«1»
عِشْرُونَ وجٌهاً
تَلَبَّسَهَا في قُلُوب المُتْعَبين
وقَافِيَةُ الكَلامِ المُسْتَبَاحَة
عِشْرُون وجْهاً
لَمْ يَزَلْ كَهْلاً تُطَاردُهُ الظُّنُون
ويَبْسُطُ فِيهَا النِّفَاقُ شِرَاعَه
عِشْرُون قُبْجاً
وفي فَمِهِ حُرُوفٌ مِنْ بَريقِ الرِّيَاء
يَا لتِيكَ الوجُوهُ البَاهِتَة
لَمْ أرَى وجْهِهِ الأوّل
إلاّ ويَسْكُنُنِي السُّؤال
مَنْ أنْتَ
يَاشَريكَ قُزَحْ ؟
«2»
شَاعرُ قَالَ:
أنا الشِّعْرُ
والمَشَاعِرُ والنُّبُؤاتِ القَادِمَة
أنا أيُّهَا المُتْعَبُون
فَصِيلَةُ النَّخْل الّتِي لاتَمُوت
أنا المُشَكَّلُ
مِنْ بَيَاض الكَونِ
وأغْنِيَات المَطَر
لَمْ أرى وجْهَهُ الأوّل
إلا ويَسْكُننِي السُّؤال
مَنْ أنْتَ
يَامُلْهِمَ الفَرحْ ؟
«3»
كَانَ فِي العَتْمَةِ
خُفَّاشاً كُلَّ مَسَاء
هُنَا يَمْسَحَ وَجْهَ غَانِيَةٍ
وهٌنَاكَ يمْسَحُ كُلَّ الكَلام
لاشَيئ
لاشَيْئ يَسْكُنُني سِواهُ السُّؤال
مَن أنْتَ
ومَنْ فِي غِيَابكَ تَقْتَرح ؟
«4»
مَضَى المُتْعَبُون إلى الرَّمْل
كَيْ تَسْتَريحَ مَطِيَّهُم
والشَّاعِر الفَذّ يَسْتَبقُ الغِنَاء
لَكِنَّ
بَعْضَ الكِير قَدْ أحْرَقَه
تَبّاً لِحَرْفٍ
تَوسَّدَ أنْمُلَيْهِ وسَاعِدَه
مَا زَالَ
يَسْكُنُنِي السُّؤال ومِحْبَرَه
مَنْ أنْتَ
حَتَّى تُدَاوي مَن جُرحْ ؟
أحمد آل مجثل الغامدي - الرياض - 2014م