ما زال أمير منطقة الرياض تركي بن عبد الله يركض في ميدان الخير ومضمار العفو والإحسان, الذي أسسه ويدعمه والدنا وقائدنا الملك عبد الله بن عبد العزيز ألبسه الله ثوب الصحة والعافية.
خمس عشرة رقبة تُعتق في مجلس الملك وبين يدي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - من جنسيات مختلفة سعودية وباكستانية وسودانية ويمنية وبنغالية, يحدث هذا بجهد بُذل من قبل الأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض الذي يرأس لجنة العفو المعنية بشفاعة خادم الحرمين الشريفين في عتق رقاب أناس حكم عليهم الشرع المطهر بالقصاص, هذه الشفاعة تأتي بطيب نفس دون ضغوط تمارس ودون أموال تقرر, وإنما تأتي طواعية تقديراً لجاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله -.
من شواهد هذه الليلة المباركة عفو مواطن سعودي عن قاتل بنغالي مما يؤكد ما قلته في مقالة سابقة بأن شفاعة الملك المفدى لا تقتصر على مواطني المملكة فحسب, بل إنها مبذولة لكل من طلبها بحق, وهذا منهج القادة العظام الذين لا يقتصر معروفهم على محيطهم, ولا على رعيتهم, بل إنه يعم جميع البشرية, وكل إنسان لجأ طالباً العون والشفاعة.
أميرمنطقة الرياض صاحب الهمة العالية والطموح الكبير, عرفته بخلقه الجم وتواضعه الكبير وحرصه على ما ينفع الناس, ومن ذلك متابعته المستمرة لهذا المشروع الإنساني العظيم، مشروع عتق الرقاب الذي أسسه القائد المبارك عبد الله بن عبد العزيز, وأوكل للأمير تركي تنفيذه, وكان نعم الاختيار, فما تبذله هذه اللجنة برئاسة سموه يُعد جهداً كبيراً وعظيماً ومثمراً بفضل الله.
قرأت كثيراً في فضل العفو, فما وجدت عملاً أفضل ولا أكثر أثراً حسناً في الدنيا وفي الآخرة من فضل العفو, وكفى معرفة لعظم فضله أن أجر العافي على الله {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} (40) سورة الشورى، يقول الإمام أحمد رحمه الله نظرت في تفسير هذه الآية فإذا هو إذا كان يوم القيامة قام مناد فنادى لا يقوم اليوم إلا من كان أجره على الله, فلا يقوم إلا من عفا.
يالله ما أعظمه من فضل وأجزله من جزاء,كيف سيكون الأجر إذا كان من تكفل به مالك الملك الحي القيوم؟
أثلج صدري ما قاله المتحدث نيابة عن العافين عندما قال: بهذه المناسبة نتوجه بالدعاء لمن لا يرد سائلاً أن يجعل عتقنا هذا سبباً في شفاء خادم الحرمين الشريفين.
ما أعظمه من عمل تحيا به نفوس وتدمل جروح, وتعود المحبة بين الناس أخوة متحابين,عائدين إلى الله بروح جديدة متوثبة لكل خير, مبتعدة عن كل سوء.
والله المستعان.