أرض المقدسات الإسلامية مهبط الوحي على نبي الهدى محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم التي تهفو إليها قلوب المسلمين حجاجاً ومعتمرين وزواراً. بيت العرب موئل الحكمة ورجالها الأوفياء المخلصين وكم كان حال العرب لو أنهم نهلوا من معين حكمة أولئك الرجال خلال مرحلة مضت حين كان البعض منهم يلهو ويلهث وراء الشعارات البراقة والأحلام الزائفة والمنى البعيدة عن التحقق لأنها كانت الأبعد عن طريق الصواب بسبب غياب الحكمة وعطاءات العقول الراشدة من مثل أولئك الرجال الواثقين بنصرة الله لهم أولئك الأفذاذ قادة هذه البلاد ممن أخذوها إلى حيث مراد شعبها وليجعلوها في مصاف الدول الأكثر تقدماً ورقياً في العالم وليكون لها من رفعة الشأن والكينونة ما جعلها الأوفر حظاً في قيادة أمتها وأخذها إلى شواطئ الأمان ولعل ما صار من حكمة ذلك القائد العظيم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه حين رأى رأي حكمته وبما له من قدر وقدرة في أن يعيد الوفاق والسلام واللحمة بين الأشقاء في مصر العروبة وقطر حين استطاع كل منهما إلى الوصول إلى الصياغة المقبولة للصلح بينهما وطي صفحة الماضي ولتعود العلاقات بينهما إلى ما كانت عليه وعلى أسس لا تتيح للأعداء إمكانيات زعزعتها مما هو المحقق لمصالح تلك الدول التي لم تعد تخفي حراكها وسعيها الدؤوب لزرع الفتن بين أبناء هذه الأمة بغية التحقق الكامل لمصالحها مثلما استغلالها لكل السوانح حين تتاح لهذا الغرض ولعلنا لا نزال نتذكر الكثير منها مما نأمل بأن لا يعود مثله بعد أن صار الأشقاء إلى التوحد ونبذ الخلاف مما كان بفضل الله ثم بفضل مسعى قائد هذه البلاد حكيم العرب مليكنا المفدى الذي طالما كان وكانت دولته خير سند لأشقائها مثلما حرصها وسعيها الدائم لجمع كلمة المسلمين فلنحمد الله ونشكره على ذلك مثلما الدعاء بطول العمر لذلك القائد الفذ وللأشقاء في مصر العروبة وقطر بدوام الوفاق والتوفيق وهنيئا للشعبين الشقيقين على هذا الاتفاق الرائع مع الدعاء لهم بالمزيد من خطوات التوحد مثلما الدعاء لولائك القادة في مصر وقطر بالسداد في كل ما من شأنه رفعة شأنهم وشأن شعوبهم وبما يعزز ويقوي توحد الأمة كلها واستقوائها على أعدائها وليكون بلوغ المراد في التقدم المنشود وأن الحمد لله رب العالمين.