القاهرة - مكتب الجزيرة - علي فراج - نهى سلطان:
بقلوب راضية بقضاء الله وقدره وعيون دامعة ،نعى علماء الأزهر الشريف المغفور له بإذن الله تعالى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ،مؤكدين أن رحيله خسارة فادحة للأمتين العربية والإسلامية ،داعين الله سبحانه وتعالى أن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته ،ويجزيه عما قدم للإسلام والعروبة والإنسانية خير الجزاء ،وأن يخلف المسلمين والعرب فيه خيرا ،وأن يسدد خطى خليفته جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز على طريق الحق والرشاد ،مؤكدين أن الملك الجديد خير خلف لخير سلف فكلاهما من مدرسة واحدة وعلى منهاج واحد .
من جانبه قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر إن رحيل الملك عبد الله يمثل خسارة للأمتين ،فالرجل كان بحق حكيما وفارسا مغوارا دافع عن قضايا أمته حتى آخر نبض في قلبه ،ومهما قيل ويقال في حق الرجل فلن يوفيه أحد حقه فلا يمكن لأحد أن ينسى المواقف العظيمة والفارقة لخادم الحرمين الشريفين حيال قضايا الأمتين العربية والإسلامية، والتي تصب كلها في إيجاد مجتمع عربي إسلامي متضامن يسوده الحب والتعاون والسماحة واستطرد «إن المآثر التي اسداها خادم الحرمين الشريفين لأمته العربية التي حمل همومها ونذر حياته للذود عن حرمتها وأبى أن يتاجر فيها في اسواق الاستعمار الجديد تتجاوز ما يمكن ان يقال عنه. وأشار إلى أن من أهم مآثر ملك السعودية «توسعة الحرمين الشريفين التي تكلفت 25 مليار دولار مما أدى إلى استيعاب اعداد كبيرة للحجاج ، وكذلك مبادرة الحوار بين اتباع الديانات والثقافات ، واسهاماته بالمساعدات المالية الضخمة لإعمار غزة ومساعدة الشعبين السوري والعراقي ، وكل هذا قليل من كثير. وأكد شيخ الأزهر أن العلاقات بين المملكة ومصر علاقاتٌ تاريخية على كافة الأصعدة والمستويات، مضيفًا أن المملكة في قلب كل مصري.
كما نعى الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف المصري، الملك عبد الله بن عبد العزيز، خادم الحرمين الشريفين، داعيا المولى عز وجل أن يتغمده في واسع رحمته وان يلهم أهله الصبر والسلوان وأن ينور قبره. وأوضح وزير الأوقاف أن الملك عبد الله بن عبد العزيز كان محبا لمصر وشعبها، واصفاً وقوف الملك عبد الله تجاه مصر في ظل الأزمات التي مرت بها خلال الفترة الماضية بالمواقف النبيلة. وتقدم جمعة بخالص العزاء إلى الشعب السعودي في وفاة خادم الحرمين، مضيفا: «نحن نعزي أنفسنا والشعب المصري كله في وفاة الملك عبد الله لأننا نحب هذا الملك كما أحبه السعوديون والعرب جميعا.
كما أبلغت وزارة الأوقاف المصرية جميع الأئمة والخطباء بجمهورية مصر العربية، لأداء صلاة الغائب على خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله رحمه الله، عقب صلاة الجمعة وذلك تقديرًا لوقفته المشرفة مع مصر والشعب المصري، وجهوده في خدمة دينه ووطنه وأمته،كما نعت وزارة الأوقاف، بخالص الحزن والأسى خادم الحرمين الشريفين رحمه الله، باعتباره رجلاً من خيرة قيادات الأمة وحكمائها، مضيفة في بيان لها «نتقدم بخالص العزاء للشعب السعودي كله، بل وللشعب المصري الذي أحب هذا الرجل ويقدر له مواقفه الكريمة، وللأمة العربية كلها، ونتمنى للملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي العهد الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود، كل السداد والتوفيق، وأن يكونا خير خلف لخير سلف بإذن الله تعالى» فيما تقدم الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف المصري، صفوف المصلين لأداء صلاة الغائب على ملك السعودية، بعد امامته للمصلين بمسجد أكاديمية الشرطة بالقاهرة.
فيما نعى الدكتور شوقي علام مفتي مصر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، داعياً الله أن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته ويجزيه عما قدم لأمته خير الجزاء، وقال علام إن مآثر خادم الحرمين أكبر مما تحصى فقد كان فقيد الأمتين حريصاً كل الحرص على خدمة القضايا العربية والإسلامية، ولعل ما فعله طيلة حياته منها بالطبع ما قدمه في خدمة معتمري وحجاج بيت الله الحرام ،والمستوى العالي والتنظيم الجيد ورقي الترتيب والاستقبال لضيوف الرحمن الذين يلحظون ذلك من الوهلة الأولى عند قدومهم إلى المملكة العربية السعودية لأداء العمرة أو للحج وقال علام إنه «لا أحد يستطيع أن ينكر تلك الجهود المبذولة والملحوظة لكل الناس، والتي تعكس شيئاً مهماً وهو أن المملكة ترتقي وتأخذ بأحدث أساليب التقدم والرقي لخدمة حجاج بيت الله الحرام وأشار الدكتو رعلام إلى أن تلك الجهود العظيمة تدل على أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز، كان مهموما بتوسعة المسجد الحرام من أجل راحة المعتمرين والحجاج، واستقبال أكبر عدد منهم من خلال هذه التوسعة الرائعة وهي توسعة نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلها في ميزان حسناته يوم الدين بإذن الله ،وأوضح أن جهود خادم الحرمين الشريفين لم تكن قاصرة على خدمة حجاج بيت الله الحرام بل تجاوزت ذلك إلى خدمة قضايا الأمة الإسلامية أجمع، مبرزا تصديه لدعاوى الجماعات الإرهابية المشوهة لسماحة الإسلام وحقيقته من خلال مبادرته الطيبة بإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب التي أيدها العالم الإسلامي كله ،وشدد علام على أن جهود الملك عبدالله بن عبدالعزيز الكبيرة في خدمة العالم الإسلامي كله وليس في خدمة بلد بعينه وتصرفاته الحكيمة، جعلته يوصف بأنه حكيم العرب،ودعا مفتي مصر لخادم الحرمين جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز بالتوفيق والسداد.
فيما نعى الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ،وقال جمعة -: «إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم اغفر لعبدك الفقير إليك عبدالله بن عبدالعزيز وأسكنه فسيح جناتك واخلفه بخلف صالح واحفظ البلاد والعباد»، وأشار إلى أن الملك عبد الله كان رجلا حكيما وقائدا فذا قاد المملكة في مرحلة فارقة واستطاع أن يواجه التحديات التي واجهت الأمة العربية والإسلامية بقوة الرجال وصلابة الفرسان وحكمة العقلاء ،ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يتغمده برحمته جزاء على ما قدم من فعل الخيرات لبلده وشعبه وأمته وللإنسانية جمعاء.
كما دعا الشيخ مظهر شاهين، إمام مسجد عمر مكرم بالقاهرة وخطيب الثورة المصرية ، جميع مساجد مصر بأداء صلاة الغائب عقب صلاة الجمعة على روح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ودعا شاهين الشعب المصري إلى المشاركة في عزاء شعبي يقدم فيه الشعب المصري تعازيه في وفاة الملك بعد انتهاء مراسم الدفن في السعودية، وأضاف مظهر شاهين، أن العزاء الشعبي يتم تحديد مكانه وزمانه عقب انتهاء مراسم الجنازة الملكية، ليقدم الشعب المصري العزاء تضامنا مع الأخوة في السعودية والأسرة المالكة.