تحدثت صحفنا ومنها «الجزيرة» عن حادثين مؤلمين تمثلا في حادث «الدالوة» وقتلاها ومصابيها من المواطنين الأبرياء الآمنين ومن رجال الأمن الشجعان وأصحاب التضحيات ومن ثم تلاها حادث مركز السويف التابع لجديدة عرعر وما خلفه من شهداء الواجب رحمهم الله ومن خلال ما قرأناه وسمعناه وشاهدناه نتذكر رجال الأمن الأشاوس الذين قاموا بواجبهم نحو تلك الشراذم التي أرادت إثارة الفتنة الطائفية حينما عجزوا عن تحقيق مآربهم الإرهابية في أنحاء الوطن وحينما عجز الآخرون عن تجاوز حدودنا ليخلوا بأمننا وحينما نتذكر ما قام به أمننا المبارك من القبض على كل من له علاقة بتلك الحادثة الشنيعة إلى جانب سرعة الإنجاز الأمني في القبض على 53 عنصراً من أولئك الإرهابيين خلال أسبوع مضى والقبض على سبعة آخرين بمدينة عرعر هم على ارتباط بسابقيهم الـ4.. كل هذا يؤكد أن وزارة الداخلية وعلى رأسها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف أعانه الله قد حققت ضربات نوعية استباقية وآنية موجعة إلى جانب أن تكون تحذيرية للمستقبل وحينما نعرف أن رجال الأمن اتخذوا طرقاً جيدة وحذرة في القبض على مطلق النار على الدنمركي وفي العوامية وفي روضة سدير وحينما نرى تضحيات رجال الأمن في الذود عن حياض الوطن نتأكد من إصرار الدولة على ملاحقة أولئك النجس في جحورهم من أجل تقديمهم إلى العدالة ليأخذ كل إرهابي جزاء ما صنع وحينما نرى كل ذلك نرفع أكفنا إلى الله العلي القدير بأن يديم على وطننا الأمن والأمان وأن يعز حكومتنا الرشيدة التي لا تألو جهداً في الوصول إلى كل من يخل بالأمن لتقديمه للعدالة ولا شك أن الأمن في الأوطان مقدم على كل أمر ذي بال، فمن ذا الذي يهنأ بالعيش وينعم بالطمأنينة ويتلذذ بالمطعم والمشرب وينام قرير العين دون أن يأمن على نفسه وعرضه وماله والشيء المحزن أن 32 من أولئك الـ53 الخونة المجرمين من أبناء الوطن وأن 6 من مجرمي عرعر سعوديون وهنا نقول: لا شك أن الخونة نهايتهم القصاص وحقيقة أننا نفتخر بالإنجاز الأمني الدقيق والسرعة المتناهية في الإنجاز الأمر الذي دفع رئيس أكبر دولة على الكرة الأرضية الرئيس الأمريكي (أوباما) ليعبر عن تقديره لجهود المملكة في الحفاظ على السلام والأمن الإقليمي ومساهمتها في التحالف الدولي للتصدي لتنظيم داعش الذي أشغل العالم بأسره والذي أخمدنا أولى شراراته ولذا فمن واجبنا كمواطنين أن نتعاون مع رجال الأمن ونكون أعيناً مبصرة وداً ممسكة بكل من تحوم حوله الشبهات ونحس أنه ينوي أو يخطط للإخلال بأمن الوطن فالوطن الذي لا نحميه لا نستحق أن نعيش فيه وياأبناء الوطن وياأخوتنا المقيمين اطمئنوا على أنفسكم وأعراضكم وأموالكم لأن هناك من يسهر على حراستكم من أجل راحتكم وما عليكم إلا الدعاء لأولئك الرجال الأبطال رجال الأمن بالتوفيق والنجاح في كل مهماتهم وقولوا معنا لهم سيروا في مهامتكم وثقوا بأن الله يرعاكم بعونه فأثلجوا الصدور في الإنجاز وليعلم أولئك المجرمون أننا سنجري خلفهم خطوة بعد خطوة وسنلاحقهم وننتزعهم حتى لو دخلوا الجحور الملتوية أو الكهوف المظلمة أو غاصوا في البحار العميقة أو سبحوا في الفضاء حتى نمسك بتلابيبهم ونصطادهم كما يصطاد الصقر فريسته أو كما يصطاد القط الفار ونقتص منهم ومن الله نستمد العون والسداد.