شملت التنمية جميع مناطق المملكة منذ عهد المغفور له الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه عليه سحائب الرحمة وأسكنه فسيح جناته، وقد كان همه الأكبر توحيد هذا الكيان واستتباب الأمن في جميع مناحي الحياة الدينية والأمنية والاجتماعية والصحية والتعليمية، وقد تحقق له ذلك بفضل من الله وتوفيقه عام 1351هـ، ومن ثم على أيدي أبنائه البررة الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد حتى عهد خادم الحرمين الشريفين حكيم العرب، حيث أصبح المواطن والمقيم يأمن على دينه ونفسه وعرضه وماله في جميع مناطق المملكة مترامية الأطراف في جغرافيتها، وأصبحنا نحسد على نعمة الإسلام والأمن والأمان في وقت يتزعزع الأمن وعدم الاطمئنان في أغلب الدول، وخاصة المجاورة لنا، وقد كانت منطقة الرياض كغيرها من المناطق هي الأكبر حظاً حيث انطلقت مسيرة التنمية والرعاية منها على أيدي أصحاب الجلالة الملوك السعوديين السابقين رحمهم الله رحمة واسعة وبمتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي ملك قوة الشخصية التي تجذب الناس وتؤثر فيهم، حيث تولى إمارة منطقة الرياض على مدى خمسين عاماً لها من أهمية خاصة، حيث تقع مدينة الرياض في وسط المملكة أيضاً لاتساعها، حيث تصل مساحتها 80×80 كيلو تقريباً ويتبع منطقة الرياض الكثير من المحافظات والمراكز والهجر، مما جعل سكانها يلتفون حول مجتمعهم، وأصبح سموه يعرف أغلب سكان هذه المحافظات والمراكز والهجر لقربه منهم، وأصبحت مدينة الرياض تواكب أعظم المدن العالمية في التطور العمراني السكاني والطرق السريعة والمباني الشاهقة والمرافق التجارية.
واتبع سموه في الرياض طوال هذه الفترة سياسة الباب المفتوح لجميع أهل الرياض وغيرهم من المواطنين والمقيمين، فهو الإنسان المتواضع والشعبي الذي يحقق المعنى الكامل لقوة الديمقراطية، فاكتسب حب الناس فكان سموه نموذجاً للتواصل بين الحاكم والمحكوم وتلمس احتياجاتهم والاستماع لمشكلاتهم بدون أي رسميات والعمل على تلبية احتياجاتهم دون حجاب أو رهبة أو خوف وخاصة أثناء استقبال سموه للمواطنين في منزله.
وكان لسموه لمسة حانية في مجال العمل الإنساني، حيث ترأس سموه أكثر من خمسين جمعية خيرية ومساعدة المحتاجين على الزواج ومشروعات الإسكان الخيري وما زالت بصماته واضحة على تلك الجمعيات وعلى مدينة الرياض بفضل بعد نظره وذكائه وفراسته.
ثم تعاقب على إمارة منطقة الرياض من بعده صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز -رحمه الله- الذي لا تنسى جهوده واهتمامه بعاصمتنا الرياض ومناطقها، ثم جاء من بعده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعد بن عبدالعزيز الذي له من الأفعال والأعمال بمدينة الرياض ما يشكر عليه وبعدها صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز وأكمل المسيرة لمدة تقارب السنة والنصف واهتم بالرياض ومناطقها ومتابعة احتياجاتها من التنمية، حيث قام سموه بزيارات لأغلب المحافظات والمراكز والهجر لتفقد هذه المناطق للوقوف على احتياجات المواطنين عن قرب وتلبية احتياجاتهم، وختاماً لإمارة هذه المنطقة جاء عاشق الرياض الشاب الملتهب بالنشاط والحيوية صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز أميرا لمنطقة الرياض الذي أخذ بوصية والده قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي قال له (المواطن أهم مني أنا كوالدك) فنعم الوصية ونعم المنفذ الذي تراه في كل يوم يستقبل المسئولين من علماء ومشايخ وأعيان ووزراء ومواطنين، ونجده لا يغيب عن مناسبة إلا يحضرها ولا نشاط إلا يفتتحه لدرجة أنه شارك في حماية البيئة ونظافة أماكن التنزه في الثمامة، وقد تابع الجميع ما قام به سمو الأمير سلمان بإنشاء الهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض بتوجيه سامٍ.
واستمر الجميع في العمل على تنمية منطقة الرياض ببذل قصارى جهدهم متبعين للمنهج الذي أنزله الله سبحانه وتعالى وتعاليم والدهم -رحمه الله- موحد هذا الكيان، ذلك المنهج القائم على العدل بين الناس والتمسك بمبادئ الإسلام وأحكام الشريعة وأسلوب الشورى وتواضع الحاكم وبساطته ليستمع للصغير والكبير الغني والفقير في مجالس مفتوحة تضم كل الفئات وتلبية احتياجاتهم.
ولقد كان لسمو الأمير سلمان اليد الطولى في هذا العمل الجبار الذي حظيت به منطقة الرياض لكي ينعم المواطنون بالأمن والأمان والرفاهية، وسارت باقي المحافظات والمراكز والهجر على النهج الذي وضعه سمو الأمير سلمان في منطقة الرياض التي لها طابعها ووضعها الخاص بتوجيه ومتابعة من حكيم العرب -متعه الله بالصحة والعافية- وقائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالعزيز.
والآن وقد أصبح سمو الأمير سلمان ولياً للعهد ولديه من المهام الجسام الملقاة على عاتقه كولي للعهد ونائب لرئيس مجلس الوزراء ووزير للدفاع فمازال كاريزما في الديمقراطية وسياسة الباب المفتوح، وأخيراً فإننا ندعو لسموه بطول العمر والصحة والعافية.
اللهم احفظ عليناً أمننا وديننا وحكامنا الذين هم منا وفينا وإخواناً لنا وآباء لصغارنا وجميعنا أسرة واحدة واحفظ بلادنا من كل مكروه، واجعل من أراد بنا وببلادنا شراً يكون شرهم في نحورهم وتدبيرهم تدميراً عليهم وألبسهم ثوب الخوف والخزي، إنك سميع مجيب، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.