سنة الحياة تقتضي أن يغادر هذه الحياة كل إنسان في هذا الوجود. ولا مفر من الموت الذي قال عنه تعالى في محكم كتابه: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ} (33) سورة الرحمن. غيب الموت الملك عبد الله بن عبد العزيز الرجل السادس في تاريخ المملكة العربية السعودية؛ ليتولى الحكم بعده الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - وأعانه على الأمانة التي فرت منها السماوات والأرض. قال تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} (72) سورة الأحزاب. بسلاسة وحكمة وحنكة ورؤية ثاقبة انتقل الحكم من ابن لأبناء عبد العزيز موحد هذه البلاد إلى آخر بكل يسر وسهولة وطمأنينة وراحة. فلا نقول إلا اللهم لك الحمد على ما أنعمت به علينا من نعمة الأمن التي هي ركيزة أساسية لا جدال في ذلك، ومطلب لكل الشعوب العالمية. تلك هي رسالة موجهة لكل من يحاول العبث بأمننا في وطننا. نعم إنها رسالة نتباشر بها خيراً فيما بيننا نحن المواطنين السعوديين، ونثق بولاة أمرهم، ونعقد عليهم الشيء الكثير في حفظ الأمن بعد الله عز وجل. نعم، نام جفن المواطن والمقيم في مهبط الوحي المملكة العربية السعودية في يوم الخميس الموافق الثاني لشهر ربيع الآخر، واستيقظنا يوم الجمعة الموافق الثالث من الشهر نفسه على خبر الفاجعة في فقدان أبي متعب والد الجميع - رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته -. فلا قطرة دم أُريقت، ولا حالة هلع أصابت المجتمع. فاللهم لك الحمد كما ينبغي لجلالك وعظيم سلطانك. الحمد لله على نعمة الإسلام والأمن والأمان. نِعَم تترى وتتوالى على وطننا، قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} (7) سورة إبراهيم. فمثل هذه النعم التي ننعم بها تحتاج إلى شكر لله وحمد وثناء. رسالة يجب أن يعيها القاصي والداني، الكبير والصغير، الذكر والأنثى، البعيد والقريب.. أننا ننعم بنعم محسودون عليها من قِبل الأعداء. أسال الله أن يكفينا من بهم شر لهذا البلد وأهله، وأن يجعل تدبيرهم في نحورهم. نحن المواطنين السعوديين نثق بالله أولاً ثم بحكومتنا الرشيدة، ثم ما يبعث على الاطمئناهو احتضان المملكة العربية السعودية الحرمين الشريفين مهبط الوحي وقبلة المسلمين في بقاع المعمورة. كل تلك الطمأنينة مستمدة من قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ} (67) سورة العنكبوت.