بقلوب ملؤها الحزن، فجع أبناء الوطن وفجعت الجزيرة العربية وفجع العالم العربي والإسلامي والدولي بوفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية.
وداعاً يا من ملكت القلوب وسكنتها حباً وداعاً إلى جنات النعيم، هذه القلوب المحبة تدعو لك بأن يجعلك ربي في عليين فأنت الإمام ابن الإمام، أنت من قدمت وفاضت يمناك بالعطايا وقلبك بالمحبة وإنسانيتك بالعطف والرحمة, أمتك تدعو لك البارئ أن يهبك جنته ويجزل لك الأجر والثواب, عرفناك بحنوك ورعايتك للأيتام والأرامل والمحتاجين، عرفناك ببساطة قلبك ونقاء سريرتك، عرفناك أباً للكبير والصغير, كنت نعم المليك الوفي ونعم الوالد الموجه، وتجلى ذلك دائماً في وصاياك، الدين والشعب جعلتهما نظير عينيك؛ فهما سائقاك إلى جناته بإذن الله, الدين نشهد بأنك المؤمن الحق بربك ونلت في ليلة الجمعة المباركة شرف الانتقال إلى جواره، ونلت رضى شعبك وأمتك بما قدمت لهم من كل الوفاء والحب والشعور المتبادل، ووفرت لهم أرقى العيش بأمن وأمان، وهذه نعمة نحسد عليها وقلما تجدها في الدول والأمصار.
سيسجل لك التاريخ هذه العطاءات والإنجازات العملاقة للشعب السعودي والأمة الإسلامية بأكبر توسعة للحرمين الشريفين والتطورات الحديثة في المشاعر المقدسة لراحة حجاج وزوار بيت الله الحرام.
هنيئاً لك يا مليكي بكل هذا الحب من شعبك الوفي الذي شهد ويشهد لك عند ملك الملوك بأنك كنت يا عبدالله بن عبدالعزيز نعم القائد الصالح الوفي المخلص المحسن عليهم والعطوف بهم، والقائد الذي كرّس نفسه وعمل واجتهد لخدمة الدين والوطن لأجلهم.
اللهم ارحمه واجزه عنا كل خير واجعل مثواه جنات النعيم،
نعزي أنفسنا بفقدانك ونعزي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ونبايعه ملكاً على البلاد، ومده يا الله بعون منك وتأييد في خدمة الدين والوطن والأمة الإسلامية, ونبايع ولي عهده سمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز, ونبايع ولي ولي العهد سمو الأمير محمد بن نايف، نبايعهم على ذلك بالسمع والطاعة اللهم فاشهد.
وإلى مجد وقوة وترابط يا وطني.
-المستشار الدكتور عصام بن حمزة بخش