ينتحر اتباع التنظيمات الإسلامية المتشددة تباعا، يلقون بأيديهم إلى التهلكة استرخصوا أنفسهم فهانت عليهم وهان موتهم للا شيء! وبلا نتيجة! لأن الغاية والوسيلة جانبها الصواب! ولقد شاهدنا كيف أن الإرهابيين الذين نفذوا جريمة (عرعر) ماتوا من أجل (لا شيء) كما تعنيه هذه الكلمة! وكأنهم فقط اختاروا أن يقتلوا أنفسهم ويقتلون غيرهم في مكان محدد! انتحار علني يجسد انتهاكا لحرمة الجسد والنفس.. يتضح فيه أيضا عدم المبالاة بإهانة الأجساد بما تعنيه كلمة إهانة حيث تتناثر الأشلاء في مناظر مقززة لا ينبغي أن يكون عليه جسد الإنسان الذي كرمه الله {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} (70) سورة الإسراء. يفعلون ذلك تباعا ويجندون له!! انتحاريون بالرغم أنه قد تبث لهم أن (الاربي جي والقنابل والمفخخات والأحزمة الناسفة) لن تقيم دولة ولن تغير سياسات ولن تسقط دولا! بل إنها تفشل قضيتهم إذا كان لهم قضية! وما لا يمكن فهمه أنه رغم أن الآلاف قد لقوا حتفهم، فعدد المدمنين على الموت المجاني يزداد! ولا أحد يعرف على ماذا قامت فلسفة تلك التنظيمات وسعيها لبناء دولة منتهجة سفك الدماء وليس على الدعوة إلى الله بالموعظة الحسنة، في سوريا مثلا سيكون مبررا لو أن قادة الجيش الحر طالبوا بمناصب سياسية، لأنه معترف بهم شعبيا وعربيا ودوليا وبمقاومتهم للنظام السوري! لكن باقي التنظيمات التي تشوه صورة الإسلام بانتهاجها للقتل والعنف والإرهاب، كيف لها أن تحلم بأن تقيم دولة وقد ألصقت بنفسها صفة الإرهاب!
سقطت قاعدة بن لادن ودولة طالبان في أفغانستان ولم تستطع أن تقيم دولة حقيقية لأنها كانت عكس التيار ليس الدولي فحسب بل وحتى منهج الإسلامي الصحيح، فأين هم قادتها وأين ماكانت عليه من قوة!! لم تحظ بقبول المسلمين ولا الشعب الأفغاني. انهارت ليس فقط بالقوة العسكرية الأمريكية والتحالف الغربي ضدها بل لأنها أيضا لم تفهم الواقع وتتعامل معه، وها هم الدواعش يحلمون بإقامة دولة في العراق والشام.. يعتقدون أنهم سوف يكون ذلك ممكنا لكن الواقع يقول إنه غير ممكن! لأنهم رغم شعارهم الإسلامي لم يظهروا أي جانب من عظمة الدين الإسلامي وسماحته بل أنهم ظهروا وحوشا متعطشة للدماء.. بملابس رثة وهيئات تتنافى مع سماحة الإسلام، يقيمون حفلات القتل والسبي والذبح الجماعي، يتنافسون مع فيالق الفضل أبو العباس وغيرها في القتل الجماعي للبشر مما جعل من هذه الجماعات بعبعا يخاف منه المسلمون قبل غيرهم..
الدول كيانات لكي تقوم يجب أن تحظى باعتراف دولي وتنظم إلى المنظمات الدولية ويكون لها تعاون وتبادل اقتصادي مع دول أخرى، وهذا لن يتحقق مع تنظيمات تعادي الشعوب الإسلامية والمنظمات العالمية وتقتل وتخطف وتسبي باسم الدين! زعماء داعش كيف لهم أن يحلموا بإقامة دولة تنتمي إلى هذا العالم وتعترف بها دوله ومنظماته!! وتلبي احتياجات مواطنيها! كيف لدولة داخلية محاربة عسكريا واقتصاديا ومقفلة الحدود مع من حولها أن تقيم أود مواطنيها!!! أن دولة كدولة العراق والشام سوف تولد مشوهة عاجزة لو تم لها ذلك. سوف تصبح سجنا كبيرا تفرض عليه العقوبات الدولية! هذا التنظيم ربما انخدع كثيرا لأنه استولى على مدن ومساحات احتلها من دول (مريضة) تعاني من حروب وصراعات. لن تتحقق أحلام قادة تلك التنظيمات، وها هم يقتلون واحد تلو الآخر كما قتل قادة القاعدة وغيرها!. وللأسف يلحق بهم شباب كثيرون غرر بهم فانتحروا جماعيا في سبيل تحقيق حلم يتضح لكل ذي لب أنه ضرب من أحلام اليقظة تصديقه يعني الانتحار المجاني.