إغفاله في تنمية الحس الوطني «فمن الإيمان حب الأوطان» ليدرك المجتمع بكل أطيافه وأعماره، أن (أمن الوطن مسؤولية الجميع) من خلال توظيف منابر المساجد لبث روح الوحدة بين أبناء الوطن، وتعزيز اللحمة، وتنمية الشعور بأهمية المحافظة على أمن الوطن ومكتسباته، ونبذ الفرقة والتعصب، وكذلك التحذير من الوقوع في مهاوي (الفكر الديني المتطرف) المعبّر عن فهم الدين فهما خاطئا، التطرف الذي جنح بثة من أبناء الوطن ليحاربوا ولاة أمرنا وعلماءنا وشرح معنى الوسطية التي لا غلو فيها، كالتحذير من خطورة الوقوع في فخ (الفكر التغريبي) إضافة إلى دور (المدرسة) وهي مسؤولة مسؤولية تامة عن تزويد طلابها بالقيم الدينية والأخلاقية التي تهيئهم للمساهمة في البناء الاجتماعي، كأعضاء صالحين يبنون ولايهدمون، واستثمار البرامج المناشطية، وأهداف المواد كي تزرع في نفوسهم، الاعتزاز بالدين، والانتماء للوطن، والولاء للقيادة، وتكرس فيهم (الثقافة الأمنية) التي توفر لهم الحصانة من عدم الوقوع ضحايا لأفكار دخيلة تتعلق بالإرهاب، وتوفر لهم فكراً ناضجاً، كي لا يسهل خداعهم بشعارات جوفاء ليس هدف من يقف وراءها من المتطرفين والإرهابيين، سوى استخدامهم (كوقود) لإشعال قضايا دينية وسياسية لزعزعة أمن وطنهم، كل ما أود الختام به أن يكون لدينا مشروع وطني، يتولى تنسيق جهود متضافرة بين (الأسرة والمدرسة والمسجد) لأن الأمر لم يعد محتملاً ونحن نرى الإرهاب يتنامى، وخطره يتعاظم، مع اعترافنا بنجاح الوطن برجالاته في هزيمته، في ظل وجود وسائل التواصل الاجتماعي التي لا يمكن معرفة أين يقع حد دورها في صناعة الإرهاب، والتطرف والخلافات المعمقة في الدين، حمى الله الوطن وقيادته وشعبه من كل مكروه.