الجزيرة - عايدة بنت صالح:
وصف عدد من أعضاء مجلس الشورى حزنهم البالغ في فقدهم الجلل لملك العروبة والإنسانية عبد الله بن عبد العزيز، بعد سنوات من الازدهار والخير والتطور الذي عاشته المملكة العربية السعودية في شتى الميادين، وعهده هو المرآة الذهبية التي عاشت طفرة في ظل الاهتمام التي أولاه لها -رحمه الله-، وسألوا الله للملك سلمان بن عبد العزيز التوفيق والعون والسداد، معلنين مبايعتهم على السمع والطاعة له ولولي عهده الأمير مقرن بن عبدالعزيز وولي ولي عهده الأمير محمد بن نايف.
وقال الدكتور عوض الأسمري عضو مجلس الشورى: ألم فقد الملك عبد الله لم يؤثر فقط علينا في المملكة العربية السعودية بل على الأمتين الإسلامية والعربية بل والعالمية أيضًا، قائد بحجم الملك عبد الله رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ترك بصمة في العالم بأسرة، قائد أسس 13 كرسيًا لدعم الأبحاث في شتى المجالات الخاصة باليونيسكو، وافتتح جامعته المتميزة في العلوم التقنية التي يسعى للانضمام إليها كل المهتمين في العالم، كذلك فتح باب الابتعاث لما يزيد عن 200 ألف مبتعث، وافتتح في عهده 28 جامعة في مختلف مناطق ومحافظات المملكة، وكثير من الأمور الذي أظهرت اهتمامه بالعلم والتعليم، وعلى مستوى العالم قدم مبادرته في الحوار مع الأديان وكان له أدوار عدة في نشر التسامح ونبذ الخلافات بين الدول خاصة الأشقاء والعرب، بصماته في كل مكان حتى في الحرمين الشريفين من خلال توسعته المباركة للحرمين، وفقد ملك بهذا العطاء والقرب من الجميع كيف لا يحزن عليه القريب والبعيد، ونحن كمسلمين نؤمن أن الموت طريق حق كتبه الله على الإنسان ونؤمن بقضاء الله وقدرة، ونسأل الله العلي القدير أن يسكنه فسيح جناته، والحمد لله على نعمة الاستقرار.. أما السلاسة في انتقال السلطة تدل على استيعاب المواقف التي تدور حولهم، وأقول للملك سلمان بن عبد العزيز: وفقك الله وسدد على دروب الخير خطاك ونحن مبايعون ومباركون وسوف نكون إن شاء الله من المشاركين في بناء هذا الوطن، ولولي العهد الأمير مقرن بن عبد العزيز وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف.
الدكتورة منى آل مشيط عضو مجلس الشورى تقول: أتقدم بالعزاء لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وللأسرة المالكة والشعب السعودي والأمتين العربية والإسلامية في فقيدنا ملك القلوب رحمة الله وأسكنه فسيح جناته كان الحاكم العادل والأب الحنون والأخ الكريم لكل مواطن ومواطنة، قدم الكثير للمرأة السعودية واهتم بحقوقها وفتح لها فرص الابتعاث للدراسة في أعرق الجامعات الدولية وأتاح لها فرص العمل ومنحها مناصب عليا في الدولة.
رجل له أيادٍ بيضاء رجل شجاع يقول كلمته دون تردد ويتحدث بصدق ويعالج القضايا وخصوصًا الخارجية بحكمة وشجاعة ولعل أهمها معركة الحرب على الإرهاب وتحسين صورة المملكة بعد أحداث 11 سبتمبر قام بعلاج خلافات بين دول خارجية، وكان له ملامح للسياسة السعودية بالحرص على الدول العربية وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى الداخلية.. مبايعة خادم الحرمين الشريفين سيدي سلمان بن عبد العزيز كانت عظيمة فهو رجل شجاع ودقيق جدًا وهذا ما عرف عنه وهو أب للجميع الآن وعندما تولى الحكم أصدر مجموعة من القرارات الملكية الحكيمة التي أسعدت كل مواطن وكذلك كانت ردود الفعل في الخارج إيجابية وأنا خارج المملكة أرى الناس في الشارع وفي الفندق يعزونا في وفاة مليكنا بكل مشاعر الحب والتقدير. ونهنئ أنفسنا وشعبنا بولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز، - حفظه الله-.
أما البرفيسورة الدكتورة سلوى بنت عبد الله فهد الهزاع عضو مجلس الشورى فتقول: رحم الله ملكًا عرف معنى الوطن وسعى لرفعة الإسلام ودرء السموم عن الدين حقًا فقدنا ملكًا عظيمًا قائدًا كرّس حياته لقضايا الأمتين الإسلامية والعربية وكان مواطنًا بالفعل متواضعًا اتخذ قرارات ساهمت في ترشيد خيارات وقرارات الحكومة، وفق ما تقتضيه مصلحة الوطن والمواطن. وكان قويًا وشاملاً فذًا للسياسة الداخلية والخارجية مدافعًا عن السلام. فجسّد وحدة الوطن، وجميع قراراته الحكيمة كلها تصب في مصلحة الوطن والمواطن، في صياغة حاضر ومستقبل الوطن، مسؤولياته كانت كبرى وكانت تقع عليه مواجهة التحديات الداخلية والخارجية ودفع مسار التنمية الوطنية في أبعادها المختلفة، لتحقيق تطلعات الوطن والمواطن في وقت أن المملكة العربية السعودية تشهد العديد من الأزمات وتحديات إقليمية غير مسبوقة وكبيرة داخلية وخارجية. وبفضل الله، ثم جهود خادم الحرمين الشريفين أصبحنا بلد أمان متمتعة بنعمة الأمن والاستقرار وتلاحم الشعب مع القيادة لأن الأمن هو هاجس العالم بأكمله. ومن حولنا العالم مضطرب بالحروب الأهلية والصراعات الطائفية والتفتت والتطرف وفاقد لاستتاب الأمن في ظل عواصف الربيع العربي ودافع -رحمه الله- عن مصالح المملكة الاقتصادية والسياسة والاجتماعية، ومكانتها العالمية، مراعيًا متطلبات رفاهية المواطن، والتنمية المستدامة، ومصالح أجيال الحاضر والمستقبل.
وما ميّز عهد الملك عبد الله -رحمه الله- دعمه بمشاركة المرأة السعودية في الأنشطة التنموية، حيث يمثل عنصرًا مهمًا في إستراتيجية التنمية الاقتصادية في المملكة. فشاركت المرأة الرجل في كل القرارات من العمل إلى الشورى إلى الانتخابات.
وزاد عدد المبتعثين في كل مكان زيادة كبيرة، وأصبح لدينا 24 جامعة حكومية وثماني جامعات أهلية و494 كلية في 76 مدينة ومحافظة بعد أن كانت 7 جامعات فقط. وإنشاء المدن الاقتصادية وإنشاء المركز المالي الأكبر والأضخم على مستوى العالم وبناء آلاف الوحدات السكنية «مشروع الضاحية» كـ مثال (5 آلاف عمارة تحت الإنشاء) ومدينة الملك عبد الله للطاقة وغير ذلك.
كل الإنجازات هذه، خلفها إنجازات أخرى، اجتهد في رد السلبيين، ورد المتطفلين، والطامعين، واجه لوحده من الاحباط والنكران ما يصعب على الناس مجتمعين.. وواجه تغييرات إقليمية وعالمية شديدة، بل كان حصنا منيعا ضد كثير من المخططات الدولية.
انتقال السلطة بهذا اليسر نعمة تستوجب الشكر وهذا ما يميز الأسرة الحاكمة رمز الوحدة هو الانتقال في السلطة من ملك إلى ملك بالمملكة بسلاسة وسهولة فيموت الملك ويستلم الحكم ملك جديد وأنت آمن في بيتك لم يتغير عليك شيء فاللهم لك الحمد ولك الشكر اللهم أجمع كلمتنا على الحق واجعل الملك سلمان خير خلف لهذه البلاد وأصلحه وأصلح بطانته وأعزه بالإسلام وأعز الإسلام به وأهله في كل مكان وحبب إليه أهل الخير والصلاح وأبعد عنه أهل الشر والفساد إنك على كل شيء قدير {إنا لله وإنا إليه راجعون}.
من جهتها قالت الدكتورة فدوى أبو مريف: رحم الله فقيد الأمتين العربية والإسلامية الملك عبد الله بن عبد العزيز سائلين الله له المغفرة والرحمة ويجزيه عنا خير الجزاء.. لقد أمضى -رحمه الله- عمره في خدمة الدين والوطن، وقاد البلاد للازدهار والتنمية والنهضة الشاملة في جميع النواحي وسجلت المملكة في عهده الميمون العديد من المنجزات العملاقة في مختلف القطاعات التي تميزت بالشمولية في بناء الوطن وتنميته وقد تحقق لشعب المملكة في عهده الميمون الرفاهية.. وقد كان هاجسه راحة المواطن وتجلى ذلك في كثير من المواقف وحثه الوزراء على ذلك في العديد من اللقاءات.. والواقع خير شاهد على ما آلت إليه البلاد من استقرار الأمن والأمان في وقت عاثت الحروب في دول الجوار..
ولن ينسى العالم مواقفه المشرفة مع جميع دول العالم بحنكته وحكمته ومبادراته التي حقنت الدماء وأرست دعائم الإخاء، لقد حافظ الملك عبد الله -رحمه الله- على دور المملكة في الريادة دوليًا وعربيًا وإسلاميًا، وهو نهج صار عليه حكام وطننا الغالي بتمسكهم بكتاب الله وسنة نبيه وهي نعم تستحق الشكر لله.. ونحمد الله أن وفق لبلادنا حكمًا متينًا سديدًا قويًا ساهم أن تنتقل مقاليد الحكم بكل سلاسة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله ورعاه- الذي نبايعه على السمع والطاعة في الرخاء والشدة ونسأل الله أن يمده بعونه وتوفيقه والبطانة الصالحة التي تعينه على الحق، اللهم ادم علينا نعمة الأمن والأمان واحفظ لنا قادتنا وولاة أمورنا وأيدهم بنصرك وعزك،
د.مجدي محمد حريري عضو مجلس الشورى سابقًا يقول: {إنا لله وإنا إليه راجعون} اللهم اغفر لعبدك عبد الله بن عبد العزيز وارحمه وأجزه عما قدم لوطنه وللاإسلام والمسلمين بما أنت أهله. ووفق عبدك الملك سلمان بن عبد العزيز لما فيه خير البلاد والعباد وأدم على بلاد الحرمين الأمن والأمان ورغد العيش واجعل قادم أيامنا خيرًا. اللهم آمين..