وفاة قائد الدولة في المملكة العربية السعودية لا يعني ارتباك الدولة، ويبقى الأمر فيها محدوداً بالحزن على فقدان رجل قدَّم لوطنه ولشعبه أفضل ما يقدر عليه في حسن الإدارة، من «حزم في موضع الحزم، ولين في موضع اللين».
هكذا كان الراحل الكبير عبد الله بن عبد العزيز -رحمه الله- فاللقب «خادم الحرمين» يراه العالم الإسلامي يومياً عبر الشاشات، فضلاً عن معاينة الحجاج والمعتمرين له بأنفسهم عبر المشاريع التي تُقام في الحرمين الشريفين، والخدمات التي تُبذل لزوارهما.
كان - رحمه الله - يفخر أيضاً بلقب آخر اختاره هو لنفسه، ويقول عنه باعتزاز:-
«آنا خادم الشعب السعودي». ولا يتسع المجال هنا لحصر أعداد المستشفيات والجامعات والمدارس والمطارات والمبتعثين، وأهم من ذلك كله الأمن الذي ينتقل معه المرء عبر الصحراء وهو مطمئن البال، في بلد معظم أراضيه هي صحاري خالية من السكان، بينما تبلغ مساحته ربع مساحة أوربا (مليونين ونصف مليون كلم2، مقابل عشرة ملايين كلم2، لأوربا).
لقد اشتملت الخطة الأمنية في عهده على أسلوب الحوار الفعال - جدا - في استرجاع الشباب من اختطاف أيادي الغلو والانحراف، في فهم أحكام الشريعة بالقضايا الرئيسة، وحققت الدولة في هذا المجال نتائج تليق ببلد الحرمين وأرض مهبط الوحي، وحصلت على ما لم يحصل عليه غيرها ممن تموج دولهم اليوم بما يؤلم من أحداث لم يمر على بلاد الإسلام مثلها قط في إشغال المسلمين بقتل المسلمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
لقد تجاوز الدور الأمني للمملكة العربية السعودية في عهد «أبو متعب» - رحمه الله - حدود الدولة، عندما اتخذ قراره الشهير بحماية البحرين من تعد استهدف كيانها، وهي خطوة تاريخية يمكنك التأمل في نتائجها بإلقاء نظرة سريعة على خارطة المنطقة التي تموج بالأحداث المؤسفة.
رحم الله القائد المخلص خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وأسكنه فسيح جناته وبارك في شقيقه الملك سلمان وجعله الله خير خلف لخير سلف.
من دولة الكويت أخوكم الداعي لكم بالخير - فيصل الزامل - المدير التنفيذي سابقاً عن دولة الكويت بمجلس المديرين التنفيذيين بالبنك الإسلامي للتنمية