عسير - خاص بـ«الجزيرة»:
أجملت إحصائية أعداد الملتحقين بالجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة عسير بـ (150.200) طالب وطالبة منهم (73.000) طالب، و(79.000) طالبة.
وقال رئيس الجمعية الشيخ محمد بن محمد البشري - في حديث له - إن الجمعية خطت خطوات كبيرة في تطوير الأداء وطرق الحفظ والتدريس، حيث إن متطلبات العصر تقتضي ذلك لكي نواكب التقدم الواضح والملموس، ومن أجل هذه يجري العمل دوماً على تطوير الأداء للمعلمين والإداريين من الجنسين ورفع مستوى كفاءتهم، كما أننا في الشؤون التعليمية نضع الخطط التدريسية المناسبة والملائمة لكل فئة عمرية.
وبيَّن أن الطرق القديمة والزمن الأول ربما كان أفضل بسبب البيئة المناسبة التي لا يوجد فيها الكثير من المشغلات، وأيضاً تعاون البيت مع الحلقة أو الدار كان سبباً رئيسياً في قوة استيعاب الطالب، كما أن بعضاً من الطرق الحديثة متميزة كالتكرار عن طريق التقنية والمصاحف الإلكترونية وفرت الكثير من التعب والجهد ولكن قلّ من يستفيد منها بسبب الصوارف الحالية والله المستعان.
وقال البشري: إن التحفيظ في المسجد ووقت العصر هو الوقت الملائم والمناسب والمعتاد عليه كما أن هناك حلقات بعد المغرب لمن رغب الانضمام لها وأيضاً بعد الفجر وأثناء الضحى في أوقات الصيف.
وأكد أن الإقبال على الجمعيات والحلق مناسب في ظل الصوارف الكثيرة المتواجدة من حولنا، وبقاء الخير في هذه الأمة ببقاء التمسك بهذا الكتاب العظيم، ولربما يعود السبب لعدم تقدم الجمعيات وتطوير الحلق فيها بما يتواكب مع متطلبات العصر ويفرض علينا أن نكون الأفضل في كل مجال، لافتاً إلى أن معدل الإقبال من الفتيات أعلى من الذكور، حيث نلحظ أن الدور النسائية تتمتع بزيادة الإقبال من الحلق، وذلك يعود إلى البيئة السليمة لفتياتنا وحرصهن وحبهن إلى الخير، فالنساء سباقات إلى فعل الخيرات وأيضاً لتفرغهن وقلة مشاغلهن، ولربما قد يكون التعامل المتميز بالدور والأماكن المهيأة عامل جذب متميزاً وقوياً.
وأوضح البشري أن قلة الموارد المالية باتت مشكلة في هذه الأيام، إلا أن هذا يزول بسعي الصالحين الحثيث بالتواصل مع الموسرين، مع العلم أن هذا لا يكفي والأجدى من ذلك زيادة المخصصات المقدَّمة من ولي الأمر - حفظه الله ورعاه - حيث إن لها (20) سنة لم تتغير فالإعانة التي تصرف لأربع عشرة جمعية (عشرة ملايين)، فكيف وقد زادت الآن على (100) مائة جمعية، فلم تعد تكفي لزيادة الجمعيات وحاجتها الماسة للقيام بأعمالها على أكمل وجه، وهذه مسؤولية الوزارة لمراجعة ولي الأمر في ذلك، فولاة أمورنا يحبون الخير وقريبون منه، مشيراً إلى الحاجة للدعم المادي لعمل بعض البرامج التدريبية بالتعاون مع بعض المؤسسات التدريبية المعتمدة التي تعينهم على أداء رسالتهم والتطوير من أدائهم، كما يوفر لهم محفزات مالية ومرتبات متميزة، مؤكداً على أن التحفيز للالتحاق بالحلق القرآنية أصبح ضرورياً ويكون تحفيزاً عينياً ونقدياً ومعنوياً ولربما زيادة المخصصات وتوسيع نطاق جمع التبرعات المسموح به يكون رافداً لتنفيذ مثل هذه البرامج.
وأوضح فضيلته أن سعودة حلقات التحفيظ المشكلة في أبناء البلد يلتحقون بالمراكز والجمعيات المتطورة ولقلة رواتب الحلقات تكون عليهم بالصعوبة الانضباط فيها ولا ينضبط إلا المستخدمون وبرواتب مناسبة، وأما بالنسبة لمكافآتهم فتكون بحسب تميزه والنتائج التي يقدمها كل معلم, كما أننا بحاجة إلى الاستقدام لتفرغهم وقناعتهم برواتب لا تتناسب مع السعوديين.
وبيَّن رئيس جمعية عسير أن هناك من يصر على اتهام الحلق القرآنية بتفريخ متشددين - خابوا وخسروا - فليس هذا من عادة الجمعيات، فالطالب أو الطالبة الذين يخرجون من هذه الجمعيات من أميز الطلاب يكونون في المستقبل مواطنين صالحين ومصلحين، فكيف يخرج متشدداً وقد حفظ كتاب الله فكتاب الله نستقي منه تعاليم ديننا دين الوسطية والاعتدال والسلامة والإسلام، وأنه ينبغي على المؤسسات الشرعية العمل على ترسيخ الاعتدال والوسطية ونبذ الغلو والتطرف في المجتمع فعليها القيام بواجباتها ومسؤولياتها في دعوة العلماء وتوعية الناس بالأمور الشرعية والتوجيهات الموجهة لهم والتي تنفعهم في دنياهم وأخراهم وتحذيرهم من التطرف والغلو وتوجيههم التوجيه الشرعي.
وأكد فضيلته أهمية توعية الجمعيات بطرق الاستفادة من الصندوق الخيري للجمعيات وصرفه وعدم تجميد ما فيه من الأموال، وذلك بإنشاء الأوقاف الضخمة التي تدر على الجمعيات وتسد عجزها وتقوم بواجباتها على أكمل وجه.. والجمعيات بحاجة إلى تطوير الدعم حيث إن الإعانة السنوية في الوقت الحاضر لا تكفي لمرتبات العاملين في الجمعية، فكيف للجوائز والمحفزات التي ترغِّب الطلاب وتحفِّزهم.
وكشف الشيخ محمد البشري في ختام حديثه عن جديد الجمعية، حيث يتمثّل في افتتاح بعض مكاتب الإشراف والجمعيات لحاجة المنطقة المُلحة لها، وافتتاح رياض الأطفال القرآنية، ومعاهد إعداد معلمي ومعلمات التحفيظ للذكور والإناث ومراكز التدريب التابعة لها، وجميع هذه المنشآت بحاجة ماسة للدعم.