الحمد لله على كل حال ولا نقول إلا ما يرضي ربنا فإن المصاب جلل فموت ولي أمر المسلمين فاجعة عظيمة لما جعل الله له من المنزلة العالية ووجوب الاجتماع عليه والسمع والطاعة له بالمعروف فكيف إذا كان الفقيد هو الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي غمر الجميع بعطفه واجتهد في نصحه وبذله لامته فما من ميدان من ميادين البذل والفاقة والحاجة داخلياً وخارجياً إلا وكان سباقا إليه فرحمك يا عبدالله بن عبدالعزيز وجعل قبرك روضة من رياض الجنة وجزاك عنا خير الجزاء وإننا نعزي أنفسنا والأسرة الحاكمة الكريمة في فقيد الأمة الإسلامية فجبر الله مصابكم وغفر لميتكم والهم الجميع الصبر والسلوان.
وإنني في هذا المقام أحمد الله على التوفيق لهذه البلاد ومنته عليها حيث سارت أمور البيعة الشرعية وانتقال السلطة بشكل لا يعهد في أي بلد إلا في هذا البلد الكريم الذي يطبق الشريعة ويتحاكم إلى الكتاب والسنة بينما تتناثر الأشلاء وتسفك الدماء ويسود الناس الفزع والخوف قبل وصول الرئيس والملك للحكم نحن ودعنا ملكا واستقبلنا ملكا بكل يسر وهذا من التوفيق لهذه البلاد حيث قامت البيعة الشرعية لإمامنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير مقرن وولي ولي عهده الأمير محمد بن نايف.
وهذه البيعة عقد لازم وأمانة بين العبد وربه كما قال صلى الله عليه وسلم «من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية» وهي تنعقد للجميع إذا بايع أهل الحل والعقد كما بايع بعض الصحابة الصديق والتزم الجميع البيعة وعملوا بها، فالحمد لله وحده على لزوم هذه البلاد منهج الكتاب والسنة وفهم سلف هذه الأمة وهذا درس للعالم أجمع أن الشريعة الإسلامية فيها صلاح البلاد والعباد وهي خير لهم من مناهج البشر. فالواجب على الجميع القيام بالأمانة والنصح للأمة. والحرص على جمع الكلمة واستتاب الأمة ونبذ الفرقة والخلاف وسلامة الصدر لولاة الأمر والسمع والطاعة لهم بالمعروف والدعاء لهم بالصلاح والسداد والتوفيق.
جمع الله الكلمة على الحق وثبتنا على السنة وغفر لميتنا ورحمه ووفق حكامنا لكل خير وجمع الله بهم شتات الأمة ووفقهم لخدمة دينهم ووطنهم وشعبهم وعم بنفعهم الأمتين العربية والإسلامية.
عواد بن سبتي العنزي - المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة الحدود الشمالية