استيقظت المملكة صبيحة يوم الجمعة الفائت على نبأ حزين، وخبر فجع قلوب المحبين، أسدل الليل ستاره على نبأ وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تغمده الله بواسع رحمته، وبهذه المناسبة الحزينة أرفع أحر التعازي وأصدق المواساة إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وإلى أبناء المغفور له –بإذن الله- وإلى الأسرة المالكة والشعب السعودي الكريم، فوفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله خسارة فادحة للأمتين العربية والإسلامية فقد كانت له جهود كبيرة في توحيد الصف العربي والإسلامي، ومبادراته في مواجهة الإرهاب والدعوة إلى التسامح والوسطية مشهودة معلومة، وخدمته للحرمين والشريفين لم يسبق لها مثيل، كما يودع التعليم قائداً جعل نصب عينيه التقدم العلمي لشعبه ابتداءً من مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم، ومروراً برعايته الكريمة لمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع، والنقلة الكمية والنوعية لبرنامج الابتعاث، وكذلك التوسع في إنشاء الجامعات حيث بلغ عدد الجامعات الحكومية والأهلية في عهده (34) أربعاً وثلاثين جامعة، جعلها الله في ميزان حسناته، رحمه الله وأسكنه في فسيح جناته.
ورحلتَ تبكيكَ القلوب محبةً
فإليك منا دعوةٌ وسلامُ
إن عزاءنا في فقد الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن خلَفه هو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز القائد الحكيم المخضرم المثقف الذي عاصر كل ملوك المملكة العربية السعودية، وقد اشتهر عن الملك سلمان حبه للعلم ومجالسة العلماء والمثقفين، ومتابعة ما يستجد على الساحة الثقافية ونقاشه العلمي لبعض الأطروحات العلمية والتاريخية، استطاع الملك سلمان طيلة الخمسين عاما التي كان فيها أميراً للرياض أن يجعلها مدينة عصرية متطورة تضاهي كبار المدن على مستوى العالم، وقد جمع حفظه الله تعالى بين العلم والإدارة وحسن التواصل مع المواطنين والسماع لطلباتهم بصورة دورية، إن المواطن السعودي اليوم يملؤه التفاؤل في هذا القائد الحكيم بأن يكمل مسيرة التنمية التي بدأها قادة المملكة العربية السعودية من قبل. وإني لأنتهز هذه المناسبة لأعلن مبايعتي على السمع والطاعة في العسر واليسر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير مقرن بن عبدالعزيز، ولولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، كما أتقدم بالتهنئة للأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في تعيينه وزيراً للدفاع ورئيساً للديوان الملكي، حفظ الله لنا ولاة أمرنا وأدام الله علينا نعمة الأمن والإيمان.
وطني وقد رحلَ المليكُ مبجلاً
وأتى مليكٌ والقلوب تبايعُهْ
ونعمتَ يا وطني بأمن وارفٍ
عَلمٌ به التوحيد دوماً نرفعه
د.عبدالرحمن بن إبراهيم الخضيري - وكيل جامعة سلمان للشؤون التعليمية والأكاديمية