سيظل هذا التاريخ عالقاً في الأذهان والقلوب؛ فقد خسر الوطن والمواطنون القائد، والفارس، والأب الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ رحمه الله وطـيّـب ثراه ـ. وسيظل هذا التاريخ شوكة في حلوق كل المتربصين والحاقدين على هذه البلاد واستقرارها. إنّ تعيين الأمير محمد بن نايف ولياً لولي العهد من أقوى الضربات لكل من راهن على ضعف البيت السعودي وتـشـتّـت كلمته. كانت الضربة الأولى عندما عـيّـنَه الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ وزيراً للداخلية، وبنفس الحكمة وبُعد النظر رأى الملك سلمان بن عبدالعزيز أنه الأجدر والأكفأ لمنصب ولي ولي العهد.
تطور عمل وزارة الداخلية تحت إشرافه؛ فالبوابة الإلكترونية لوزارة الداخلية هي الأفضل مقارنة بباقي الجهات الحكومية. مشاريع أمن الحدود هي الأكبر في تاريخ المملكة. استمرار الحرب على مهربي المخدرات وإحباط تهريب كميات غير مسبوقة منها.
من النادر اليوم أن تجد وزيراً للداخلية يمتلك ما يمتلكه الأمير محمد بن نايف من حزم وشدة، وفي الوقت نفسه يمتلك شهامة ونبل الفرسان. الأمير محمد بن نايف (باعتراف أعدائه) خصم شريف. ولقد كانت هذه الصفات سبباً في محاولة اغتياله. ولم توقفه تلك المحاولة البائسة عن الاستمرار بنفس النهج والأخلاق.
رجلٌ يفيق بعد ساعات قليلة من النوم ليواجه القاعدة، داعش، أضف إلى ذلك التصدي للعديد من المخططات الداخلية والخارجية التي تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار هذا الوطن، ولا يمنعه كل ذلك من التواصل المباشر مع المواطنين، لجديرٌ بالثقة الملكية التي حظي بها.
د. فهد بن محمد العنقري - المستشار القانوني