لم تتجاوز العقد الثاني من عمرها تطالب أهلها بألا تتزوج إلا برجل يفوقها عدداً من السنين لكي يحتويها ويفهم مطالبها ويكون مصدر الأمان والحنان، وهو يطالب أهله بالبحث عن فتاة صغيرة في العمر يتقدم إليها صاحب الـ43 من عمره وهي بنت الـ23 من العمر تتم الخطبة وتبدأ مراسيم الاستعداد للزواج هو يبني ويخطط على زوجة المستقبل التي تشاركه حياته وتكون نعِم العون له في مسيرته، يبني آمالاً وأحلاماً على حياته يتخيلها المرأة المشاركة له، المؤازرة له التي تقف بجانبه يتخيلها ذات العقل الراجح يريد فيها الأنوثة والعقل والحكمة والشباب يزيد عليها بعدد من السنوات الكثيرة التي قاربت الـ20 عامًا وهو يبني الأحلام والآمال لحياته الجديدة معها في الجانب الآخر هي ذات الـ23 من العمر تخيلت ذاك الزوج وبنت عليه الأحلام رأت فيه الحنان والدلال والدلع والاحتواء، أرادت الابوة الحانية والمشاعر الدافئة، أرادته بهذا العمر لكي يكون أباً آخر لها، أرادته حنونا عطوفاً مُدللاً لها، ما إن بدأت ظروف الحياة ومصاعبها بهز الآمال والأحلام بدت الأقنعة تتساقط وبدت الصورة تتضح هنا.. تضاربت الأفكار والأحلام والأماني كل منهم يرسم لحياته كما أراد والكل نسي أو تناسى ما هكذا تُورد الإبل وما هكذا النظرة للزواج عندما يكون التقارب في العمر يكون من أهم أسباب نجاح الزواج لكن هو يريد الدلال والأنوثة في أوجها متناسياً فارق العمر الذي يكون أحد أهم أسباب فشل الزواج وهي تريد الدلال والحنان والأبوة تناست أن الزواج لا يقتصر على ما تريد وتتمنى فما أجل التوافق والتناسب أحبتي، فيه تتقارب الأفكار والأهداف وتتوحد الأمنيات وتطفو السفينة على شاطئ الأمان.