ببالغ الحزن والأسى، استقبل الشعب السعودي والعالمان العربي والإسلامي كافة، نبأ وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز كالصاعقة، الذين نزل عليهم الخبر كالصدمة التي أذهلت العقول، ولكن لا نقول إلا «إن العين لتدمع والقلب ليحزن وإنا على فراقك يا والدنا لمحزونون» فنسأل الله أن يتغمد الملك عبدالله بن عبدالعزيز بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، فلقد ترك لنا كشعب بصمة كبيرة في فترة حكمه من جميع النواحي حتى غدت المملكة العربية السعودية بجميع مناطقها ومدنها كورشة عمل بسبب مشاريع التنمية، فنسأل الله أن يجزيه عنا بخير الجزاء، ولقد كان -رحمه الله- له أياد بيضاء ليس على وطنه فقط، ولكن على بعض الدول بتقديم الدعم لها والمساعدات بجميع أنواعها وخاصة المساعدات الإنسانية على مستوى الشعوب والأفراد، ولو تكلمت عن هذه الأشياء جميعا فلن يكفيني كتب في ذلك؛ فمنجزاته وأعماله لا تحصر، ولكن من أبرزها توسعة الحرمين الشريفين وإعطاء دور للمرأة في مجلس الشورى والمجالس البلدية، وإعطاؤها حقها في مجال التعليم والتوظيف رحمك الله يا أبامتعب، فقد فقدتك الأمة العربية والإسلامية وليس فقط الوطن والشعب السعودي، ولكن ليس لنا إلا التسليم والرضا بقضاء الله، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، فـ»إنا لله وإنا إليه راجعون»، كما نقدم تعازينا للملك سلمان وإخوانه وللأسرة المالكة والشعب السعودي كافة في الفقيد الغالي، ودعاؤنا له بأن يتغمده الله بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، فقد عاش مخلصا لدينه ولوطنه ومحبا لشعبه، وشعبه محب له، لذلك نسأل الله أن يبارك في سلفه الملك سلمان وولي عهده الأمير مقرن وولي العهد الأمير محمد بن نايف، وأن يوفقهم في حمل الأمانة وتحقيق التنمية والرخاء للوطن وللشعب، وأسأل الله أن يحفظهم ويحفظ الوطن من كل الفتن ويبعد عنهم الشقاق والفرقة وأن يكملوا مسيرة الراحل.