مدخل
كان يحاول إخراج زجاجة اللبن من الثلاجة، لكن أفلتت يده الزجاجة فانسكب كاملهُ على الأرض، وبدلاً من أن توبخه أمه قالت له: يا لها من فوضى رائعة تلك التي صنعتها، حسناً وقع الضرر، والآن هل تريد أن تلهو معي بينما نقوم بتنظيف اللبن؟ قال: نعم، فقالت له: كيف تريد أن نلهو وننظف هل بفوطة أو إسفنجة؟
إن الإِنسان في هذه الحياة غير معصوم من الخطأ وغالباً ما يقع في الخطأ رغم الحذر منه، لكن الوقوع فيه ليس عيباً فسِمة الإِنسان النقص، لكن من العيب أن نستمر فيه ونكابر عليه وكأننا فوق الخطأ، وبهذا انتفت عنّا صفة الإِنسانية، وعند المكابرة والاستمرار في الخطأ يفقد الإِنسان قيمة التعلم من الأخطاء.
إن كل محاولة تقوم بها ثم تَفشل إنما تعطيك معلومات عن النجاح وتستفيد منها في تحقيق النجاح. وجميع الناجحين كتبوا قصص النجاح بحبر الفشل حتى وصلوا إلى مُرادِهم وحققوا أحلامهم فالأخطاء ملازمة للإِنسان منذ صِغرهِ.
كم من مرة حاول المشي وتعثر مرات حتى استطاع الصمود والمشي. ومن الشجاعة الاعتراف بالخطأ والفشل سواء في حق نفسه ومسيرته في حياته، وإما في حق غيره وقد أخطأ في حقهم وفشل في التعامل معهم. فالخطأ ملازم لبني البشر وحتى الأنبياء - ما لم يكن في أمر النبوة ـ ولا أحد فوق الخطأ، فلا كمال إلا لله سبحانه فهو الكامل المُنزه عن النقص، فالفشل هو أول خطوة في طريق النجاح. والمثابر صاحب العزيمة يتعلم من التعثر كيف يحذر المرة القادمة، فالحياة مدرسة لأصحاب الهِمم.
مخرج
وبعد أن انتهيا من تنظيف اللبن المسكوب قالت: إن ما لدينا هنا هو تجربة فاشلة في حمل زجاجة كبيرة من اللبن بيدين صغيرتين، دعنا نخرج إلى الفناء الخلفي ونملأ الزجاجة بالماء ونرى إن كان بمقدورك حملها دون أن تُسقطها.