الجزيرة - الرياض:
أكد المهندس خالد بن صالح المديفر الرئيس التنفيذي لشركة التعدين العربية السعودية «معادن» أن التنمية المستدامة هي جزء من هوية «معادن» التي لن تحيد عنها، وهي مسؤولية واضحة لا جدال فيها تبرز من خلال المشاريع التنموية الواعدة التي أسستها الشركة في مختلف مناطق المملكة.
وقال المهندس المديفر في كلمته أمام ملتقى التنمية الصناعية في المناطق الواعدة والذي ينظمه صندوق التنمية الصناعي السعودي، إن «معادن» ستستمر في رفع المعايير التنموية لقطاع التعدين في المملكة وتسخير مشاريعها نحو التنمية الشاملة والمتوازنة لمناطق المملكة، وتحقيق العوائد المجزية والتنافسية لمساهميها، موضحاً أن منطلق ذلك هو إيمان «معادن» بأن التنمية الحقيقية ليست في التنمية الاقتصادية فحسب، بل في التنمية التي تمس حياة الإنسان.. وفي ذات الوقت نفخر بأن شركة معادن تُعد من أكثر شركات التعدين نمواً في العالم.
وأشار الرئيس التنفيذي لمعادن، إلى أن معادن ومن أجل تحقيق التنمية، تعتمد أفضل الممارسات العالمية، بهدف تعظيم قيمة الموارد المعدنية وعوائدها للوطن أولاً، ثم لمساهميها وللمجتمعات القريبة من أعمالها وشركائها، لافتاً إلى أن الشركة تدرك أهمية الاستفادة من مميزات وخيرات المناطق الواعدة في المملكة، وأن دورها يتمحور في المساهمة الجادة لتنميتها وتحفيز تنافسيتها.
وقدم المديفر خلال الملتقى مدينتي «رأس الخير» و»وعد الشمال» كواجهة مشرقة لتجربة «معادن» في تنمية المناطق الواعدة، مستعرضاً نتائج الاستثمار في مدينة رأس الخير التي تحتضن الجزء الأكبر من منشآت معادن للفوسفات والألمنيوم.. وهي مدينة صناعية متعددة المنتجات، تعزز من القيمة المضافة لتكامل مجمعاتها الصناعية في موقع واحد وكذلك ترفع من كفاءتها التشغيلية.
وأوضح أن موقع مدينة رأس الخير الإستراتيجي والمطل على الخليج العربي يسمح لمعادن بتسويق منتجات الألمنيوم والفوسفات للعالم وبأسعار تنافسية تستفيد من قرب المملكة إلى الأسواق الرئيسة في آسيا وأفريقيا وأوروبا، وبالتالي خفض تكاليف الشحن.
وقال المديفر إنه بحسب تقديرات «معادن»، فإن المرافق الصناعية لمدينة رأس الخير والبنى التحتية المرتبطة بها تسهم بما يعادل 1% من الناتج المحلي في المملكة، منها ثمانية وعشرون مليار ريال في مساهمات مباشرة، وتسعة مليارات بأخرى غير مباشرة، في حين يتم تطوير عشرين ألف فرصة عمل جديدة مباشرة وغير مباشرة.
وأضاف: «أستطيع القول إنه بتكامل جهود الشركاء.. وزارات ومؤسسات الدولة مؤسسي بنيتها التحتية وشركاء معادن المحليين والعالميين، استطعنا أن نقدم مدينة صناعية جديدة ارتكز عليها قطاع أساس للاقتصاد الوطني، وتدفقت منها خيرات التنمية البشرية».
وحول مشروع «وعد الشمال»، أوضح المديفر أنه لكون وعد الشمال تبعد عن الساحل الشرقي ما لا يقل عن ألف كيلومتر، فإنها تُعد أكثر تحدياً وطموحاً من رأس الخير، وستصبح عند اكتمالها - إن شاء الله - أكبر مدينة صناعية في المملكة غير مطلة على السواحل، وحيث إن وعد الشمال يمثّل وعد الملك عبد الله - حفظه الله - لأبنائه في المنطقة الشمالية باستمرار العطاء حتى تأخذ المنطقة نصيبها من الرفاء والتنمية، لذا فالتحدي الأكبر الذي تواجهه معادن وشركاؤها هو إيصال الأثر الاجتماعي والاقتصادي المأمول وتحقيق الاستفادة الاجتماعية والاقتصادية القصوى للمشروع لصالح المجتمع المحلي بحسب وعد المليك، وهو تحدٍ كبير نظراً لقلة الكفاءات البشرية المتوافرة في المناطق الشمالية وكذلك لضعف البنية التجارية لمقاوليها وتجارها.
ووفقا لـ «المديفر»، أدركت معادن حجم التحديات في توفير الكفاءات البشرية، فأسست بالتعاون مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وجامعة ميسوري الأميركية المعهد السعودي التقني للتعدين في مدينة عرعر، وهو الأول من نوعه في المملكة، لدعم صناعة التعدين الواعدة بالكفاءات الوطنية المؤهلة، بطاقة استيعابية تكفي لخمسمائة طالب لدراسة دبلوم يمتد لعامين، مع التدريب في موقع العمل ثم التوظيف المباشر.
واختتم المديفر كلمته بالقول إنه من المتوقع أن يوفر مشروع الملك عبد الله لتطوير مدينة وعد الشمال عند اكتماله في العام 2022م، خمسة وعشرين ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة.
وسيضيف - بإذن الله - أكثر من 15 مليار ريال إلى الناتج المحلي، بالإضافة إلى عدد من الفرص الاستثمارية الأخرى.