طلب مني أحد الأصدقاء مُساعدته في تويتر، لأنه يشعر بالوحدة هناك، رغم أنه يطرح مواضيع جيدة للنقاش والحوار، ولكن لا أحد يتحدث معه، أو يناقشه، وبعد الكشف على حسابه، وجدت أن المُشكلة في صورته التعرّيفية، لأنها تُظهره وهو يُخرج (ضباً من جُحره) في غزوة صيفية سابقة ؟!.
قلت له (بربك .. أي حوار تنتظره ؟ لقد قطعت كل سُبل التواصل بهذه الصورة) !.
في مجتمعنا أشخاص لا يُجيدون التعريف بأنفسهم، و يعطون صورة خاطئة، لا تعكس حقيقتهم، انظر كُل صباح، كم عدد قائدي المركبات في شوارعنا ممن وضعوا (اللطّمة) ؟ وهي ربط الشماغ على (الفم والأنف) معاً، بحجة أن الجو بارد، وبالمناسبة تُستخدم صيفاً تعبيراً عن تكدر المزاج!.
لا يمكن أن يكون مزاج أغلب المجتمع (حاداً أو مُتكدّراً) بهذه الطريقة، لكن - المُشكلة - أن هذه الهيئة تضمن سيرك في الشارع (غالباً) بشكل مُريح، بعض المُسالمين مثلي ممن يمشون (بجانب الحيط) لا يجدون بُداً من وضع (اللطّمة) في بعض الأحيان، حتى لا يتعرض لك أحد من المُتطفلين أثناء القيادة، على طريقة (الله يكفينا شره، الكتاب باين من عنوانه) !.
تدنّي (مستوى الحوار، وحدّة النقاش) بين مُعظمنا للأسف، تأتي نتيجة مثل هذه الصور الخاطئة، وهذا مُلاحظ في الشارع، وفي المجالس، والمنازل، ووسائل التواصل الاجتماعي، وحتى المساجد لم تسلم من (الأمزجة الحادة).. ؟!.
نحن نتحاور حتى (لا نتشاجر) أو (نتخاصم)، وفي حقيقة الأمر (شجارنا غالباً) نتيجة حوارنا (بطريقة خاطئة), فلا يُمكن أن تُقدم جهة واحدة (فُرصة للحوار) بين الشباب أو أفراد المُجتمع، بينما باقي المؤسسات، وطريقة التربية والتعليم، والمجالس الأسرية، والحياة العملية، وظروف الحياة المُجتمعية في مُعظمها، خالية من حلقات النقاش، وورش العصف الذهني، لتقبُّل الرأي الآخر، وسماع وجهات النظر المُتعددة، لاختيار الأصلح، والأفضل، والذي يُمكن أن يأتي من الأقل مكانة أو الأحدث سناً!.
الخوف أن يستخدم بعض المديرين، و(رؤساء اللجان) أو الفرق العاملة، (فكرة اللطّمة) لفرض وجهات نظرهم مع أول اجتماع، بدلاً من (التفكر والتفاكر) في إطار (حواري) ؟!.
وبدل أن يكون القرار بالإجماع، يكون (باللُطّمة)!.
وعلى دروب الخير نلتقي.