لقد أحسن قادتنا الأجلاء ورجال الأمن الأبطال جزاهم الله خيراً ونصرهم بالحق في بلادنا الغالية صنعاً في مواجهة أؤلئك الذين باعوا ضمائرهم وعقولهم بثمن بخس أياً كان مذهبهم وتوجههم المخالف للصواب والنهج القويم، فأصبح التقاتل بين الأخوان.. حين أقدموا على أفعالهم المخالفة تلك، لماذا أطاعوا واتبعوا من يريد إضلالهم وإضاعتهم، لماذا هؤلاء يسيرون في ركب من استخف قومه فأطاعوه؟! عجبي والله من هؤلاء وأولئك! ماذا يريدون كلهم بالخليج والجزيرة العربية بل والأمة الإسلامية والعربية؟ لا يريدون إلا إنشاء الفرقة والفتنة الطائفية المقيتة التي تحول المنطقة بأسرها إلى صراعات ونزاعات مستمرة لا يعلم مداها وأخطارها إلا الله تعالى.. قال سبحانه: {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ} (191) سورة البقرة. وقال عز من قائل:-
{يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (32) سورة التوبة، وقد دعت دول مجلس التعاون الخليجي إلى الكف عن السياسات العدوانية والالتزام التام بمبادئ حسن الجوار, معربة عن قلقها البالغ حيال التآمر على أمنها وبث الفتنة الطائفية, المسؤولون جزاهم الله خيراً في مجلس التعاون الخليجي عن «بالغ القلق لاستمرار التدخلات في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون, من خلال التآمر على أمنها الوطني, وبث الفرقة والفتنة الطائفية, بين مواطنيها في انتهاك لسيادتها واستقلالها, ولمبادئ حسن الجوار والأعراف والقوانين الدولية, وميثاق الأمم المتحدة, ومنظمة المؤتمر الإسلامي)، كما أعربت رابطة العالم الإسلامي أيضا سابقاً بأن هناك من يثير الفرقة والفتنة الطائفية والتدخل فيما لا يعنيه، وعن استنكارها للتدخل في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وعبرت عن القلق الشديد للشعوب الإسلامية والمنظمات والمراكز الإسلامية مما يعد انتهاكاً لسيادة هذه الدول التي تنعم شعوبها بالاستقرار والوئام وتعيش في أمن وسلام والحمد لله... من تدخل في شؤون بعض الدول ينتقد دولاً أخرى تدافع عن أمنها واستقرارها ولا تريد هذا الاستقرار!! منذ زمن طويل والعمل مستمر لنشر الفتن والمشاكل والطائفية البغيضة.. لأنهم يريدون نشر مذهبهم الظالم المخالف للشرع المطهر والسنة الشريفة بالقوة! إلا أن الله تعالى أخزاهم ويخزيهم ويخذلهم دائما بإذنه عز وجل... الفتنة الطائفية لا شك أنها فتنة تثير الكثير من المشاكل الكبيرة التي يصعب احتواؤها وحلها.. لأنها قد تستشري في كثير من الدول الإسلامية والعربية، وهنا من يشعل فتيلها وجذوتها حتى تحرق من أشعلها ليكون أول من تحرقه ويكتوي بنارها دون أن يشعر..!! كل ذلك لإشعال فتيل الطائفية، الذي يعتبر داء خطيراً ومستشرياً يجب الوقوف تجاهه وصده حتى لا يتمكن من تحقيق ولو جزء بسيط مما يدعو ويسعى إليه.. كي لا تتأثر به الأجيال القادمة لا قدر الله فتكون ضحية ما اقترفته وجنته الأجيال الحاضرة.. إذ إن فتنة الطائفية ممقوتة من الكثير من عقلاء الناس والمجتمع الدولي بأسره، يجب محاربتها والتصدي لها بأي شكل كان ومحاربة من يسعى لإشعالها كائناً من كان... أنها فتكت وفعلت بعدد من الدول هنا وهناك ما فعلته ولقد أنهك خطر ومرض فتنة الطائفية المقية جسم الكثير والكثير, وسببت حروباً وخلافات وتعقيدات كثيرة منذ سنوات عديدة وما زالت. لذا لم يجدوا لها حلاً جذرياً أو أنهم لا يعملون في تنفيذ هذه الحلول أو تلك إن وجدت.. إن الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها...!!! الطائفية آفة اجتماعية عانت من شرورها الشعوب الكثيرة، وكانت هي أساس العديد من المذابح وحروب الإبادة الجماعية، يقول أحد المهتمين في هذا المجال: الطائفية قديمة، وجدت الطائفية مع تدمير الحكم الفارسي على يد عمر رضي الله عنه، وظلت كامنة، تظهر حيناً وتختفي حيناً، فما دام ضعاف العقول يؤمنون باعتقادات وأفكار غريبة وخاطئة فمن الصعب القضاء على الطائفية...! اللهم انصرنا على جميع الأعداء من يهود ونصارى ورافضه وغيرهم... وأبعدنا وأبعد عنا الطائفية والفتن كلها ما ظهر منها وما بطن... اللهم آمين يارب العالمين..