بعد أن تكشَّفتْ هويات منفذي العملية الإرهابية في مركز سويف الحدودي، صار من الواضح أننا في مواجهة عدو ينتقي جنوده انتقاءً منظّماً.
فهؤلاء الشبان ينتمون إلى مناطق مختلفة، ويمثلون أعماراً متقاربة، العمر الذي يبتهج فيها الشاب بالقيام بالأعمال البطولية، التي تجعله رمزاً لأقرانه، حتى لو كان الثمن حياته؛ ألاَ يعرف الشاب المفحّط والذي يقود سيارته بسرعة هائلة، أن السيارة إذا انحرفت، ستتمزق هي وهو إلى أشلاء، وأنه سيمزق معه العديد من الأبرياء؟! ألاَ يفعل ذلك لمجرد أن يحقق بطولة لم يحققها غيره؟! الأمر إذاً سيّان! هناك مَنْ يبحث عن هؤلاء الشباب، ويعرض عليهم الدخول في مغامرات بطولية، تحقق له عبر تفجير نفسه في سبيل الله، الخلود في جنات النعيم!
إنَّ من الصعوبة مواجهة مَنْ باع نفسه لمبدأ عدواني تفجيري، وضحّى من أجله بأغلى ما يملك، بروحه وجسده.
تماماً كما يَصعب مواجهة من اختار أن يحول سيارته إلى تعبير ذاتي عن نفسه، يقضي بها على حياته وحياة الآخرين.
ومن هنا، فإن أحداً لن يفهم لماذا لا يقف أيٌّ من الشباب المنتمين للخلايا الجهادية، والذين يتحدثون بلغة القرآن، عند قوله تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}؟! لماذا حولوا الأخ والأب والصديق إلى عدو كافر، وهم الذين كانوا يصلون معهم صلوات اليوم كلها؟!
إن من يفعل ذلك بالشباب عدو خطير للجميع، حتى للمتعاطفين معه في الخفاء!