غزة - رندة أحمد- بلال أبو دقة - الجزيرة :
في خطوة غير مستهجنة على الاحتلال الصهيوني، قضت شرطة الاحتلال على الطفل الفلسطيني «صبيح أبو صبيح «من سكان مدينة القدس المحتلة بالإبعاد عن المسجد الأقصى المبارك لمدة شهر، ودفع غرامة مالية بقيمة 10 آلاف شيكل (2500 دولار أمريكي)، والحبس المنزلي لمدة خمسة أيام؛ وذلك بتهمة إلقاء الحجارة على المستوطنين. وأخلت شرطة الاحتلال بعد ظهر الجمعة سبيل الطفل «أبو صبيح» بعد اعتقال في مركز التوقيف والتحقيق المسكوبية غربي المدينة المقدسة بتلك الشروط، وحبسه منزلياً، في وقت انطلقت فيه الاختبارات المدرسية النهائية للفصل الدراسي الأول في فلسطين.
في غضون ذلك، انطلقت «الجمعة» في مواقع التواصل الاجتماعي حملة إعلامية، هي الأولى من نوعها ضد «إرهاب الدولة اليهودية»، بهدف فضح الانتهاكات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين.
وتأتي الحملة في سياق المطالبات الإسرائيلية باعتماد وصف «دولة يهودية» الذي تؤيده العديد من الدول الغربية. وتكشف الحملة التي تستخدم اللغة الإنجليزية الممارسات العدوانية والإرهابية اليومية المدفوعة بالتطرف التي يقترفها متشددو الاحتلال ضد المساجد والكنائس والأديرة والمقابر، وكذلك بحق الحقول الزراعية وأشجار الزيتون والبيوت السكنية. ومن خلال لغة الصورة الواقعية تسلط الحملة الأضواء على انتهاكات جسيمة، وعلى العنف الاستيطاني الإسرائيلي المسلح، وترويع الأسر والأطفال الفلسطينيين الذي يجري بتواطؤ من قوات الاحتلال، أو على أيديهم.
ونبقى في مدينة القدس المحتلة، حيث شارك المئات من المصلين في مسيرة حاشدة في باحات المسجد الأقصى المبارك عقب صلاة الجمعة نصرة للنبي الأكرم محمد عليه الصلاة والسلام، واستنكاراً للإساءات المتكررة له في فرنسا.
ورفع المشاركون من الرجال والنساء لافتات مؤيدة للرسول عليه الصلاة والسلام، ورددوا هتافات «بالروح بالدم نفديك يا رسول» و»الشعب يقول إلا الرسول» و»النبي محمد قائد الأمة». واستنكر مفتي القدس والديار الفلسطينية وخطيب المسجد الأقصى الشيخ محمد حسين الرسومات التي تسيء للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، ودان هذه الأعمال الوحشية الهمجية التي يخطط لها الغرب، ويدعي من خلالها حرية الرأي للآخرين؛ ما أدى إلى إثارة الفتن والفوضى لكل المسلمين في أنحاء العالم.
وفي سياق متصل، قال المدير التنفيذي لمنظمة هيومان رايتس ووتش كينيث روث: «إن قرار الفلسطينيين الانضمام إلى محكمة الجنايات الدولية يستوجب الدعم». وذكر روث أنه لا يؤيد الدعوات الرافضة لانضمام الفلسطينيين لهذه المحكمة، معتبراً هذه الخطوة مشجعة.
وأضاف: إن إبقاء محكمة الجنايات الدولية خارج الصورة قد يكون جيداً للقادة الإسرائيليين الذين يخشون الملاحقة القضائية، لكنه لا يكاد يكون جيداً للإسرائيليين والفلسطينيين والسلام في المنطقة أو العدالة العالمية.
وتابع: لم يفت الأوان بعد للحكومات الغربية بأن تغير مسارها. الإدانات الإلزامية هي أمر مختلف، ولكن إسرائيل تسعى إلى معاقبة السلطة الفلسطينية، فهي تهدد بحجز عائدات الضرائب التي تجمعها في الضفة الغربية نيابة عن الفلسطينيين؛ لذا يتوجب أن تمتنع الحكومات الغربية عن المضي قدماً في العقوبات التي تفرضها، ويجب أن تعزز قرار الفلسطينيين التاريخي في مواجهة التهديدات المضللة والانضمام لمحكمة الجنايات الدولية عوضاً عن تقويضها.