* وتواصل فشل منتخبنا الوطني في استعادة حتى ولو بعضاً من هيبته المفقودة ومن ثقة الجماهير السعودية فيه وذلك من خلال بطولة أمم آسيا 2015م.. شخصياً توقعت ذلك لاعتبارات عديدة بعضها خارجة عن إرادته وسبق أن تطرقت لها.. لكن الذي لم أكن أتوقعه هو أن تكون نهاية مشاركته في هذه البطولة بذلك التواضع الذي جعله يخسر حتى (فرصة التعادل) التي كانت تكفيه لبلوغ الدور الثاني على حساب المنتخب الأوزبكي.
* المثير للاستغراب.. هو أن الذين ظلوا يحاربون المنتخب، ويتمنون فشله، وحرضوا ضده هم الذين تصدروا المنابر الإعلامية وتسابقوا للبكاء على خروجه من بطولة الأمم وعلى طريقة (يقتل القتيل ويمشي بجنازته).
* أيام نجاحات منتخبنا الوطني لم يكن هناك إعلام رياضي سعودي يحارب المنتخب.. لم يكن هناك ضغوط إعلامية مضاعفة على نجومه.. لم يكن هناك أيضاً منابر إعلامية فضائية محتقنة لكل من هبَّ ودبَّ وأغلب تركيزها (ليش لاعبهم أساسي.. ولاعبنا احتياطي).. وعنوانها هو الكذب والافتراء والتحريض وعلى غرار ما حدث ضد منتخبنا ونجومه منذ بضع سنوات.
* في الغالب.. أتجنب تحميل مسؤولية هذه الخسارة أو تلك لأي لاعب.. لكن بالمنطق أرى أن معاناة منتخبنا ليست في بطولة أمم آسيا فحسب وإنما في البطولات التي خسرها أيضاً خلال المواسم الخمسة الأخيرة تحديداً تكمن في هشاشة خط دفاعه وفي تواضع إمكانيات وقدرات حارس مرماه.
* استقالة اتحاد الكرة خطوة مطلوبة وهي إحدى أهم خطوات العلاج للكرة السعودية.. لكن هذه الخطوة لا بد أن يتبعها خطوة أخرى تتمثَّل في ضرورة أن يكون خالد البلطان.. أو خالد المعمر هو الرئيس الجديد لاتحاد القدم لخبرتهما الإدارية ولقوة شخصية كل واحد منهما.. أما عدا ذلك (حتى وإن استقال الاتحاد الحالي) فلا أظن أن أوضاع الكرة السعودية ستتغيّر كثيراً عمَّا هي عليه.
** أهم مكامن المعاناة في المنتخب السعودي تتلخص تقريباً في ثلاثة أشياء (ضعف إدارة.. إرهاق لاعبين بدنياً ونفسياً.. وإعلام موجه ضده ويحاربه).
.. الضعف الإداري سببه (اتحاد قدم) غير مؤهل وضعيف شخصية.. والإرهاق نتاج تعدد المشاركات وضغط المباريات وكثرة الضغوطات النفسية.. أما الإعلام (أقصد الفضائي) فلأن من يقوده ويعتلي منابره هم أناس آخر ما يفكرون به هي مصلحة المنتخب، بل كأن كل همهم هو تدميره.
بين الماضي.. والحاضر
* نعم.. مستويات أغلب نجوم المنتخب مع أنديتهم أفضل وحماسهم ربما يكون أكبر، وأنه لا بد من محاسبة أي نجم على أي قصور يعتري أداءه وواجباته تجاه المنتخب.. لكن قبل أن نحاسبهم علينا أن نوفر لهم أفضل الأجواء والظروف.. على إدارة المنتخب أن تحميهم من (الإعلام الفضائي المسعور).. وألا يكون تواجدهم مع منتخبنا بعد فترة إجهاد نفسي وبدني كبير وعانوا منه مع فرقهم بسبب ضغط المباريات وتعدد المنافسات وتداخل البطولات.
* في السابق لاعب المنتخب كان يأتي لمعسكراته وهو (متحمس.. لديه الرغبة الكاملة.. ولا يعاني من أي إرهاق بدني أو نفسي).. في السابق لم يكن هناك أي وجود لإعلام الأندية داخل أروقة المنتخب وفي معسكراته.. ألوان كل الأندية تتلاشى وتختفي أمام شعار المنتخب.. كما أن اللاعب في السابق عندما يرتدي شعار المنتخب كان لديه كل الثقة في أنه سيتمتع أيضاً بحماية كاملة ممن تسوّل له نفسه.. وميوله المساس بمصلحة المنتخب سواء كان إعلامياً أو حتى مشجعاً ولهذا جاءت النتائج آنذاك مميزة.
* أما في المواسم الخمسة الأخيرة بالذات فالنجم صار يأتي لمعسكرات المنتخب وهو (يسحب رجليه) من عناء وفرة المشاركات وتضاعف حجم الضغوطات، ولأن المنتخب صار مكاناً لتحطيم المعنويات ولاسيما أن لاعب المنتخب (في زمن الاحتراف) لم يعد بحاجة إلى المكافآت الضخمة والتي يأتي بعضها على طريقة (دبلها.. دبلها) وعلى غرار ما كان يحدث مع المنتخب في زمن الهواة.
* إذا أردنا أن يسود الهدوء.. والواقعية أي برنامج رياضي فضائي فلا بد من عدم استضافة أي (إعلامي محتقن) وبالذات قبل مشاركات المنتخب وخلالها.. طبعاً هذا شبه مستحيل لأن أغلب من يديرون برامجنا هم من ذات الميول ويحملون نفس الفكر وهدفهم واحد.
* بعد فشل منتخبنا الوطني في بطولة أمم آسيا 2015م أخشى أن يخرج علينا من يزعم أن عودة المنتخب للإنجازات لن تتحقق إلا بعودة فريق الوحدة للبطولات.
الأجانب في الهلال
* في الهلال (حتى يوم أول أمس) لم تضح الرؤية بصفة نهائية حول من سيرحل من أجانبه (كواك - نيفيز - بنتلي) لتعويضه بمهاجم أجنبي هداف ويخدم كل حاجة الفريق.
* شخصياً.. أرى أن حاجة الهلال تبدو أكثر لاستمرار نيفيز وكواك من بنتلي.. ولكن (لو كان الود ودي) لاستبدلت حتى (نيفيز) بصانع ألعاب آخر أكثر تأثيراً والإبقاء فقط على (كواك) مع ديجاو وذلك في ظل تراجع مستوى نيفيز ومحدودية فائدته في الموسم الماضي.
* ويظل الأهم.. هو أن يكون (المهاجم الأجنبي) يصنع كل الفارق ومن (مواليد منطقة الجزاء) بعيداً عمّن سيكون البديل لمن لاسيما إذا وضعنا بعين الاعتبار أن ناصر الشمراني موقوف (8) مباريات في دوري أبطال آسيا.
* خالد شراحيلي هو الحارس المنتظر للمنتخب السعودي.. يملك إمكانيات عالية، ولولا إيقافه لربما كان هو الحارس الأساسي لمنتخبنا في بطولة الأمم.. الفرصة أمام شراحيلي بالمزيد من المواظبة والانتظام وتطوير المستوى لتأكيد هذه الحقيقة.
* تجربة الهلال أمام بايرن ميونخ كانت مغامرة.. بل مجازفة باسم الهلال وتاريخه لكنها في النهاية جاءت مفيدة لشباب الهلال ولبدلائه على عكس ما توقّعناه.. في شباب الهلال الذين شاهدناهم في هذه التجربة لا بد أن يأخذوا فرصتهم مع الفريق الأساسي في هذا الموسم.
* (تغريدة منطقية).. زميل نصراوي قال لي (أهلكتنا بقضية سعيد المولد.. فقلت: وأنتم أهلكتونا بقضية ناصر الشمراني.. قضيتي قانونية.. وقضيتكم شوارعية).. هذه التغريدة كتبها الإعلامي النصراوي محمد الدويش على طريقة (وشهد شاهد من أهلها)!!