في وداع الحكيم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله -.
رَحَلَ الحَكيمُ فَأجْهَشَتْ دارُ
وَبَكى الأَباعِدُ حُرْقَةً وَجِوارُ
يا سوءَ ما بُلِّغْتُ في فَجْرٍ
يا سوءَ ما حَمَلَتْهُ أَخْبارُ
رَحَلَ الذي لِلْشَّمْلِ جَمّاعٌ
فَتَأَلَّمَ العُقَلاءُ والأَخْيارُ
رَحَلَ الحَكيمُ وَظَرْفُ أُمَّتِنا
صَعْبٌ تُضارُ بِزَرْعها النّارُ
رَحَلَ الإمامُ وَقِبْلَةٌ أُوْلى
في الأَسْرِ قَدْ أَزرى بِها استِعْمارُ
رَحَلَ الزَّعيمُ وَشامُنا ثَكْلى
عاثَتْ بِها فِرَقٌ وَعاثَ بَشَّارُ
مَرْحوم يا راعي الفَضيلَةِ ما سَعى
ساعٍ وَما قَدْ طافَ زُوّارُ
مَرْحوم ما بَزَغَتْ بِها شَمْسٌ
فَوْقَ البِلادِ وَأَشْرَقَتْ أَنْوارُ
مَرْحوم عَدَّ رِمالِ مَوْطِنِنا
وَعَديدُ رَمْلٍ تَحْتَويهِ قِفارُ
مَرْحوم ما اخْضَرَّتْ مَزارِعُها
وَتَفَتَّحَتْ بِفَلاتِها أَزْهارُ
هذي الفَجيعَةُ لا دَواءَ لَها
فَتَجَمَّلي بِالصَّبْرِ يا دارُ
عَزَّيْتُ سَلْمانَ الهُمامَ وبي
مِنْ حُزْنِكُمْ يا سَيِّدي مِقْدارُ
عَزَّيْتُ مَكَّةَ والرِّياضَ وَبي
مِمّا أَصابَ المُبْتَلينَ عِيارُ
منّي العَزاءُ كَما يَحِقُّ لَنا
فَجَميعُنا في ظِلِّكُمْ أَنْصارُ
هذي الحَياةُ وهذه أَدْرانُها
نَفْنى وَيَبْقى الخالِقُ الغَفّارُ
يوسف أبو عواد - عضو الاتحاد العام للصحفيين العرب - عضو الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين