لا يُمكن تخيُّل حجم (تعليقات) القراء في الكثير من الصُحف العربية والعالمية، على العنوان التالي: جراحة (بواسير) لطفلة سعودية تعاني (اللوزتين)؟!.
أشعر بالحُزن الشديد وأنا أقرأ تعليقات التهكُم بمستوى الخدمات الصحية السعودية، والأخطاء الطبية المُتكررة، أرجو أن يتوقف الأمر عند هذا الحد، ولا يتسرب إلى بعض (البرامج الهزلية العالمية) التي أصبحنا مادة دسمة لها!.
أتعاطف كثيراً مع (الطفلة رناد)، وأشكر والدها وعمها اللذين وقفا بكل شجاعة للمطالبة (بحق الصغيرة) و(حق كل مريض في جازان)، هذه البقعة الغالية من بلادنا، والتي تربطها بوزير الصحة علاقة خاصة، فهو القادم (لكرسي الوزارة) من المنطقة ذاتها، وهو أخبر ببواطن الأمور؟!.
هذا الخطأ لا يُغتفر، ولا يمكن تصديقه حتى في بعض الدول ذات الإمكانات المتواضعة، فكيف ببلد يتغنى بأكبر المستشفيات في المنطقة؟!.. تحاشيت كثيراً الكتابة عن (وزير الصحة) في هذا الوقت، الذي يقوم فيه بخطوات تصحيحية لمحاربة الفساد الذي وجده في الوزارة، ولكن (الشق أكبر من الرقعة) يا معالي الوزير!.
سابقاً، كنا نخشى من تشخيص أطباء (المستشفيات الخاصة)، ولكننا اليوم نقف حائرين متوجسين أمام (أطباء المستشفيات الحكومية)، الذين أصبح (إهمال بعضهم) لا يُطاق، فهل علينا تصديق كل (طبيب) بعد اليوم، لمُجرد أنه يرتدي معطفاً أبيض، وفي أذنيه سماعة؟!.
في أمريكا تمكّن صبي هذا الأسبوع بمساعدة (معطف أبيض) ولوحة صغيرة تحمل اسمه، وسماعة أطباء في تمرير نفسه بين العاملين بمستشفى Palm Beach على أنه طبيب مساعد لمدة شهر كامل، حتى إنه يُناقش بعض الأطباء في تقاريرهم العلاجية؟!.
الصبي لم يكن سوى (مريض) يتلقى العلاج في المستشفى، الأخطاء تحدث في كل مكان، ولكن العلاج يختلف!.
إليكم المُخجل فعلاً، في 25 فبراير 2012م نُشر الخبر التالي في صحف ومواقع عالمية (طبيب سعودي بمستشفى خاص بصبيا - لا يحمل ترخيصاً - يُجري عملية بواسير لفتاة عشرينية بدلًا من استئصال اللوزتين)!!.
هل تكررت المأساة مع الطفلة (رناد) اليوم؟!.. أحتاج (بنادول) يا وزارة الصحة!.
وعلى دروب الخير نلتقي.