يُقال.. الرياضة فن وذوق وأخلاق ، هذه العناصر الثلاثة متى ما اكتملت سيكون لدينا بيئة رياضية صحية ، نقية تبعث على التفاؤل بتحقيق أمجاد رياضية، كروية .. فهل هي كذلك بالفعل..؟ هل هي لدينا بذات المفهوم الذي يجمع بين الفن والمهارة من اللاعبين وحسن الخلق من قبل اللاعبين والمنتمين للرياضة أيضا من إداريين وإعلاميين ومشجعين..؟! .. بالطبع لا وألف لا ، فما يجري ويحدث حاليا في مجتمعنا الرياضي أمر يندى له الجبين، ومن المؤسف أن أصبحت بيئتنا الرياضية طاردة ومنفرة ولم تعد جاذبة بل أصبح فيها من القبح ما يجعل هناك مدعاة للابتعاد عن هذه البيئة التي لا تبعث على التفاؤل في ظل ما يعتريها من مشاحنات وكراهية ودسائس ومكائد وبغضاء ليست من اخلاقياتنا ولا من مبادئنا كمسلمين وكعرب.. وكأبناء وطن واحد.. وكل ذلك من أجل وسيلة ترفيهية..!
لقد أصبحت المفاهيم لدى الكثيرين وبكل أسف.. إن لم تكن معي فأنت ضدي، وما دمت ضدي فأنت عدوي، لن أرضى منك رأي يخالف توجهاتي وقناعاتي لذا فعليك أن تتقبل مني كل ما يصدر عني تجاهك، أقول لك ما شئت من سب وشتم وتقزيم وإهانة وغيرها من التطاولات الحمقاء والمرفوضة التي لا يقرها لا دين ولا عقل ولا منطق.. والأدهى والأمر أن أصبح هناك من يحيك الدسائس والمكائد والمؤامرات ويبث الشائعات والاتهامات الباطلة فتشيع الافتراءات والأباطيل والبهتان ، ثم يخرج علينا بمثالية مزيفة، قبيحة يدعي من خلالها محاربته للتعصب ونبذ الكراهية بالوسط الرياضي .. كل ذلك من أجل ماذا..؟!
لا بأس أن نختلف ، ولا بأس أن تتفاوت آراؤنا ، ولا مشكلة في ذلك بشرط أن يكون ذلك في حدود المسموح والمقبول وبما لا يخالف الشرع والقيم والمبادئ، وعلينا أن نقول للمخطئ أخطأت، والمسيء أسأت ، لا أن ننصره ظالما أو مظلوما لمجرد اتفاقنا معه بالميول.. فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: انصر أخاك ظالما أو مظلوما قالوا يا رسول الله هذا ننصره ظالما فكيف ننصره مظلوما، قال صلى الله عليه وسلم: تأخذ فوق يديه.. أي تكفه عن الظلم.
إن ما يجري من البعض من الغوغائيين عكس ذلك تماما ، فآرائهم يحكمها الميول لذا نراهم متناقضون في آرائهم بالقضايا والحوادث المتشابهة، متقلبون لا يحكمهم لا مبدأ ولا أخلاق مما زاد من الاحتقان والكراهية بالوسط الرياضي ، وأصبح من الضروري جدا مواجهة أمثال هؤلاء وأن لا يترك لهم الحبل على الغارب.. فقد أصبحت الأمواج عاتية والرياح الشديدة فاقتلعت كل ماهو جميل في رياضتنا ، وأصبح مستقبل الرياضة السعودية وبالتحديد كرة القدم وفي ظل ذلك مهدد بالسقوط أكثر فأكثر ولن تجدي معه كل محاولات النهوض والرقي للأعلى والأفضل ، ولن تقوم لنا قائمة طالما هذه أجواءنا وهذه بيئتنا الرياضية يسيرها هؤلاء الغوغائيون بحسب أهوائهم ورغباتهم، وإن استمر الحال على ما هو عليه فسيكون القادم أدهى وأمر وستذهب كل محاولات التصحيح سدى أيا كانت الجهود وأيا كانت المساعي والخطط التطويرية، لذا قبل أن نفكر باستعادة أمجادنا الكروية ونبذل الجهد والمال من أجل ذلك ، يجب أن يكون هناك حد للتجاوزات التي أشرت إليها فهي كالسرطان الذي ينخر الجسد ، إن لم نقض عليه سيقضي علينا وإن استمر الحال فإن التطور والرقي للأفضل سيكون من المحال .. والحل بيد الجهات العليا بأن تقوض هذا الانفلات وتعيد للوسط الرياضي انضباطه والتزامه بعد إن اختل التوازن كثيرا وبات خطر يهدد حتى اللحمة الوطنية..!
غداً .. لازال للأمل بقية !!!
غدا سيخوض منتخبنا أهم لقاءاته في نهائيات كأس الأمم الآسيوية ، هذا اللقاء الذي سيخوضه منتخبنا أمام نظيره الكوري الشمالي أما أن يبعث فينا الأمل من جديد لمواصلة المشوار في هذه البطولة الهامة أو أن يقضي على آمالنا وبشكل نهائي لا سمح الله ، لقد كان قدرنا أن تكون مباراة الغد أشبه بمباريات خروج المغلوب بعد خسارتنا غير المستحقة من منتخب الصين ، هذه الخسارة التي كشفت عن بعض العقول المريضة ممن يسمون بأبناء الوطن ولم يعد أمامهم سوى إقامة الأفراح والليالي الملاح ابتهاجا بهذه الخسارة ويبدو أنهم ينتظرون الخسارة الثانية وبالتالي الخروج المبكر لمنتخبنا من هذه البطولة..!
في مباراة الغد يجب أن يكون كل فرد من أفراد منتخبنا على قدر كبير من المسئولية مدركين أنهم يحملون على عاتقهم آمال وتطلعات أبناء الوطن المخلصين الأنقياء، ممن يسعدهم أي تميز أو تفوق وطني، يجب أن يكون شعارهم نكون أو لا نكون فالآمال الكبيرة لازالت معقودة عليهم وهم قادرون بمشيئة الله على النصر وزرع الابتسامة على شفاه جماهير الوطن الوفية وتجديد آمالنا بالبقاء في أجواء المنافسة بحول الله .
على عَجَل
• بعد مباراتنا أمام الصين التي خسرناها بهدف ، تحدث سامي الجابر عن مهاجمنا نايف هزازي الذي أضاع ركلة الجزاء بمنطق وطني عقلاني وشد من أزر هزازي بأن لا يؤثر فيه ذلك ، وهذا عكس بعض الغوغائيين الذين يتربصون ويتحينون الفرص على بعض لاعبي المنتخب ويجيرونها لتصفية حسابات بمنتهى القبح..!
• أشغلوا الرأي العام بعد قضية ناصر الشمراني والمشجع ، وطالبوا بإبعاده من المنتخب بل ونصبوا له المشانق، وحينما أبعد ناصر من القائمة الأساسية وعاد للرياض عادوا للعويل مرة أخرى .. لماذا ، ولماذا ، ولماذا .. فأي وقاحة هذه..؟!
• ما جرى لياسر القحطاني يجري حاليا لناصر الشمراني .. انتهازية قبيحة لبعض المواقف وتحويلها لـ(حرب) قذرة بهدف القضاء عليه بسبب الميول، لأنهم همهم أنديتهم دون مراعاة للقيم والمبادئ..!
• من قراءتي لآراء بعض الإعلاميين المتشنجين سواء في مقالاتهم أو تغريداتهم أو حتى في بعض البرامج الفضائية التي ابتلينا بظهورهم فيها ، أجزم لو طلب من أحدهم اختيار قائمة باللاعبين الذين سيمثلون المنتخب، لخرج علينا باليوم التالي معترضا على هذه القائمة..!