موسكو - سعيد طانيوس:
حققت بعض الكتب التي نشرت في عام 2014 أرقامًا مبيعات عالية، ما يعكس إقبال المتلقي لها للتعرف على ما جاء في صفحاتها، منها روايات وكتب سيرة ذاتية وأعمال تميط اللثام عن أسرار.
وقد احتلت المذكرات التي نشرها سياسيون أمريكيون سابقون مكانة خاصة في عالم الكتاب، بعد نشر كتب تتناول جانبًا خفيًا عن العامة من حياتهم، سواء الشخصية أو المهنية. من هذه الكتب كتاب تحت عنوان «41» للرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن، يتحدث فيه عن الرئيس الـ41 للولايات المتحدة، والده جورج بوش الأب، ومن هنا جاءت تسمية الكتاب الذي يتناول فيه وللمرة الأولى رئيس سابق قصة حياة رئيس آخر بالتفصيل.
ويسلط كتاب بوش الإبن الضوء على حياة بوش الأب أثناء خدمته في الحرب العالمية الثانية وخدمته في حقل النفط في ولاية تكساس، ومن ثم تقدمه في السلم الوظيفي حيث شغل موقعًا سياسيًا كعضو في الكونغرس الأمريكي وتم تعيينه مبعوثًا للولايات المتحدة في الصين والأمم المتحدة، ثم كمدير لوكالة المخابرات الأمريكية، ونائبًا للرئيس الأمريكي، ثم انتخب سيدًا للبيت الأبيض. ربما هذه معلومات يعرفها كثيرون لكنها جاءت في «41» مع شيء من تسليط الضوء على هذا الجانب، بيد أن هذا الكتاب يسمح للراغبين بالتعرف على شخصية بوش الأب بالتقرب منه «كشخص حنون» كما يصفه المؤلف، وكذلك علاقته بأسرته ومدى تأثيره على ابنه (مؤلف الكتاب) الذي حدد لنفسه دخول المعترك السياسي، ليصبح الرئيس الـ43 للولايات المتحدة الأمريكية.
ومن عائلة بوش إلى عائلة كلينتون، التي تطمح كيلا يكون تأثيرها في التاريخ السياسي الأمريكي المعاصر أقل شأنًا، إذ نشرت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، المرشحة المنسحبة في الانتخابات الرئاسية أمام الفائز الرئيس الحالي باراك أوباما، سيدة أمريكا السابقة هيلاري كلينتون، كتابها الأول تحت عنوان «خيارات صعبة».
تتحدث هيلاري كلينتون في كتابها هذا عن الفترة التي شغلت فيها منصب وزيرة خارجية أمريكا التي استمرت 4 سنوات تحت إدارة الرئيس باراك أوباما في فترته الرئاسية الأولى، وتسهب في كتابها بشأن علاقات واشنطن مع باكستان وأفغانستان، بالإضافة إلى أوروبا وروسيا، وكذلك أمريكا اللاتينية وإفريقيا.
لكن الجانب المهم بالنسبة للقارئ العربي هو القسم الخاص بعلاقة أمريكا بالشرق الأوسط والصراع العربي الإسرائيلي، وأحداث الربيع العربي ابتداء من تونس ومرورًا بالأحداث التي شهدتها مصر وليبيا واليمن وسوريا. وقد رافقت الكتاب ضجة إعلامية حينما أخذ الصحفي المصري محمد الغيطي المسؤولية على عاتقه بقوله على الشاشة، أن هيلاري كلينتون ذكرت في كتابها أن طائرات تابعة لسلاح الطيران المصري حلقت فوق الأسطول الأمريكي السادس المرابط في البحر الأبيض المتوسط، وأجبرت قطعًا عسكرية أمريكية على التقهقر وهي في طريقها نحو السواحل المصرية، حتى إن الغيطي ذكر نقلاً عن كلينتون أيضًا أن الضفادع البشرية المصرية أسرت قائد الأسطول.
ومن بين الروايات التي حققت انتشارًا واسعًا في عام 2014 رواية «مستر مرسيدس» للكاتب الأمريكي ستيفن كينغ الشهير بأعماله الأدبية المثيرة التي تغوص في أعماق النفس البشرية، التي تحول الكثير منها إلى أعمال سينمائية شهيرة.
تدور قصة «مستر مرسيدس» حول قاتل مهووس يعاني اضطرابًا نفسيًا، يجعله يستمتع بدهس ضحاياه تحت عجلات سيارته المرسيدس الفاخرة، وهو ما يقوم به حينما يقتحم بسيارته معرضًا ليصيب زوار المعرض، ما يؤدي إلى مقتل 8 أشخاص وإصابة 15 بجروح، قبل أن يفر من موقع الجريمة.
وبحسب الرواية يبدأ محقق في تعقب إثر الجاني، لتصله رسالة إلكترونية من شخص يخبره فيها أنه يستعد للقيام بعمل إرهابي سيسفر عن عدد كبير من الضحايا، ليتبين أن الشخص الذي بعث هذه الرسالة و»مستر مرسيدس» هو الشخص ذاته.
أما كتاب «الأخوات رومانوف» فقد فاز بلقب أفضل كتاب «سيرة تاريخي» في عام 2014 بحسب موقع «غود ريدز»، وهو للمؤرخة البريطانية هيلين رابابورت، وتتناول من خلال كتابها هذا أناستاسيا، الأخت الأكثر إثارة للجدل بين بنات الامبراطور الروسي نيكولاي الثاني الذي أعدم مع عائلته كلها في عام 1918، وذلك بعد أحداث الثورة البلشفية التي أطاحت بحكم العائلة القيصرية بروسيا.
وبذلك يضاف كتاب «الأخوات رومانوف» إلى العديد من الأعمال الأدبية والسينمائية التي تتطرق إلى القيصر الأخير في روسيا وأسرته، علمًا أن كتاب هيلين رابابورت يتضمن رسائل ومذكرات خطتها الأميرات الشقيقات الأربع بنات القيصر الروسي بأنفسهن قبل إعدامهن.
ومن الروايات العربية تبرز في عام 2014 رواية الأديب والشاعر العراقي أحمد سعداوي «فرانكشتاين في بغداد»، التي نال عنها الجائزة العالمية للرواية العربية لذلك العام. تتحدث الرواية حول الشخصية الأسطورية فرانكشتاين ولكن بملامح تعكس الحالة المأساوية التي يعيشها العراق والعراقيون منذ سنوات.
القصة تحكي عن شخص يجمع بقايا أجساد قتل أصحابها في تفجيرات متنوعة عصفت بالعراق، ليتكون كائن عبارة عن خليط من مجموعة من الضحايا، الذي يبدأ بالانتقام من المجرمين الذين أودوا بحياة الأشخاص الذين يتكون هذا الكائن من أشلاء أجسادهم، وتدور أحداث هذه القصة في العاصمة بغداد التي ما زالت حتى اليوم عرضة لتفجيرات وعمليات قتل مأساوية تحصد عشرات الأرواح يوميًا.