قد لا يكون من المنطق، ولا من اللائق انتقاد اللاعبين، وهم يمثلون المنتخب في بطولة رسمية قائمة، والأصعب من هذا ذهاب (ثلة) من الجهلة المنتفعين والمأزومين إلى الحديث عن عدم ضم اللاعب الفلاني، وعدم مشاركة اللاعب العلاني أساسياً، وهي أحاديث ظاهرها مصلحة المنتخب، وباطنها مصلحة الأندية ورفعتها، حتى لو لعب الأسوأ على حساب الأفضل!! أما الأشنع فهو التشفي في المنتخب لخسارته أو لخروجه من البطولة إن حدث، وتوظيف ذلك الخروج في التأكيد على استحقاق الفشل، لعدم ضم بعض اللاعبين المفضلين، ومن الظلم (البين) حقيقة، أن نرمي الكرة بكامل محيطها في مرمى اللاعبين وحدهم، في تحمل مسؤولية الإخفاق أو الخروج من البطولات، وعدم تقديم المستويات المطلوبة، فالمسؤولية المباشرة والأولى، تقع على الاتحادات والأندية، التي هي الأساس الذي ينطلق منه النجاح أو الفشل، وهي من يساهم في إعداد اللاعب من كل النواحي، اجتماعياً، ومعنوياً، ونفسياً، وفنياً، واللاعب نتاج لعملها في النهاية، فإذا اكتمل العمل على هذه الأركان بالشكل المطلوب، ثم حصل التقصير من اللاعب داخل الملعب، فحينها حق لنا الانتقاد حتى لو كانت البطولة قائمة، لكن الواقع يقول: إن هناك تقصيراً واضحاً في تلك الجوانب، ولاسيما الجانب الفني وهو أهم تلك الجوانب التي ينبغي العمل عليها، فاللاعب لا يؤسس فنياً بالشكل المطلوب، ويعتمد بدرجة كبيرة على مهاراته الفنية الفطرية، واجتهاداته الشخصية، وهذا ما يفسر ظهور لاعبينا بشكل فني لافت وساحر في بعض اللقاءات والبطولات، وبشكل باهت وبدائي في البعض الآخر، وهذا ما يجعل كل المدربين الذين يحضرون لتدريب المنتخب، يعملون على تدريبهم على اللعب السريع، واللعب من لمسة واحدة، والارتداد السريع أثناء الهجمة المرتدة، والتسديد من خارج المنطقة، فهل من الطبيعي أن يدرب لاعبو منتخب، هم صفوة الأندية، على بعض المهارات الأولية في اللعبة!! وهل يدل هذا على أن هناك عملاً في الاتحاد أو الأندية؟؟ وهذا المقال كتب بعد مباراة الصين مباشرة، وليس له علاقة بأداء اللاعبين في البطولة، ولا في المباراة التي تليها، وليس تقييماً لهم، علماً بأنهم قدموا في مباراة الصين، كل ما يملكون وظهروا بمستوى جيد، يرتقي إلى جيد جداً خلال الشوط الثاني، رغم الظروف الفنية القاهرة، التي يمر بها المنتخب والكرة السعودية، وحضور المدرب في وقت وجيز جداً، وكانوا قريبين من الفوز لولا عدم الوفيق، والهدف الذي يعنينا هنا، هو الوصول إلى عمق المشكلة التي تحيط بكرتنا، وتجعلها تتراجع بشكل مفزع ومقلق، والذي نرميه دائماً على اللاعبين والمدربين، ولا نريد الاعتراف بأصل المشكلة الذي يكمن في القصور (الشديد) في تأهيل اللاعبين فنياً من الصغر، وعملنا دائماً على (الترقيع) والضماد الذي نبعد من خلاله لاعبين ونحضر آخرين، ونقصي مدرباً بعد كل بطولة ونحضر غيره، ونبتعد عمداً أو جهلاً عن العمل على التشخيص الدقيق، للداء الحقيقي وعلاجه، والذي أمرض كرتنا وجعلها، تئن في مؤخرة الركب، منذ سنوات، كلها أشياء لن تزيدنا إلا تراجعاً بعد تراجع.
صالح الصنات