ودَّع الوطن بعد عصر يوم الجمعة 3 - 4 - 1436 ملك الإِنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، حيث تمت الصلاة عليه في جامع الإمام تركي بن عبد الله وبعد صلاة العصر ووري الثرى في مقبرة العود بالعاصمة الرياض إلى جانب والده المؤسس جلالة الملك عبد العزيز (غفر الله له) وإخوانه سعود وفيصل وخالد وفهد رحمهم الله جميعا.
مليكنا الغالي أبو متعب (غفر الله له) انتقل إلى الرفيق الأعلى بعد (مضي تسع سنوات وتسعة أشهر وستة أيَّام) منذ أن بويع ملكا بعد وفاة أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز (رحمه الله)، وهذه الفترة التي قاد فيها الوطن العزيز المملكة العربية السعودية تعتبر فترة ذهبية في تاريخ قادة الوطن، حيث تميزت بنهضة تنموية شاملة تمثلت في تطور وتقدم الوطن في نواحي عديدة (التعليم - الصناعة - الزراعة - التقنيات الحديثة - التوظيف) وقبل ذلك عناية فائقة بالحرمين الشريفين بمكة المكرمة وطيبة الطيبة، واهتمام بتطوير المشاعر المقدسة رغبة منه، غفر الله له، في خدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والعمار وكذلك عناية بمساجد الله المنتشرة في أنحاء المملكة وتطوير التعليم والقضاء. وتميز عهده (غفر الله له) ببرنامج الابتعاث بالطلاب والطالبات حيث تم ابتعاث أكثر من 140 ألف طالب وطالبة لعدد من الدول الخارجية للدراسة بعدد من التخصصات، إضافة إلى ما تبوأته المملكة من مكانة رفيعة على المستوى الإقليمي والمستوى الإسلامي بل العالم أجمع.
الفقيد أبو متعب (رحمه الله) كان أمة في رجل حيث كان لا يعيش هم الوطن والمواطنين فقط بل هم أمته العربية والإسلامية والعالم اجمع، فقد كان حريصا - رحمه الله - على رأب الصدع وجمع الكلمة وشد أواصر عرى المحبة بداية مع إخوانه وأشقائه في دول مجلس التعاون الخليجي ثم أشقائه العرب والمسلمين، بل تعدى ذلك إلى تقريب وجهات النظر بين أهل الديانات وذلك من خلال تبنيه لحوار الأديان بين المذاهب، فقد كان رحمه الله ذا أفق واسع ونظر ثاقب يرنو دائما إلى جمع الكلمة وشد أواصر المحبة ونبذ الشقاق والصراعات هذا على مستوى العالم
وفي ما يتعلق بالوطن وأبنائه، فقد كان أبا للجميع ودائما يتلمس حاجات أبناء الوطن وذلك من خلال تلك الأوامر السامية التي أصدرها (غفر الله له) وكانت كلها تصب في مصلحة الوطن والمواطن.
مليكنا الغالي أبو متعب (رحمه الله) كان يتلمس حاجات الوطن والمواطن في شرقه وغربه وشماله وجنوبه ووسطه فالجميع لديه سواء، كان رحمه الله رحيما عطوفا نزلت دموعه وهو يحتضن فتاة صغيرة غادر والدها الدنيا في سبيل أداء واجب الوطن، وهذا ما عرفه الجميع وأدركه القاصي والداني بل تعدى ذلك العطف والشفقة إلى كل محتاج في هذا العالم.
مليكنا الغالي أبو متعب غفر الله له رحل إلى الدنيا الآخرة وقد خلف محبة ومودة سكنت في قلوب أبنائه ومحبيه.
مليكنا الغالي أبو متعب رحمك الله وأسكنك فسيح جناته وجعل ما قدمته للإسلام والمسلمين في ميزان حسناتك يوم لقاء رب العالمين .
مليكنا الغالي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظك الله وأعانك على تحمل المسؤولية في قيادة هذا الوطن، وأنت سيدي الكفء الذي تخرج من مدرسة الملك عبد العزيز - طيَّب الله ثراه - وتسلمت القيادة والمسؤولية في هذا الوطن بعد رحيل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز (غفر الله له) ندعو الله مليكنا الغالي أبا فهد أن يعينكم ويسدد خطاكم، ويأخذ بيدكم نحو التوفيق والسداد لقيادة الوطن الغالي المملكة العربية السعودية رغم هذه الصراعات التي يعيشها العالم من حولنا فكلنا ثقة بالله ثم بحنكتكم وقدرتكم على إدارة دفة البلاد نحو الأفضل والأحسن يشد من عضدكم ولي عهدكم الأمين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز وولي ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية وأصحاب السمو الملكي أمراء المناطق والحكومة الرشيدة وكل مخلص في هذا الوطن الكبير المملكة العربية السعودية حرسها وأدام عليها الأمن والأمان وسدد خطاكم ولاة أمرنا نحو مزيد من التقدم والرقي والنمو في كافة المجالات.
مليكنا الغالي أبا متعب (رحمك الله) مليكنا الغالي أبا فهد (حفظك الله).