الجزيرة - خلود الجبر:
عبرت عدد من السيدات في المجتمع السعودي عن صدمتهن بوفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - تغمده الله بواسع رحمته - معتبرات أن الفقيد عمل بإخلاص وتفانٍ طوال فترة حكمة لخدمة شعبه من كل الأطياف، وأن المرأة وتمكينها اقتصاديًا واجتماعيًا، كان من ضمن مشروع الإصلاحي الكبير.
ورأت عدد من عضوات الشورى والأكاديميات أن الفقيد الراحل، وفر للمرأة السعودية (بنت الوطن) فرصًا تاريخية، ووضعها في موقعها المناسب في كل المجالات، بل وكانت جزءًا من خطابه الشعبي، حيث يصر في كل خطاب على التأكيد على أنه يخاطب (أبناء وبنات الوطن) دون تمييز، وإن كان ينظر للمرأة على أنها يمكن أن تشارك في مجالات عدة لخدمة الوطن.
رسالة تاريخية
الدكتورة رباب المعبي المستشار التدريبي والمحكم التجاري، أكدت في بداية حديثها على مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - وولي العهد والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز، وولي ولي العهد والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، حفظهم الله على السمع والطاعة في المنشط والمكره، والنصح فيما نؤتمن عليه، بيعة نعرف بها الحق من شرع الله ونلزمها، ونعمل بما جاء في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - بالطاعة لله ولرسوله ولأولي الأمر».
وقال: إن الشعب السعودي الوفي قدم ملحمة برسالته إلى جميع دول العالم باسم وطنهم العزيز «المملكة العربية السعودية» عن قوة وحدتهم والتفافهم حول قيادتهم وتفانيهم في سبيل استقرار ونهضة دولتهم، لتحقق المملكة المزيد من الأمن والاستقرار وسط عالم يموج بالمتغيرات والاضطرابات الإقليمية والدولية التي لم تزد المملكة وشعبها إلا رسوخًا وأمنًا واطمئنانًا أبهر العالم وأكد مدى ما تتمتع به العلاقات وأواصر المحبة والوفاء بين شعب المملكة وقيادته الحكيمة.
اختصار الزمن
وقالت المعبي أن الملك الراحل عبد الله -رحمة الله عليه- استطاع بعون من ربه أن يختزل الزمن في تسع سنوات من خلال ما تم إنجازه من مشروعات تنموية في شتى المناحي وعلى رأس هذه المشروعات الاهتمام بحقوق المرأة، حيث حظيت المرأة السعودية بدعم ملحوظ ومثبت، من خلال التمكين بالمشاركة بمجلس الشورى، مشيرًا بذلك إلى أن لها صوتًا قويًا في الحياة العامة بتعيين 30 عضوًا من النساء في مجلس الشورى بما يمثل حوالي 20 في المئة من أصل 150 عضوًا.
وبينت أن هذا يؤكد حرص الملك عبد الله -رحمه الله- على الدور الحيوي للمرأة بوصفها عاملاً أساسيًا من عوامل التنمية، تمشيًا مع أحكام الشريعة الإسلامية الغراء، فالمرأة في الإسلام لها حقوق وعليها واجبات مما يتطلب تمكينها من تلك الحقوق ومساعدتها للوفاء بواجباتها ودعمها سواء العاملات في القطاع العام أم الخاص، كما سمح لها بالمشاركة في الانتخابات البلدية ناخبة ومنتخبة، ومكنت من العمل بالمحاماة والترافع أمام القضاء، لتسهيل وصولها إلى القضاء، إلى جانب نصيبها في برامج الابتعاث، ولم يقتصر الاهتمام على المرأة العاملة والقيادية.
رعاية ودعم
من جهتها، قالت الأستاذة حصة المحيميد مستشارة أسرية أن عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- تميز بالاهتمام بالمرأة ورعايتها حيث وجدت الرعاية والاهتمام والدعم من جميع الجوانب وخصوصًا الجوانب حيث تمكنت من إيجاد مكانتها في المجتمع بكل ثقة وعزيمة وإصرار، فقد كان الملك عبد الله -رحمه الله- أكبر الداعمين للمرأة والمهتمين بها والحريصين على نهوضها بما يليق بمكانتها الإسلامية بين دول العالم حيث أكد على دعمها وتشجيعها حتى أصبحت المرأة في عهده -رحمه الله- الطبيبة والمهندسة والمحامية ونالت مناصب مهمة ومرموقة في المجتمع توحي بنظرة ثاقبة من ملك يملك قلب كل امرأة سعودية.
وبينت أن المرأة السعودية في عهد الملك عبد الله -رحمه الله- أعطت للتاريخ صورة مشرفة للمرأة الذكية التي حرصت كل الحرص أن تلتزم بالقواعد والأنظمة والقرارات الحكومية جاعلة رضا الله، ثم رضا ولي أمرها هو ديدنها وما وصلت إليه المرأة السعودية من مكانة عالية لهو أكبر دليل على ما وجدته من اهتمام ورعاية منه -رحمه الله-.
حوار الثقافات
مساعد المدير العام للشؤون التعليمية بمنطقة جازان الأستاذة رحاب بنت زيلعي قالت: لقد جسد عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز -رحمه الله- الخط الفاصل في حياه المرأة السعودية طيلة العشر سنوات الماضية فقد شهدنا قفزات وإنجازات شكلت هوية المرأة ومستوى طموحاتها، فقد تحولت في عصره لتصبح عضوًا فعالاً وشريكًا في صنع القرار، فليس بمستغرب أن يأخذ بيدها من قال: «المرأة هي أمي وأختي وابنتي وأنا خلقت من المرأة»
فقد كان عصر الملك عبد الله -رحمه الله- عصرًا ذهبيا أحدث نقلة تاريخية في صنع المرأة السعودية ودعمها في جميع المجالات، حيث أتاح لها فرصه المشاركة، وإثبات الوجود بالإضافة لتشجيعه المتواصل لها ووصول مشاركتها عالميًا بالإضافة لقراره بتعيين 30 سيدة في مجلس الشورى لتصبح مساهمًا فعالاً في الحراك الثقافي والأدبي والسياسي والحوار الوطني بين الثقافات والأديان.
وحظي التعليم بالنصيب الأكبر من دعمه -رحمه الله- فقد اهتم بتعليم المرأة ونحن اليوم نجد أن نسبة تعليم السعوديات أعلى بكثير من نسبة تعليم بقية نساء العالم، فالمرأة لم تعد أمية في بلادنا فهي من إنجاز لإنجاز ذات عزيمة وإرادة فذة بدعم من القيادة الرشيدة لتنمية هذا الوطن المعطاء.
مكانة مرموقة
من جهتها، قالت الدكتورة هدى الصعيب - كاتبة واختصاصية علاج طبيعي - إن المرأة حظيت بمكانة مرموقة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- وأصبح لها مكان بارز في مسيرة التنمية التي تشهدها المملكة، بل غدت إحدى لبنات بناء هذا المجتمع وركيزته الأساسية تأسيًا بمنهج الشريعة الإسلامية التي كفلت للمرأة حقها في المشاركة في الإعمار والتنمية ومشاركة نصف المجتمع في كل شؤون الحياة. كما حظيت المرأة بتكريم وتشجيع مباشر من قبل خادم الحرمين نظير إنجازاتها السباقة ليس على مستوى إقليمي فحسب، بل على مستوى عالمي، الأمر الذي ساهم في دعم المرأة السعودية وإتاحة الفرصة لها في الداخل والخارج وهو الدافع الذي قادها نحو تحقيق الإنجازات الطموحة في العديد من المجالات الصحية والعلمية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها.
العهد الأبرز
ولفتت إلى أن عدد من المهتمين والباحثين بالشأن المحلي أكدوا أن عهد خادم الحرمين الشريفين الحكم في المملكة هو العام الأبرز في مسيرة المرأة السعودية، بعد صدور عدد من القرارات والأنظمة لتعزيز دورها في خدمة المجتمع، ومشاركتها في العديد من المناشط والفعاليات. وبالنظر إلى القرارات الحكومية لمسنا بشكل جلي الأثر الأبرز في دعم نجاحات المرأة التي تحققت بدءًا من السماح لها باستخراج البطاقة الشخصية، وإلغاء ما كان يسمى بالوكيل الشرعي، والسماح لها مباشرة باستخراج السجل التجاري، ومباشرة أنشطتها التجارية بنفسها، ومشاركتها في أنشطة أدبية واجتماعية بعد أن أتاحت بعض الأندية الأدبية الفرصة لها من خلال أنشطة وقاعات مخصصة للنساء. وأتت النقلة الحقيقية من خلال برامج الحوار الوطني التي شهدت مشاركة نسائية فاعلة من خلال نخبة بارزة من نساء الوطن من أكاديميات ومثقفات أسهمن في طرح الكثير من المشكلات التي تواجهها المرأة السعودية والتعريف بها للرأي العام.
معالجة العنف الأسري
وقالت: لم تقف النجاحات عند هذا الحد، بل كان لجمعية حقوق الإنسان الوليدة دور بارز في دعم العناصر النسائية البارزة، وإتاحة الفرصة لهن في التصدي للعديد من المشكلات الاجتماعية وقضايا العنف الأسري ووصول المرأة فيها إلى منصب نائب الرئيس عن جدارة واستحقاق من خلال النشاط البارز لعضو الجمعية. وتعززت النجاحات الوظيفية والتعليمية للمرأة السعودية من خلال تعيين عدد من السعوديات في مناصب حكومية، ولأول مرة حيث تم تعيين نورة بنت عبد العزيز بن عبد الرحمن المبارك كأول مديرة لجامعة بنات.
وتعيين مساعدة لمدير الشؤون الصحية بجدة لشؤون الرعاية الأولية هي الدكتورة منى دشاش وأخرى مديرة لمستشفى الملك سعود بجدة، وبادرت وزارة الخارجية بتوظيف أكثر من 80 فتاة سعودية في وظائف مختلفة، كما أعلنت عزمها تعيين أول امرأة بمنصب سفير متجول داخل المملكة.
وبادرت وزارة الشؤون الاجتماعية بتعيين أول مديرة لفرع الضمان الاجتماعي ومشاركتها اجتماعات الوزير ومديري الضمان الاجتماعي في مختلف مناطق المملكة، ثم توالت النجاحات باختيار الدكتورة ناهد طاهر بصفتها أول سعودية لإدارة أول بنك مصرفي.
انتخابات تاريخية
ولم يكن ليمضي العام دون تعزيز الإنجازات بشكل غير مسبوق، إذ شكلت انتخابات الغرفة التجارية بجدة حدثًا تاريخيًا بعد إتاحة الفرصة للنساء للمشاركة في التصويت والانتخابات وفوز سيدتين بعضوية مجلس الغرفة التجارية بجدة من أصل 36 مرشحة، ومن ثم صدور قرار وزير التجارة بتعيين سيدتين بجانب الأعضاء الفائزين بالتصويت ليصبح عدد السيدات في مجلس الغرفة التجارية والصناعية بجدة أربع سيدات.
ولم يمض وقت طويل حتى استطاعت سيدة أعمال سعودية من مدينة الخبر وهي ناريمان أبا الخيل تنظيم أول مهرجان سياحي خليجي بدولة البحرين خلال صيف 2005م، ولقي إقبالاً كبيرًا وتنظيمًا متميزًا جعل عددًا من الدول تستعين بخبراتها لتنظيم مهرجانات مشابهة.
نجاح علمي
ولم تكن النجاحات الوظيفية والاقتصادية للمرأة السعودية بمعزل عن نجاحات أخرى في المجال العلمي وهو المجال الذي برعت فيه المرأة السعودية سابقًا، فقد ساهمت المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني ولأول مرة بإفساح المجال للمرأة عبر تبنيها افتتاح كليتين تقنيتين للبنات و18 معهدًا فنيًا للبنات، وإدخال عدد من التخصصات الفنية التي تدرسها المرأة السعودية ولأول مرة.
كما قدمت بعض الكليات والجامعات السعودية تخصصات جديدة كالقانون والهندسة والصحافة والسياحة، وهي تخصصات كانت مقصورة سابقًا على الرجال، كما واصلت وزارة التعليم العالي فتح باب الابتعاث للخارج لعدد كبير من الخريجات في تخصصات مختلفة وبشروط أكثر مرونة من السابق.
وعالميًا كان التألق أيضًا حاضرًا بتكريم العالمتين السعوديتين الدكتورة ريم الطويرقي في مجال الفيزياء والدكتورة حياة سندي في مجال الأبحاث الوراثية ورشحن أخريات لجوائز عالمية، فيما سجل اختيار الإعلامية منى أبو سليمان سفيرة للنوايا الحسنة للأمم المتحدة حضورًا إعلاميًا ونجاحًا جعل من الأمين العام للأمم المتحدة سابقًا كوفي عنان يلتقي بها ضمن زيارته للمملكة.
ملك الإنسانية
وقالت سيدة الأعمال نوف العفالق: عظم الله أجرنا جميعًا في وفاة أبونا ومليكنا الغالي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته ورزقه الدرجات العليا من الجنة، فقد كان لنا أبًا حانيًا متلمسًا لهموم شعبه غاية في التواضع بسيطًا حتى أحسسناه قريبًا من القلب فكان حقًا ملك القلوب وقربة من المساكين والفقراء جعله بحق ملك الإنسانية.
وبينت أن التطور الذي حدث في عصره لا يمكن أن يحصى في هذه المقالة القصيرة و»لكن يستوقفني بعض الوقفات المهمة والمميزة التي منه إمكانه المرأة في عهده فعلى صعيد التعليم فقد أنشأ جامعة نسائية على أفضل مستوى وهي الأولى من نوعها عالميًا المخصصة للنساء وهي جامعة نورة وفتح الباب على مصراعيه لابتعاث الفتيات أسوة بالرجال في كافة التخصصات على نفقة الدولة وانفق حتى على محرمها طيلة فترة دراستها بالخارج وبعد التخرج وضع الضوابط المحفزة لتشغيلها بالقطاع العام والخاص وأقام المعاهد المتخصصة والمميزة لتطوير الكوادر النسائية للوظائف الفنية المختلفة حتى تغطي الحاجة للكوادر الفنية».
وقالت على صعيد الفرص الوظيفية فقد تنامت بشكل كبير مشاركتها بالعمل وقفزت قفزات متسارعة بدخولها مجالات عمل جديدة على كافة الأصعدة من المجال الطبي والمستشفيات للجامعات والمدارس والأعمال التجارية والشركات.
وشدد على أنه ليس هذا وحسب بل ضمن للعاطلة عن العمل راتب يعينها لحين توظيفها وحدد حدًا أدنى من الأجور، وفرض عمل حضانات وبيئة عمل تكون مناسبة للمرأة، ومشاركة المرأة بمجلس الشورى يعد نقلة نوعية لمدى التطور النوعي بنظرة المجتمع لمكانة المرأة وتمكينها من المشاركة بالقرار.
تطور سريع
وقالت إنه من اللافت للنظر التطور السريع خلال فترة حكم دامت أقل من عشر سنوات مما يدل على وضوح الهدف لديه والرؤية الثاقبة لمستقبل الوطن للنعم بمكانة قيادية في مجال حقوق الإنسان ونكون مواكبين للمجتمع العالي بخطوات متوازنة منفتحة على العالم ومتمسكة بثوابت العقيدة السمحة
واليوم ونحن نودع مليكنا المحبوب نستشرف مستقبلاً مستمرًا بالتطور والنمو بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير مقرن بن عبد العزيز وولي ولي عهده سمو الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وفقهم الله لما فيه خير البلاد ورزقهم البطانة الصالحة التي تعينهم على الخير.
وتشاركها بالقول الشاعرة تهاني بن جريس قائلة: أبلغ ما يقال هو أن نصف عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز -طيب الله ثراه- بأنه العصر الذهبي للمرأة على مر العهود، حيث إنه -رحمه الله- أفسح لها المجال لتكون عضوة فعالة ومشاركة في نهضة ورفعة المجتمع السعودي وأبرز قرار مشاركتها في مجلس الشورى وكان ذلك إيمانًا منه بأنها سيدة المجتمع التي تحمل الثقال وتربي الأجيال وتنجب الأبطال. مشددة على أن المرأة في عهده تألقت كثيرًا وبرزت وأثبتت نفسها في العديد من المجالات العلمية والعملية على المستويين المحلي والدولي، وهو عهد خصب أورق وأينع ولن تنساه كل امرأة سعودية مجتهدة أحبت مليكها ووطنها وأخلصت له.
وقالت ولا ننسى العديد من أقواله المأثورة عنه -رحمه الله- في الإشادة بمكانة النساء وقيمتهن حينما قال:
« المرأة هي أمي هي أختي هي بنتي أنا مخلوق من المرأة»..
وحينما قال «النساء ما منهن إلا كل خير»
وكنت أردد بعدها قولي:
قلت النساء ما منهن حسرة وآه
وقلت النسا ياسيدي هن فدنك
إنجازات عظيمة
من جهتها، قالت إشراق الصقر من وادي الدواسر: أعزي نفسي ووطني بفقيد الأمتين العربية والإسلامية أولاً، وأوجز مقالي عن مكانة المرأة وعلو شأنها بعهد الملك عبد الله بن عبدالعزيز. فالمرأة جزء لا يتجزأ من الشعب السعودي العظيم.. بل هي الأم الحانية والأخت والابنة الواعدة بمستقبل زاهر.. لم تحظ المرأة بمكانة بارزة كما حظيت بعهد ملكنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله رحمة واسعة..كما أنها واصلت بخطى واثقة وكانت عضيدة للرجل في تشيد هذا الصرح العظيم.. بحدود ما أمر الله به في كتابه الكريم وسنة نبيه العظيم فأصبحت مثالاً يحتذى به في العالم العربي والإسلامي. فقد تقلدت المرأة في عهد الملك عبد الله مناصب قيادية في القطاعات الحكومية فضلاً عن أعمالهن في القطاعات الخاصة مما أثمر عن إنجازات عظيمة في كافة المجالات.
ولا شك أن المرأة في عهده لها دور كبير في المسيرة التعليمية... فقد اهتم ملكنا -رحمه الله- بمجالها التعليمي فسمح للبعثات الخارجية واهتم بمجالات الاختراعات واهتم بتطوير مسيرة التعليم.
وقالت الأستاذة هيلة العيسى مشرفة التجهيزات بتعليم وادي الدواسر، رحم الله من غاب عنا ووواراه في الثرى ولكنه لم يغب عنا فهو في قلوبنا لن ننساه فكل جزء في هذا الوطن يتحدث عنه من شمالها إلى جنوبها ومن غربها إلى شرقها فقد جعل للمرأة شأنًا عظيمًا في عهده فقد وفر لها وظائف في جميع المجالات ففي التعليم تم توظيف أكبر عدد ممكن من الخريجات الجامعيات والدبلوم والمعاهد.
القوي الشامل
في حين قالت البروفيسورة الدكتورة سلوى الهزاع عضو مجلس الشورى: رحم الله ملكًا عرف معنى الوطن وسعى لرفعة الإسلام ودرء السموم عن الدين، حقًا فقدنا ملكًا عظيمًا قائدًا بالاسم كرس حياته لقضايا الأمة الإسلامية والعربية، فهو مواطن بالفعل متواضع، اتخذ قرارات ساهمت في ترشيد خيارات وقرارات الحكومة، وفق ما تقتضيه مصلحة الوطن والمواطن. وكان قويًا وشاملاً فذًا للسياسة الداخلية والخارجية مدافعًا عن السلام.
فجسد وحدة الوطن، وجميع قراراته الحكيمة كلها تصب في مصلحة الوطن والمواطن، في صياغة حاضر ومستقبل الوطن، مسؤولياته كانت كبرى وكانت تقع مواجهة التحديات الداخلية والخارجية وفي دفع مسار التنمية الوطنية في أبعادها المختلفة، لتحقيق تطلعات الوطن والمواطن في وقت أن المملكة العربية السعودية تشهد العديد من الأزمات وتحديات إقليمية غير مسبوقة وكبيرة داخلية وخارجية. وبفضل الله، ثم جهود خادم الحرمين الشريفين أصبحنا بلد أمان متمتعة بنعمة الأمن والاستقرار وتلاحم الشعب مع القيادة لأن الأمن هو هاجس العالم بأكمله، ومن حولنا مضطرب بالحروب الأهلية والصراعات الطائفية والتفتت الأمني والتطرف واستتاب الأمن في ظل عواصف الربيع العربي. ودافع -رحمه الله- عن مصالح المملكة الاقتصادية والسياسة والاجتماعية، ومكانتها العالمية، مراعيًا متطلبات رفاهية المواطن، والتنمية المستدامة، ومصالح أجيال الحاضر والمستقبل.
مشاركة تنموية
وما ميز عهد الملك عبد الله -رحمه الله- دعمه بمشاركة المرأة السعودية في الأنشطة التنموية حيث يمثل عنصرًا مهمًا في إستراتيجية التنمية الاقتصادية في المملكة. فشاركت المرأة الرجل في كل القرارات من العمل إلى الشورى إلى الانتخابات. وزاد عدد المبتعثين في كل مكان في العالم المبتعثة والمبتعث سويًا وأصبح لدينا 24 جامعة حكومية وثماني جامعات أهلية و494 كلية في 76 مدينة ومحافظة بعد أن كانت 7 جامعات فقط. وإنشاء المدن الاقتصادية وإنشاء المركز المالي الأكبر والأضخم على مستوى العالم وبناء آلاف الوحدات السكنية. مبينة أن كل الإنجازات هذه، خلفها إنجازات أخرى،
اجتهد في رد السلبيين، ورد المتطفلين، والطامعين، واجه لوحده من الإحباط والنكران ما يصعب على الناس مجتمعين..
وواجه تغييرات إقليمية وعالمية شديدة، بل كان حصنًا منيعًا ضد كثير من المخططات الدولية.
صنع القرار
وقالت الإعلامية منيرة المشخص: عظم الله أجرنا، عظم الله أجرك يا وطن، فقدنا أبًا قبل أن يكون قائدًا فقدنا حنان وعطف الوالد، فقدنا صاحبة الابتسامة العفوي، والإنجازات الكبرى سياسيًا، واقتصاديًا واجتماعيًا، فضلاً عن دوره في تعزيز دور المرأة في المجتمع، وتمكينها اقتصاديًا، وتوفير فرص عمل لها.
الأستاذة غالية السويدي مديرة الإشراف التربوي بتعليم نجران قالت: لقد عاشت المرأة السعودية خلال فترة القائد الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز - رحمة الله - مرحلة ذهبية وصلت خلالها إلى مكانة مرموقة في المجتمع وعنصرًا أساسيًا في صنع القرار.
وما كان لتلك المكانة أن تتحقق لولاً إدراك فقيد الأمة الملك عبد الله ما تمتلكه المرأة السعودية من قدرات كبيرة ليمنحها الفرصة والمشاركة في صنع القرار، ففي عهده الحافل بالإنجازات تقلدت المرأة السعودية مناصب قيادية ووزارية إضافة إلى منح ثلاثين عضوية في مجلس الشورى وفي الجانب الاقتصادي منحت المرأة السعودية عضوية مجالس الغرف التجارية الصناعية إضافة منحها فرصة للمشاركة في المجالس البلدية.
ولم يقتصر دعم الملك عبد الله على المرأة العاملة والقيادية فقط، بل وصل أيضًا إلى ربة المنزل و»الأمية» ومتوسطة التعليم والأرامل والمطلقات، وذلك عبر دعم برنامج الأسر المنتجة، وكذلك تأنيث محلات المستلزمات النسائية، إضافة إلى حق المرأة السعودية في الحصول على قرض سكني من صندوق التنمية العقارية متى كانت مسؤولة عن عائلتها.
ليلة حزينة
وتتفق الفنانة هياء سعد مع سابقاتها، فتقول: أحسن الله عزاءنا وعزاءكم في فقيد الأمتين العربية والإسلامية، خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى جنة الخلد أبا متعب.. اللهم ارحمه واغفر له وأكرم نزله ووسع مدخله وآنس وحشته.. اللهم اغسله بالماء والثلج والبرد.. ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس. لقد تألمنا جميعًا لخبر وفاة والدنا خادم الحرمين الشريفين ولكن البقاء لله رحل الرجل العظيم بعد أن أعطى للمملكة رونقًا وجمالاً.
الأستاذة هياء عبدالهادي مشرفة أمانة تعليم وادي الدواسر، قالت: إنها ليلة حزينة فجعنا بوفاة الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، بكى الأب وبكت الأم، بكى الطفل والشيخ الكبير، بكى الغني والفقير، بكى القريب والبعيد. 10 سنوات من الإنجازات التي تحدث عنها القاصي والداني، وشملت تلك الإنجازات رفع مكانة المرأة السعودية على الصعيدين المحلي والعالمي حيث كان -رحمه الله- ناصرًا للمرأة وجعل لها شأنًا يذكر على شتى المستويات فمن دخولها لمجلس الشورى والانتخابات البلدية وحق الترشح كما أتاح -رحمه الله- للمرأة السعودية المجال للإبداع والنهوض بتنمية الوطن وخصوصًا في مجال التعليم حيث تقلدت المرأة في عهده المناصب القيادية وتجلت كذلك النهضة في تأسيس جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، وإطلاق المدينة الجامعية للطالبات بجامعة الملك سعود.
تطوير وتنمية
وكانت المرأة عاملاً مساعدًا في مسيرة التطور ودعم عجلة التنمية وباتت إنجازاتها تتعدى العالمية فأصبحت مثالاً مشرفًا يحتذى في العالم العربي والإسلامي. وقالت رحم الله من قال: ((لا يمكن أن نتجاهل بأي حال من الأحوال دور المرأة السعودية ومشاركتها في مسؤولية النهضة التنموية التي تشهدها بلادنا وفي خدمة دينها وبلادها وبناء الوطن باعتبارها نصف المجتمع، إننا نتطلع أن يكون للمرأة دور كبير بحيث لا يحكمنا في هذا المجال سوى ميزان الشرع بما يحقق مصلحة الأمة).